فوائد من سورة القمر

تعتبر سورة القمر سورة من السور المكية؛ فقد نزلتْ على رسول الله -عليه الصَّلاة والسَّلام- في مكة المكرمة، وهي من سور المفصَّل، يبلغ عدد آياتها خمس وخمسين آية، وقد نزلتْ سورة القمر بعد سورة الطارق، وجدير بالذكر إنَّ سورة القمر هي السورة الرابعة والخمسون في ترتيب المصحف الشريف حيث تقع في الجزء السابع والعشرين والحزب الثالث والخمسين، ويُقدم لكم موقع معلومات في هذا المقال فوائد من سورة القمر.

فوائد من سورة القمر

فوائد من سورة القمر

تتناول آيات سورة القمر حادثة شقِّ القمر في عهد رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- وتذكر تكذيب الكفار لما رأتْ أعينهم من الحق، فشقُّ القمر معجزة من المعجزات التي أيَّد الله -سبحانه وتعالى- فيها رسوله الكريم، ثمَّ تشير الآيات على رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- أنَّ يُعرض عن كلام الكافرين فالعذاب بانتظارهم يوم القيامة، قال تعالى: {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ الْقَمَرُ * وَإِن يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُّسْتَمِرٌّ * وَكَذَّبُوا وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ ۚ وَكُلُّ أَمْرٍ مُّسْتَقِرٌّ * وَلَقَدْ جَاءَهُم مِّنَ الْأَنبَاءِ مَا فِيهِ مُزْدَجَرٌ * حِكْمَةٌ بَالِغَةٌ ۖ فَمَا تُغْنِ النُّذُرُ * فَتَوَلَّ عَنْهُمْ ۘ يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ إِلَىٰ شَيْءٍ نُّكُرٍ}.

وردتْ حادثة انشقاق القمر في مصدري التشريع الإسلامي: القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، ويدلُّ ورودها في المصدرين على صحتها وصدقها، وهي معجزة من معجزات الله تعالى التي أيَّد بها رسوله الكريم -صلَّى الله عليه وسلَّم- وفيما يأتي ذكرٌ للأحاديث النبوية الصحيحة التي ذكرت حادثة انشقاق القمر في عهد رسول الله -عليه الصَّلاة والسَّلام-:

عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: “انْشَقَّ القَمَرُ ونَحْنُ مع النَّبيِّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- فَصَارَ فِرْقَتَيْنِ، فَقالَ لَنَا: اشْهَدُوا اشْهَدُوا”. (( رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن مسعود، الصفحة أو الرقم: 4865، صحيح ))

وفي صحيح البخاري عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: “انشقَّ القمرُ على عهدِ رسولِ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- فقال المشركون: هذا سِحرٌ سحركم ابنُ أبي كبشةَ، ولكن انظُروا إلى من يقدُمُ من السِّفارِ فسلوهم، فقدِموا فسألوهم فقالوا: رأيناه قد انشقَّ”. (( رواه ابن حجر العسقلاني، في موافقة الخبر الخبر، عن عبد الله بن مسعود، الصفحة أو الرقم: 1/203، صحيح ))

من فوائد سورة القمر أنها تصوّر أحد مشاهد يوم القيامة، وهو مشهد خروج الناس من قبورهم مسرعين خوفًا وفزعًا، ثمَّ تضرب هذه الآيات الأمثال بالأمم السابقة وتبيِّن كيف أفنى الله -عزَّ وجلَّ- الأمم التي كذَّبتِ الرسل وحاربتهم كقوم ثمود، وفي هذا موعظة للمشركين في مكة لو كانوا يعلمون.

تعرض آيات سورة القمر قصة قوم لوط -عليه السَّلام- وتذكر قصة نجاته ومن آمن معه رحمة من الله، فالله تعالى ينجِّي المؤمنين من العذاب، كما تسرد الآيات قصة غرق فرعون مع جنوده في البحر بعد تكذيبه وكفره بما جاء به نبيُّ الله موسى -عليه السَّلام-.

ثمَّ تخاطب الآيات المباركة المشركين من العرب وتحذرهم مصير الأمم السابقة، ثمَّ تشرح آيات السورة الأخيرة مصير المؤمنين والأشقياء المجرمين يوم القيامة.

فوائد

ورد في سورة القمر بعض الفوائد اللغوية مثل قول الله تعالى في سورة القمر:{إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ* فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِندَ مَلِيكٍ مُّقْتَدِرٍ}، وهنا يتبادر إلى الذهن سؤال لما وحد الله تعالى في الآية السابقة النهَر، على الرغم من أنه جمع الجنات قبله، وفي مواضع القرآن الكريم الآخرى كان إذا جمع الجنة جمع النهر.

كما في قوله تعالى:{جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَار}، وبعد الوقوف على جانب من تأملات في سورة القمر كانت الإجابة أن فواصل الآيات تقتضي “النهَر”، لا “الأنهار”، حتى تكون على وزن ما جاء قبلها من قول الله تعالى:{وَكُلُّ شَيْءٍ فَعَلُوهُ فِي الزُّبُرِ*وَكُلُّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ مُّسْتَطَرٌ}، لا سيما أن النهَر اسم جنس بمعنى الأنهار، وهو بمعنى الجمع، وقد يؤتى بالواحد للدلالة على الكثرة والجمع، مثال ذلك ما جاء في قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: {إنَّما أهلَك من كان قبلكم الدِّينارُ والدِّرهمُ} (( رواه المنذري، في الترغيب والترهيب، عن عبدالله بن مسعود، الصفحة أو الرقم: 4/164، إسناده جيد. )) والمقصود بالدينار والدرهم الجنس لا الواحد، بالإضافة إلى أن لفظ النهَر يعطي أكثر من فائدة، ويجمع عدة معاني، لا يفيدها لفظ أنهار.

أغلب سور الكتاب تسمَّى بمطالعها، وهذا شأن سورة القمر أيضًا، فقد سُمِّيت هذه السورة بسورة القمر لذكر القمر في مطلعها، قال تعالى: {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ الْقَمَرُ} ، وتجب الإشارة إلى أنَّ بعض علماء السلف أطلق عليها اسم سورة “اقتربت الساعة” وهي ما استُفْتِحَتْ فيها، وقد جاءت في صحيح السنة النبوية باسم سورة اقتربت الساعة، روى أبو واقد الليثي -رضي الله عنه- أنَّ عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- سأله: “ما كان رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- يقرَأُ في الفطرِ والأضحى؟ قال: كان النَّبيُّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- يقرَأُ بـ {ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ}[٩] و{اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ}” (( رواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان، عن أبي واقد الليثي، الصفحة أو الرقم: 2820، أخرجه في صحيحه )) والله تعالى أعلم.

اقرأ أيضًا:

فوائد من سورة فصلت

فوائد من سورة غافر

المصادر:

مصدر 1

مصدر 2

مصدر 3

مصدر 4

Exit mobile version