أسباب كثرة النوم في الشتاء

مع برودة الطقس خلال فصل الشتاء يزداد الشعور بالرغبة فى النوم والجلوس فى الفراش وعدم تركه، ومن الممكن أن يكون النوم لفترات طويلة أمرًا طبيعيًا في حال حدوثه بشكل متقطع، إلاّ أنَّ الإفراط في النوم؛ كالنوم لمدة 11-13 ساعة طوال ليالي الشتاء قد يشير إلى مشكلة صحيّة؛ لذلك من المهم التعرف على أسباب كثرة النوم في الشتاء والاضطرابات الصحيّة التي يمكن أن تكون سببًا في كثرة النوم.

أسباب كثرة النوم في الشتاء

أسباب كثرة النوم في الشتاءأوضح الخبراء أنّ حاجة الفرد إلى النوم تزداد وفقا لكمية الضوء التى يتعرض لها، بناءً على الساعة الجسديّة الداخليّة المسؤولة عن تحرّك دورة النوم، والاستيقاظ بناءً على ضوء النهار.

ويكون التحكم فى تلك الساعة من خلال المخ، فعندما يصبح الضوء قليلًا، يتم إرسال إشارة للمخ تخبره بضرورة تجهيز الجسم للنوم، وإفراز هرمون الميلاتونين أي هرمون النوم، ومع حلول ضوء النهار ينتبه المخ لضرورة الاستيقاظ.

ونظرًا لأن ساعات الليل فى الشتاء أطول من النهار؛ لذا يقل الضوء ومعدل الحركة والنشاط، ولا يتلقى المخ أي إشارة تخبره بالاستيقاظ، وينعكس ذلك على شعور الجسم بالتعب والرغبة المستمرة فى النوم.

كما أنّ هناك بعض الاضطرابات الصحيّة التي قد تُسبّب كثرة النوم خلال فصل الشتاء، ومن أبرز تلك الاضطرابات:

اضطراب دورة النوم

لا يقتصر النوم غير الكافي على قلة ساعات النوم فقط، فالأمر يعتمد أيضًا على نوعية النوم؛ حيث لا يستطيع بعض الأشخاص الحصول على كمية كافية من النوم العميق؛ نتيجة حدوث انقطاعات في دورة النوم، ويترتب على ذلك أن يستيقظ هؤلاء الأشخاص دون الحصول على قسطٍ كافٍ من الراحة، حتى لو كانوا ينامون عدد ساعات النوم الموصى بها.

وقد تؤدي العديد من الأسباب إلى حدوث اضطراب في دورة النوم، كحدوث انقطاعات فيها، مما يؤدي إلى شعور الشخص بالنعاس وقد يسبب ذلك الإفراط في النوم لدى بعض الأشخاص؛ ومن أسباب حدوث الانقطاعات في دورة النوم ما يأتي:

اقرأ أيضا: تحليل الشخصية من وضعية النوم

توقف التنفس أثناء النوم

يُعرف توقف التنفس أثناء النوم علميًا بانقطاع النفس الانسداديّ النوميّ (Obstructive sleep apnea)؛ وهو اضطراب يسبب توقف الشخص عن التنفس للحظات أثناء النوم.

ويحدث ذلك في العادة عدة مرات خلال الليلة الواحدة مما يؤدي إلى تعطيل دورة النوم في كل مرة يحدث فيها، وبالتالي يمكن أن يؤدي إلى مشكلة النوم المفرط أثناء النهار والحاجة إلى المزيد من النوم للشعور بالراحة.

داء التغفيق

يعد التغفيق أو ما يعرف بالنوم الانتيابيّ (Narcolepsy)؛ هو اضطراب عصبيّ يؤثر في القدرة على الاستيقاظ والنوم؛ حيث يعاني المصابون بداء التغفيق من الشعور بنعاس شديد لا يمكن السيطرة عليه خلال فترة النهار، إذ إنهم قد ينامون فجأة في أي وقت وخلال القيام بأي نشاط مهما كان نوعه.

قصور الغدة الدرقية

قد يؤثر قصور الغدة الدرقية أو ضعف الغدة الدرقية في أنماط النوم في بعض الحالات؛ حيث قد تؤدي الإصابة بقصور الغدة الدرقية إلى شعور الشخص بالنعاس حتى بعد نوم ليلة كاملة براحة تامة، إذ يشعر الشخص بأنّه ما زال بحاجةٍ إلى النوم أثناء النهار، أو يعود إلى النوم في الصباح، وبالتالي يعاني من مشكلة النوم المفرط.

تناول بعض أنواع الأدوية

قد يعاني الكثير من الأشخاص الذين يأخذون بعض أنواع الأدوية من النعاس المفرط كأثر جانبي للدواء، مما قد يؤدي إلى الإفراط في النوم، وفي حال كان الشخص غير قادر على تحمل ذلك فتجدر مراجعة الطبيب لتعديل جرعة الدواء أو تغيير نوع الدواء.

وفيما يأتي بعض أنواع الأدوية التي من الممكن أن تسبب الشعور بالنعاس كعرضٍ جانبيّ لاستخدامها:

اقرأ أيضا: كم عدد ساعات النوم الطبيعي

دواعي مراجعة الطبيب

في أغلب الحالات عندما تظهر مشكلة النوم المفرط بشكلٍ عرضيّ لا يستدعي ذلك الشعور بالقلق؛ حيث قد يعاني بعض الأشخاص من قلة الطاقة، وبعض المشاكل في التركيز.

إلّا أنّه يجب على أي شخص يعاني من مشكلة النوم المفرط بشكلٍ مستمر، أو من يلاحظ وجود أعراض أخرى مقلقة مراجعة الطبيب لتشخيص المشكلة ومعرفة سبب حدوثها.

ومن الممكن التغلب على كثرة النوم فى الشتاء من خلال المشي خارج المنزل وسط ساعات النهار، والتعرض لضوء الشمس بقدر الإمكان، والحصول على قسط كافي من النوم المتواصل بمعدل 8 ساعات يوميًا.

كما يُنصح بتجنّب الأطعمة الدسمة التى تُسبّب الخمول، والحرص على اتباع أي أنشطة طوال اليوم، وتحديد وقت معين للاستيقاظ والنوم، وتجنّب التوتر والمشاعر السلبية.

اقرأ أيضا: أسباب الشخير أثناء النوم

المصادر:
مصدر 1
مصدر 2
مصدر 3

Exit mobile version