سورة العاديات هي إحدى السور المكية التي نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم بعد سورة العصر، وتشتمل على إحدى عشرة آية، ويمكن استخلاص فوائد من سورة العاديات.
فوائد من سورة العاديات
بيان عظمة الخيل
- يرجع سبب القسم في قوله تعالى “والعاديات ضبحا” إلى بيان عظمة الخيل العاديات، وذلك بسبب أنها تتميز بالشدة وسرعة العدو وتتمكن من اقتحام ميادين الجهاد تحت بوارق السيوف.
- المراد بقوله تعالى “ضبحا” هو صوت أجواف الخيل عند الجري السريع عندما تعدو على العدو في ساعات الصباح.
فضل الجهاد وعظيم مكانته
- افتتح الله تعالى السورة بالحديث عن الخيل العاديات التي تنقل المجاهدين إلى مجتمع الجيوش للدلالة على المكان العظيم للجهاد في الإسلام.
- يجب إعداد الجيوش في هذا الغرض لحديث النبي “الخيل معقودٌ في نواصيها الخيرُ إلى يوم القيامة”.
معاناة المجاهدين في سبيل الله
- طريق الجهاد ليس طريقًا سهلًا، ويجب على الإنسان إذا خاض هذا الطريق أن يكون أهلًا له، حيث أوضح الله تعالى في سورة العاديات نقع الغبار الذي تثيره الخيل.
- على الرغم من هذه المعاناة ولكن الله قد توعد هؤلاء المجاهدين بحسن الجزاء حيث يقول النبي صلى الله عليه وسلم ” لا يجتمع غبارٌ في سبيل الله ودخانُ جهنم”.
العناية بالخيل وتدريبها
- تُشير الآيات الكريمة في سورة العاديات إلى ضرورة العناية بالخيل والحرص على تهيئتها للمهام التي يحتاجها الإنسان فيها وذلك بالتضمير والمسابقة بينها.
- ذكر الله تعالى القدح في قوله “فالموريات قدحا” إشارة إلى ضرورة الاهتمام بتحذية الخيل كإحدى سبل الوقاية لها من الحفاء.
دروس مستفادة من سورة العاديات
خلق الله الإنسان محل ابتلاء
- يجب على الإنسان أن يعلم أن حياته الدنيا هي دار اختبار، حيث أن الله تعالى قد طبعه على الصفات الذميمة مثل حب المال أو جحود نعمة الله، وعليه أن يتخلص من هذه الصفات.
- لا ينكر أي إنسان أنه قد ينسى نعم الله عليه ولكنه لا ينسى أبدًا المصائب التي تقع له، ولذلك يجحد نعمة ربه.
إثبات البعث بعد الموت
- يُحيي الله تعالى جميع الأجساد التي بُليت في القبور وأصبحت ترابًا من أجل مجازاتها على جميع ما كانت تعمله في الحياة الدنيا يوم لا ينفع مالٌ ولا بنون.
- يُحصّل الله تعالى جميع ما في صدور عباده يوم القيامة، لأنه هو الخبير الذي لا يخفى عنه شيء في الأرض ولا في السماء.
القلوب مدار صلاح أو فساد الإنسان
قد أخبرنا النبي أن القلب هو المضغة التي إذا صحلت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله؛ لذلك يجب على الإنسان أن يُهذب نفسه من أوضارها.
فوائد
فضل سورة العاديات
- يكمن فضل سورة العاديات في أن الإنسان إذا التزم بأوامر الله تعالى وطاعته دون تقاعس بحيث يُعد نفسه لإعداء الفرائض حقها بالإضافة إلى تطهير نفسه من كل إثم، فإنه بذلك يضمن النجاة من النور والفوز بالجنة.
- لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث منفصلة في بيان سورة العاديات ولكنها من سور المفصّل التي يمكن قراءتها أثناء الصلاة.
- يسري على سورة العاديات ما يسري على جميع سور القرآن الكريم حيث يقول الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم-: “من قرَأ حَرفًا من كِتابِ اللهِ فلَه به حسَنةٌ، والحَسنةُ بعشْرِ أمثالِها، لا أقولُ “ألم” حرفٌ، ولكن ألفٌ حرفٌ، ولامٌ حرفٌ، وميمٌ حرفٌ”.
ارتباط سورة العاديات بغيرها
- يوجد ارتباط بين سورة العاديات وما اشتملت عليه من حض على الجهاد في سبيل الله وبين قوله تعالى في سورة الأنفال: {وأَعدُّوا لهُمْ ما استَطَعتُمْ منْ قوَّةٍ ومِنْ ربَاطِ الخَيْلِ ترهِبُونَ بهِ عدُوَّ اللَّه وعدُوَّكُمْ}.
- تأتي الأحاديث النبوية الصحيحة لتؤكد على معنى سورة العاديات فقد وردَ في حديث جرير بن عبد الله -رضي الله عنه- أنَّه قال: “رأيت رَسولَ الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- يلوِي ناصِيةَ فَرسٍ بإصبعِه، وهو يقول: الخيلُ معقودٌ بنواصِيها الخيرُ إِلى يومِ القيامةِ: الأجرُ والغنيمة”.
في نهاية هذا المقال نكون قد استعرضنا فوائد من سورة العاديات حيث أنها واحدة من السور التي تصف حال الإنسان بدقة، ويرجع سبب تسميتها بهذا الاسم إلى أنها تبدأ بالحديث عن الخيل التي تغزو في سبيل الله.
اقرأ أيضًا:
المراجع