سورة الكوثر هي واحدة من السور التي نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم بمكة قبل سورة التكاثر وبعد سورة العاديات، ونستعرض في هذا المقال فوائد من سورة الكوثر.
موضوع سورة الكوثر
- لا تختلف سورة الكوثر في موضوعها عن باقي سور القرآن المكي حيث تحثّ على عبادة الله وحدَه وصرف أشكال العبادة كافّة له وحده من خلال توجيه الخطاب للنبي والأمر عامٌ للمسلمين كافة.
- تضمّنت السورة واحدةً من النِّعم التي امتنّ الله بها على نبيه في الآخرة وهو نهر الكوثر أحد أنهار الجنة كما جاء في الحديث الصحيح في قوله تعالى: “إنا أعطيناك الكوثر”.
فوائد من سورة الكوثر
- تُوضح سورة الكوثر منزلة النبي صلى الله عليه عند الله تعالى، وكانت البشرى له من الله من باب التسلية عن قلبه بعدما ذاق الإيذاء من المشركين.
- على الرغم من أن الحديث في سورة الكوثر موجهًا إلى النبي، لكنها تدل على سعة فضل الله للخلق كافة.
- تُشير سورة الكوثر إلى ضرورة المبادرة إلى شكر نعم الله تعالى عن طريق المواظبة على أداء الصلاة والنحر لله -ذبح ونحر الأنعام- سواءً الأضحية أو النذر أو العقيقة، فبعدما ذكر الله عطيته للنبي، جاء بفاء التعقيب في قوله “فصلِّ لربك وانحر”.
- الاختصاص في سورة الكوثر بالصلاة والنحر لله تعالى، يدل على عدم جواز الصلاة أو النحر لغير الله.
- محبة النبي واجبة، وبغضه سبيل يفضي إلى الهلاك.
- من الدلالة الإعجازية في هذه السورة القصيرة أنها أخبرت أن النبي محمدًا عليه الصلاة والسلام سيمتلك نسلًا كالكوثر من ابنته فاطمة الزهراء، يظل ذكره حتى يوم يبعثون.
- أثبتت الأيام أن كل من يشتم الرسول الكريم سيكون أبتر، مع أنّ العاص بن وائل السهمي كان له العديد من الأولاد فلم يكن يظن أن ينقطع ذكره.
فوائد
التسمية ونزول سورة الكوثر
- سمِّيت سورة الكوثر بهذا الاسم لأنها بدأت في أول آياتها بذكر الكوثر، وقد اختُلِفَ في تفسير المراد بالكوثر؛ فالكوثر في اللغة اسمٌ للخير الكثير جاء على وزن فَوْعل، وهي صيغةٌ من صيغ الأسماء الجامدة تُفيد الكثرة والإفراط فيه.
- أورد المُفسّرون معانيَ عديدةً للكوثر؛ فمنهم من قال هو نهرٌ في الجنَّة، ونُقِلَ عن ابن عباس قوله بأنَّه الخير الكثير، وعكرمة فسرَّه بأنَّه النبوءة والكتاب، والمغيرة قال أنَّه الإسلام بمُجمله.
- قال ابن عباس أنّها نزلت رداً على العاص بن وائل السهمي، الذي قيل أنّه كان يحادث الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، ثم انصرف فجاء قوم رأوه وأنكروا محمدًا، فسألوه من هذا؟ فقال: “الأبتر”، وهو لفظٌ لمن لا ولد له، وكان عبد الله بن رسول الله قد مات حديثاً وقيل القاسم.
- كان العاص بن وائل السهمي يقول إذا ذَكر محمدًا صلى الله عليه وسلم: (دعوه فإنه رجلٌ أبتر لا عقب له، لو هلك انقطع ذِكره واسترحتم منه”.
- كان يقول له في وجهه: (إني لأشنؤك وإنك لأبتر من الرجال)، فنزلت سورة الكوثر رداً عليه وعلى كل من يذم رسول الله صلى الله عليه وسلم. وللتوضيح (إن شانئك) أي إن مُبغِضُك، (الأبتر) هو مقطوع النسل.
ما هو الكوثر؟
- الكوثر كما بين النبي صلى الله عليه وسلم: “هو نهر أعطانيه ربي في الجنة” ويصفه فيقول: “عليه خير كثير ترِّدُه أُمتي يوم القِيامة، آنيته عدد الكواكب”.
- وفي حديث آخر يقول النبي صلى الله عليه وسلم :”هو نهرٌ في الجنةِ حافَّتيْه قبابُ اللؤلؤِ قلت: ما هذا يا جبرائيلُ؟ قال: هذا الكوثرُ الذي أعطاكَه اللهُ” إلى جانب الخير الكثير الذي أعطاه إياه في الدنيا والآخرة.
فضل سورة الكوثر
- ما صحّ في فضل سورة الكوثر استبشار الرسول بها وتبشير أصحابه كما جاء في الحديث الذي رواه أنس بن مالك :”أغْفَي رسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- إغفاءةً، فرفعَ رأسَه مُتَبَسِّمًا، قالوا له: يا رسولَ اللهِ لم ضحكتَ؟ فقال: إنه أُنزِلَت عليَّ آنفًا سورةٌ، فقرأَ بسم الله الرحمن الرحيم “إنا أعطيناك الكوثرَ”.
- ما جاء في فضل سورة الكوثر وأنّ قراءتها ألف مرةٍ في ليلة الجمعة لا أساس له من الصحة.
في نهاية هذا المقال نكون قد استعرضنا فوائد من سورة الكوثر، ونُشير إلى أنها أقصر سور القرآن الكريم حيث تتكون من عشر كلمات واثنين وأربعين حرفًا فقط.
اقرأ أيضًا:
المراجع