الاسلام في منغوليا… معلومات عامّة عن الاسلام في منغوليا قديمًا وحاليًّا

انتشار الاسلام في منغوليا

يرجع تاريخ أقدم دليل على وجود الاسلام في منغوليا إلى عام 1254، عندما زار الفرنسيسكان وليام روبروك محكمة خان مونغكا العظيم في كاراكوروم، واحتفل بعيد الفصح في كنيسة مسيحيّة نسطوريّة، لكنّه أشار أيضًا إلى سبعة معابد للمثاليّين (ربما تكون معابد للبوذيّة والهندوسيّة والطّاويّة) ومسجدين للمسلمين.

لذلك، يُرجع المؤرّخون تاريخ الاسلام في منغوليا إلى ما بين العامين 1222 و1254، وحصل الإسلام على شعار المغول بعد غزو جنكيز خان لأفغانستان، في عام 1222، في طريق عودته إلى منغوليا، زار بخارى في ترانسكسانيانا التي توجد في أوزبكستان الآن، ويُعتقد أنّه سأل عن الإسلام ليتعرّف إليه، ووافق على معتقدات المسلمين ما عدا الحجّ، لأنّه اعتبره غير ضروريّ، ومع ذلك، استمر في عبادته لتنكري كما فعل أسلافه، وتنكري واحد من أكبر وأهمِّ الآله القدماء للتُّرك.

عدد المسلمين في منغوليا

بسبب ارتفاع معدّلات المواليد تاريخيًّا، ازداد عدد السّكّان المسلمين في منغوليا بين عامي 1956 و1989. ومع ذلك، كان هناك انخفاض في أتباع ديانة الاسلام في منغوليا في الفترة 1990-1993 بسبب الموجة الكبيرة من إعادة الكازاخستانيين إلى كازاخستان، بعد تفكك الاتحاد السوفياتيّ. أمّا الكازاخستانيون في بايان-أولجي فتبلغ نسبتهم 88.7% من المجموع الكُلّيّ للسُّكّان، أمّا في مدينة هوفد، فيبلغ مجموعهم 11.5% من المجموع الكلّيّ للسُّكّان.

تتركّز ممارسة الاسلام في منغوليا في غربيّ البلاد وكذلك في عاصمة منغوليا، وتشمل بعض المراكز السّكّانيّة الرّئيسيّة ذات الوجود الإسلاميّ الكبير: أولان باتور، وتوف، وسيلنج، وإردنيت، ودارخان، وبولجان، ومدن بيرخ، ويبلغ عدد المسلمين في شريانجول وحدها 17.1٪ من إجماليّ السّكّان.

اليوم في منغوليا هناك أقلية كبيرة من المسلمين السُّنّة، تشكّل ما يصل إلى 5٪ من مجموع السّكّان، معظمهم من القازاقيين الذين يعيشون في المقام الأوّل في أقصى غرب منغوليا، ويعيش مُجتمع صغير من الكازاك في نالاخ وحولها وهي تابعة لمدينة أولان باتور.

عدد المسلمين في منغوليا
عدد المسلمين في منغوليا

حال الاسلام في منغوليا زمن المغول

منع جنكيز خان الممارسات الإسلاميّة مثل الذبح الحلال، وأجبروا المسلمين على طريقة الذّبح المغوليّة، لذلك كان يتعيَّن على المسلمين الذّبح في الخفاء، ودعا جنكيز خان المسلمين واليهود إلى اتّباع الطّريقة المغوليّة في تناول الطّعام، بدلًا من الالتزام بالوجبات الحلال، وكان ختان الأطفال ممنوعًا أيضًا.

تحوّل حفيد جنكيز خان بيرك إلى الإسلام بسبب جهود سيف الدّين درويش، وهكذا أصبح بيرك أوّل حُكّام المغول الذين اعتنقوا الإسلام، وتحوّل زُعماء مغوليّيون آخرون إلى الإسلام بسبب تأثير الزّوجات المسلمات، ولعب الحاكم المملوكيّ الظّاهر بيبرس دورًا هامًّا في جلب العديد من المنغوليين إلى الإسلام، واتّخذ خطوات قويّة لذهاب المغول إلى مصر، وبحلول الثّلاثينات من القرن الثّالث عشر، أصبحت ثلاثة من الخانات الأربعة الرّئيسيّة للإمبراطوريّة المغوليّة مسلمة.

سيرة حياة قصيرة عن بيرك خان

بيرك خان ابن جوشي وحفيد جنكيز خان مؤسس الإمبراطوريّة المغوليّة، وسيّء السّمعة بسبب وحشيته ولد بيرك في القرن الثّالث عشر وتاريخ ميلاده بالضذبط غير معروف، وهناك خلاف في نسب أبيه؛ لأنّ أمّه اختطفت من قِبل قبيلة منافسة بعد وقت قصير من زواجها، وبقيت عندهم عدّة أشهر قبل أن يُعيدها جنكيز، وبعد تسعة أشهر ولدت، وبقي نسب جوشي مشكوكًا فيه، ومع ذلك اعترف به جنكيز خان على أنّه ابنه، وكان قائدًا عسكريًّا بارعًا.

قبل وفاة جنكيز، قسّم الإمبراطوريّة بين أبناؤه، وكلُّ خان حكمه واحد من أبناءه، وبعد وفاته أخذ بيرك الخانات الغربيّة، وأصبحت تُعرف فيما بعد بالحشد الذّهبيّ، وبعد وفاة أخيه باتو، أصبحت القبيلة الذّهبيّة مُستقلّة، وكان بيرك أوّل حاكم مسلم في منغوليا، وتوفّي في عام 1266.

سيرة حياة قصيرة عن بيرك خان

المساجد في منغوليا

يوجد 176 مسجد في منغوليا، وأشهرها مسجد هوهيهوت الكبير، ومسجد باوتو الكبير. يُعتبر جامع هوهوت الكبير هو أشهر مسجد في منغوليا الدّاخلية، وهو أكبر المساجد وأفضلها في منغوليا الدّاخليّة، وقد بُني في السّنة الثّانية والثّلاثين من عهد أسرة كانغشي من أسرة تشينغ 1693 ميلاديّ، ويغطّي مساحة حوالي 4000 متر مربع، ويقع في الجانب الجنوبيّ الشّرقيّ من هذا المسجد الكبير، مبنى وانغيو وهو أحد المباني الأكثر إثارة في مسجد هوهوت، وتركيبته المعماريّة الفنّيّة وأسلوبه الفريد جدير بأن يجعله ميراثًا تاريخيًّا إسلاميًّا، ومسجد هوهوت موجود بالكامل ولم يُهدم أيُّ جزء منه مع الزّمن.

يقع مسجد باوتو الكبير في حيِّ دونغ في مدينة باوتو وتمَّ بناؤه في فترة غوانلوغ من سلالة كينغ، وكان أوّل مسجد أُنشئ بعد أن دخل الإسلام إلى باوتو. يُغطّي المسجد مساحة 1200 متر مربّع تقريبًا، ويوجد فيه أكثر من سبعين مبنى، بما في ذلك قاعة للعبادة، وهو مسجد مؤثّر في الجزء الغربيّ من منطقة منغوليا الدّاخلية ذاتية الحكم.

المراجع

Exit mobile version