الاسلام في توفالو… سبع معلومات عامّة عن الإسلام والمسلمين في توفالو

21 فبراير، 2019

تاريخ الاسلام في توفالو

يعود وجود الاسلام في توفالو لأوّل مرّة إلى عام 1980، ولم يكن هناك إلّا مسلم واحد فقط في جزر توفالو، وتمّ نشر الاسلام في توفالو عن طريق جماعة الأحمديّة الإسلاميّة. الجماعة الأحمديّة أو القاديانيّة، هي طافة تؤمن بميرزا غلام أحمد المولود في بنجاب، في القرن التّاسع عشر الميلاديّ بأنّه رسول بعد محمد صلى الله عليه وسلّم، وهذا يخرجهم من الإسلام عند العلماء المسلمين، ولكنّ الأحمديين يقولون دائمًا أنّهم مسلمون، ويقولون أنّهم يؤمنون بأنّ محمد صلى الله عليه وسلّم خاتم الأنبياء، وينكرون عودة المسيح عليه السّلام.

بداية الاسلام في توفالو

بدأ الاسلام في توفالو عندما عيّنت الحكومة البريطانيّة الدكتور افتخار عياض لمساعدة سُكّان توفالو في التّعليم، وهو عضو في جماعة الأحمديّة في لندن، وكان ذلك في عام 1985 عندما وصل إلى توفالو للقيام بعمله، غير أنّه لم يقم بعمله في التّعليم وحسب، ولكنّه بدأ أيضًا في ترويج تعاليم الإسلام لشعب توفالو، من خلال جهود افتخار عياض الدّؤوبة لإيصال تعاليم الإسلام للنّاس، أصبح بعضهم مهتمّين جدًّا بالإسلام، وتحوّل البعض منهم إلى الإسلام، وأوّل سيّدة دخلت إلى الاسلام في توفالو هي السّيّدة سونما روسيا، وكانت تعمل مع الصّليب الأحمر في توفالو في ذلك الوقت.

مسجد توفالو

بدأ بناء أولّ مسجد في توفالو عام 1987، وتمّ الانتهاء من بناءه في عام 1991، يتّسع هذا المسجد لمئة مُصلٍّ، ويبلغ عدد المسلمين في جزيرة توفالو أربعمئة شخص في تعداد 2012، ويقع هذا المسجد بجانب مطار فونافوتي الدّوليّ.

تمّت ترجمة القرآن الكريم إلى اللّغة التّوفواليّة، في عام 1990، وقد أشرف على مشروع التّرجمة حتّى انتهائه الدّكتور افتخار عياض، ومن الذين ساعدوا في استكمال التّرجمة رئيس مجلس اللّغات في توفالو السّيد بوليكاي سوغيفالو، وعضو مجلس اللّغات في توفالو السّيد وليد كاتالاك.

انتشار طائفة الأحمديّة خارج توفالو

كان تقدّم طائفة الأحمديّة بعد نشر الاسلام في توفالو جيّدً جدًّا في وقت ظهورها واستقرارها، ومن أجل نشر تعاليم الطّائفة، اقترح الدّكتور افتخار أن يرسل إرساليّة إسلاميّة إلى الجُزر المحيطة بجُزُر توفالو وقُبل اقتراحه، وأُرسل أوّل مبشّر إسلاميّ إلى جنوب المحيط الهادئ في عام 1989، وهو حافظ جبريل أحمد سعيد، ويُلقّب بمولانا حافظ، وكان مقرّه في جزر توفالو، وكان قد خدم الجماعة الأحمديّة في غانا قبل نقله إلى جزر توفالو، وهو أيضًا غانيّ، ومن خلال جهوده الشّاقّة، قام بتمديد مهمّة الأحمديّة في جزر جنوب المحيط الهادئ، وأنشئت بعض البعثات أثناء مهمّته في جزر كيريباس، وتونغا، وساموا، وجزر سليمان، وفانواتو.

الدّعوة إلى الاسلام في توفالو

لم تنتشر الجماعات التّبشيريّة الأحمديّة في جزر توفالو لعدّة سنوات، وكان هناك داعية أحمديّ واحد تمّ تدريبه في فيجي، واعتاد رعاية جماعة الأحمديّة في جزر توفالو، ثمّ جاء بعده الدّاعية الأحمدي محمد مكاتوي، وقد أرسل إلى جُزُر توفالو في عام 2003، ونُقل أيضًا السّيد عبد الحكيم بواتنغ من غانا إلى جزر توفالو، وكان غانيًّا، وخدمة الأحمديّة في توفالو بين 2003-2009.

الأديان في توفالو

يشكل أتباع الكنيسة الكالفينيّة، حوالي 97 في المئة من سكّان توفالو البالغ عددهم 10.837 نسمة، وجميع جزر توفالو لها زعماء تقليديون ويُسمّى أعضاء كنيسة توفالو (اليكيس)، أمّا أتباع الدّيانات أو الطّوائف الأخرى فيوجد معظمهم في العاصمة فونافوتي، باستثناء نسبة كبيرة نسبيًّا من أتباع البهائيّة في جزيرة نانوما. ينصّ دستور توفالو على حرّيّة الأديان، بما في ذلك حرّيّة ممارسته، وحرّيّة تغيير الدّين، والحقّ في عدم تلقي تعليم دينيّ في المدرسة، أو حضور الاحتفالات الدّينيّة المدرسيّة، ولكن تحدث تجاوزات أو تمييز اجتماعي قائم على المعتقدات أو الممارسات الدّينيّة، ولكنّها نادرة نسبيًّا.

معلومات عامّة عن جُزُر توفالو

توفالو هي جُزُر إيليس سابقًا، وهي بلد في غرب وسط المحيط الهادئ، وتتكوّن من تسع جزر مرجانيّة صغيرة متناثرة في سلسلة تقع من الشّمال الغربيّ إلى الجنوب الشّرقيّ على مسافة حوالي 676 كم. عاصمة توفالو هي في الواقع قرية فونافوتي، وتوجد فيها مُعظم المكاتب الحكوميّة. شكّلّت توفالو مستعمرة جزر جيلبرت، وجزيرة إيليس البريطانيّة قبل حصولها على الاستقلال بشكل منفصل عام 1978.

يتحدّث سُكّان جزيرة توفالو اللّغة التّوفالويّة، والبولينيزيّة، ويتمُّ تدريس الإنجليزيّة في المدارس، وتُستخدم على نطاق واسع. يعيش مُعظم النّاس في الجُزُر الخارجيّة، في أُسر معيشيّة موسّعة تتجمّع في القرى، ويعيش ثُلثيّ السُّكّان في العاصمة، ويعيش حوالي عشرة في المئة من السّكّان في الخارج، إمّا للدّراسة أو العمل في صناعة الفوسفات في ناورو، أو العمل على السّفن التّجاريّة.

بالنّسبة للحياة اليوميّة في توفالو فقد تمّ التّغلّب على نمط الحياة اليوميّة، ولكنّ وسائل الرّاحة على النّمط الغربيّ قليلة، والعاصمة فقط لديها إمدادات للكهرباء، ولا يوجد صحيفة في توفالو، ومحطّة إذاعيّة واحدة فقط، ولا تزال الموسيقى والرّقص التّقليديّ يتمتّعان بمتابعة قويّة، والرّياضيات الشّائعة هي الكرة الطّائرة، وكرة القدم، والكريكيت.