سورة المزمّل من سور القرآن الكريم المكيّة التي نزلت على النّبيّ محمّد –صلّى الله عليه وسلّم- في مكّة المكرّمة بعد سورة القلم، وهي من سور المفصّل، وعدد آياتها عشرون آية، وتقع في الجزء التّاسع والعشرين من القرآن الكريم، السّورة الثّالثة والسّبعون، ويُقدم لكم موقع معلومات في هذا المقال فوائد من سورة المزمل.
فوائد من سورة المزمل
لقد ظهر في سورة المزمل الكثير من الفوائد والتي تتلخص في التالي:
- الدعوة إلى صلاة الليل كله أو نصف صلاة الليل وبيان فضل صلاة قيام الليل، لأن صلاة الليل هي نوع من العبادة التي تقرب ما بين العبد وربه.
- من فوائد سورة المزمل أنها وضحت أهمية التوكل على الله تعالى، وذلك لأن الله هو الإله الواحد في هذا الكون.
- في هذه السورة دعوة إلى الصبر وذلك تمثل في دعوة الله تعالى للرسول بعدم وجود الأذى والانتقام.
- التأكيد على أن مصير الكافرين في الآخرة هو العذاب والجحود.
- وضحت هذه الصورة بيان مظاهر اليوم الآخر وأهوال يوم القيامة.
- أبرزت سورة المزمل الحجة على الكافرين من خلال تذكيرهم بأن الله تعالى لا يظلم أحد ولا يعذب إلا من يكفر به وبرسوله.
- في سورة المزمل تذكير لقصص الأقوام السابقة حتى يتم النظر إليها وأخذ عبرة منها مثل قصة موسى وفرعون.
- كان قيام الليل مفروضًا على المسلمينَ في بدايةِ الدعوةِ الإسلاميَّة؛ قال تعالى: “قمِ اللَّيلَ إلَّا قلِيلًا * نصفَهُ أوِ انقُصْ منْهُ قلِيلًا”، ثم نزلَت بعد سنة كاملةٍ آخرُ آيةٍ في السورة خفَّفت عن المسلمين في قولِه تعالى: “فاقْرَءُوا ما تيسَّرَ منَ القُرآنِ علِمَ أنْ سيَكُونُ منكُمْ مرضَى وآخرُونَ يضرِبُونَ في الأَرضِ يبتَغُونَ منْ فضلِ اللَّه وآخرُونَ يقاتِلُونَ في سبِيلِ اللَّهِ فاقْرءُوا ما تيَسَّرَ منْهُ”.
- بيّنت هذه السورة أهمية أداء الأعمال الصالحة مثل: التقرب إلى الله تعالى، الزكاة، الدعوة للعمل الخير وغيرها من الأعمال التي يؤجر عليها المسلم.
فوائد
سيكون الحديث هنا عن بعض اللّمسات البيانيّة والفوائد اللغوية في سورة المزمل، واختيار الآية الحادية عشرة للحديث عن الفرق بين “نِعمة” بكسر النّون و”نَعمة” بفتح النّون، قال الله تعالى: {وَذَرْنِي وَالْمُكَذِّبِينَ أُولِي النَّعْمَةِ وَمَهِّلْهُمْ قَلِيلًا}، النَّعمة بفتح النّون فهي لين العيش والتّنعّم والرّفاهيّة والرّخاء من النَّعيم، وكما هو معلوم النَّعيم من النِّعم، والرّفاهيّة والرّخاء نَعمةٌ ولم ترد في القرآن الكريم لفظ نَعمةٍ إلّا في الذّمّ، كقوله تعالى: {وَذَرْنِي وَالْمُكَذِّبِينَ أُولِي النَّعْمَةِ وَمَهِّلْهُمْ قَلِيلًا}، وقال أيضًا: {وَنَعْمَةٍ كَانُوا فِيهَا فَاكِهِينَ}.
لم ترد النَّعمة في الخير أبدًا، أمَّا النِّعمة بكسر النّون فكلُّها خير هي تفضّل الله تعالى وتكرّمه على عباده بهدايتهم إلى الدّين الصّحيح، والصّحّة والعافية في أجسادهم، والمأكل والمشرب وثمرات الدّنيا، والزّوجة الصّالحة، والصّحبة الصّالحة، والمال والبنون، كلّ ذلك من النِّعم، قال تعالى: {وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَتَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا}، وقد ذكر الله سبحانه بأنَّ السّمع والبصر والدّين نعمة من نعمه تعالى، فقال -جلّ ثناؤه-: {وأمّا بنِعمة ربّكَ فحدّث}.
بالنسبة إلى الفرق بين المزمل والمدثر، إنّ من العلماء من قال: المزّمّل والمدّثّر نفس المعنى، وفي كليهما الخطاب للنّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- وقد كان أوّل ما نزل بعد العلق قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ}، مع وجود الخلاف بين العلماء حول ثبوت ذلك.
بعدما فتر الوحي حينًا عن النّبيّ –صلّى الله عليه وسلّم- يعود ثانية، ويراه بين السّماء والأرض على كرسيّ، فأخذته الرّجفة وهوى على الأرض من هول ما رأى، ثمّ أسر ع إلى أهله يرتجف من الخوف، وهو يقول: ” دَثِّرُونِي، وصُبُّوا عَلَيَّ مَاءً بَارِدًا”، فنزل قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ… فَاهْجُرْ}، أي يا أيّها المتغطّي! فقوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ}، كان خطابًا للرسول الكريم –صلّى الله عليه وسلّم- بعدما تغطّى من خوفه وحزنه، لأنّه جاءه أمر لم يعرفه من قبل ولا عهد له به، وكان قولًا ثقيلًا عليه، كما قال تعالى: {إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلاً}.
وأمّا قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ}، فقد قال بعض العلماء: قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ}، أمرٌ للرسول -صلّى الله عليه وسلّم- بهجر النّوم وقيام اللّيل والتّهجّد لله تعالى، لأنّ قيام اللّيل يعين على الشّدائد والأمور الصّعبة، وهذا الأنسب في سورة المزّمّل لأنّ فيها أمر بقيام اللّيل، فكانت صلاة قيام اللّيل في حقّه واجبة ومستحبّة على المؤمنين.
اقرأ أيضًا:
المصادر: