تاريخ كسوة الكعبة

إنَّ لبيت الله الحرام مكانةً رفيعةً في قلوب المسلمين وعقيدتهم، كيف لا ومن دخلها كان آمنًا في رحابها، ولذلك ارتبط تاريخ كسوة الكعبة بتاريخ الكعبة نفسها، وهذا ما زاده عظمةً وتشريفًا، ومع اختلاف المؤرخين في أوَّل من كسا الكعبة المشرَّفة، وأين صنع أول غطاء للكعبة، إلَّا أنَّ كسوتها مُثبتة في كتب التاريخ الإسلامي.

تاريخ كسوة الكعبة

كسوة الكعبةاختلفت الروايات في ذكر أوَّل من كسا الكعبة المشرَّفة، فقال بعض العلماء إنَّ أوَّل من كساها هو سيِّدنا إسماعيل -عليه السلام-، وقال ابن جريج: إنَّ تبعًا يدعى أسعد الحميري هو أوَّل من كسى الكعبة كسوةً كاملةً بالأنطاع ثمَّ الوصائل، وجعل لها بابًا وأُسدل عليها وسُترت، وقيل: عدنان هو أول من كساها، أو كُسيت في زمنه.

ورُوي شعيب الأرناؤوط عن أبي هريرة -رضي الله عنه- بإسنادٍ ضعيفٍ عن النبيِّ -صلى الله عليه وسلم-: (نهى رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عن سَبِّ أسعَدَ الحِمْيَريِّ، قال: هو أوَّلُ مَن كسا البيتَ)، وكُسيت الكعبة بالديباج لأوَّل مرَّةٍ من قِبل الحجاج الثقفي.

أثبتت كتب التاريخ الإسلامي تاريخ كسوة الكعبة على مرّ الأزمان على النحو الآتي:

اقرأ أيضا: أقدم صورة للكعبة

لماذا ثوب الكعبة أسود؟

كانت الكعبة قديمًا وعلى مرّ العصور تُكسى بجميع الألوان بحسب ما ذكره ابن حجر، مثل الأبيض والأخضر والأصفر، والثوب الأسود لم يُحدّد من الشرع، ولكن استمرّت كسوتها بهذا اللّون بعد أن كساها النّاصر العباسيّ ديباجًا أسودًا.

وكان يُستخدم في كسوة الكعبة العديد من المواد وأحسن الأقمشة والثياب؛ منها ما يُسمّى بالحبرة، والبرود، والأنطاع، والحرير، والديباج، والنمارق، إلى غيرها من الأنواع الفاخرة.

اقرأ أيضا: تفسير رؤية الكعبة في المنام بالتفصيل

الجهة المسؤولة عن كسوة الكعبة حديثًا

تناقلت مهمَّة صناعة الكسوة بين الخلفاء والولاة عبر العصور، ومنهم من كان يجعلها فرضًا على الولاة من بعده، وفي وقتنا الحاضر الرِّئاسة العامَّة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبويّ في السعوديَّة هي المسؤولة عن صناعة كسوة الكعبة بأعلى جودةٍ وأغلى المواد منذ عام 1962م.

وقد أنشأت في عام 1977م مصنعًا مطوّرًا بإمكانيَّاتٍ لازمةٍ لصناعة كسوة الكعبة في منطقة أمِّ الجود في مكَّة المكرَّمة، وإلى الآن لا تزال تنال شرف تصنيع الكسوة فيه، مع محافظتهم على الصناعة اليدويَّة.

في كلِّ موسم حجٍّ يتولَّى مجمع الملك عبد العزيز لكسوة الكعبة الإشراف على كلِّ ما يتعلَّق بكسوة الكعبة، وكما جرت العادة سنويًا في أوَّل يومٍ من شهر ذي الحجَّة يسلِّم خادم الحرمين الشَّريفين أو من ينوب عنه كسوة الكعبة الجديدة وقطعة من حزام الكعبة ومفاتيحها إلى سادني الكعبة المشرَّفة، وفي اليوم التَّاسع من شهر ذي الحجَّة صباحًا يُبدَّل ثوب الكعبة بالحلية الجديدة.

وتُعدّ تكلفة كسوة الكعبة هي الأغلى عالميًا؛ حيث تُقدّر بعشرين مليون ريال سعودي، بسبب المواد الفاخرة المُختارة لكسوة الكعبة بها.

في الزمن السابق كان يقوم بعض الخلفاء ببيع كسوة الكعبة القديمة وصرف ثمنها في سبيل الله، بينما في الوقت الحالي تُقدّم كسوة الكعبة القديمة التي تمّ استبدالها كهدايا لجهات تحددها السلطة، أو تُصرف للمتاحف مع المحافظة عليها.

اقرأ أيضا: أحاديث عن الكعبة

المصادر:
مصدر 1
مصدر 2
مصدر 3
مصدر 4

Exit mobile version