معنى آية يوم ندعو كل أناس بإمامهم

لا تخلو آيات الله في القرآن الكريم من الحديث عن أحوال يوم القيامة؛ حتى يفطن النَّاس إلى ذلك المشهد العظيم وما يترتَّب على الإنسان من حياةٍ بعدها، يقول الله تعالى في سورة الإسراء: {يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ}، ويزيد اهتمام الكثير من المسلمين بالتعرف على معنى آية ندعو كل أناس بإمامهم وتفسيرات العلماء لها إضافةً إلى إعرابها وما تُرشد إليه من فوائد جليلة.

معنى آية يوم ندعو كل أناس بإمامهم

معنى آية يوم ندعو كل أناس بإمامهم

إنّ معنى آية يوم ندعو كل أناس بإمامهم أي أنَّ ذلك الموعد هو يوم القيامة يوم الحساب والجزاء، وإمام كلُّ قومٍ هو النبي الذي أُرسل إليهم فيُقال هاتوا متبعي إبراهيم -عليه السلام- وهاتوا متبعي يعقوب -عليه السلام- وهاتوا متبعي محمد -عليه الصلاة والسلام- وكذلك مع كلِّ الأقوام وأنبيائهم، ومن ثم يُبدأ بمناداة أهل الكفر والضلال فيُقال هاتوا متبعي الشيطان والرؤساء الضالين.

يصوّر الله سبحانه ذلك اليوم العظيم وهو يوم القيامة يوم اجتماع الخلائق للحساب، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في قوله تعالى يوم ندعو كل أناسٍ بإمامهم أن المرء يُدعى يوم القيامة؛ ليأخذ كتابه فإن كان حسنًا مُدَّ له في جسمه ستون ذراعًا وتلألأ وجهه بالنُّور ووضع له على رأسه تاجًا من اللؤلؤ، وأما الكافر الذي لم يأتمر بأوامر الله ولم ينتهِ عن نواهيه فيأخذ كتابه بشماله ويسود وجهه ويزداد في جسمه ستون ذراعًا ويُجعل على رأسه تاجًا من النَّار.

والله يُحاسب كلّ أمةٍ بإمامها يوم القيامة واختلف المفسرون في تأويل الإمام في هذه الآية الكريمة، فذهب قتادة ومجاهد إلى أنَّ معنى الإمام هو النبي الذي بعثه الله إلى تلك الأمة واستدلوا على ذلك بقول الله تعالى في سورة يونس: {وَلِكُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولٌ ۖ فَإِذَا جَاءَ رَسُولُهُمْ قُضِيَ بَيْنَهُم بِالْقِسْطِ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ}.

وأمَّا ابن زيد فقد خالفهم في القول وذهب إلى أنَّ معنى الإمام في تلك الآية هو الكتاب الذي أنزله الله -تعالى- على نبي تلك الأمة فشرع فيه بين الناس، وأمَّا ابن عبَّاس فقد فسَّر قوله تعالى يوم ندعو كل أناسٍ بإمامهم أي بكتاب أعمالهم الذي عملوه في الحياة الدُّنيا، وإلى ذلك ذهب كلُّ من الحسن والضحاك وغيرهما.

وقد رجح ابن كثير هذا القول مستندًا إلى قول الله تعالى في سورة يس: {وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُّبِينٍ}، على أنَّ ذلك لا ينفي وجود نبي كلِّ أمةٍ أثناء حسابها، إذ لا بدَّ أن يكون شاهدًا عالمًا بأعمال أمته التي بعثه الله إليها، حيث قال تعالى في سورة النساء: {فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِن كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَىٰ هَٰؤُلَاءِ شَهِيدًا}، وذلك دليلٌ على وجود كل نبي أثناء حساب أمته.

وذهب بعض أهل التأويل والتفسير أنَّ المراد بقوله تعالى: يوم ندعو كل أناسٍ بإمامهم؛ أي ندعو كلّ فئةٍ من النَّاس أو كلّ قومٍ بمن يأتمون به أو بمن يتخذونه إمامًا لهم، وإمام أهل التقوى والإيمان هو أنبياؤهم الذين أرسلهم الله هادين لهم بإذنه، وأمَّا إمام الكفرة فهم رؤساؤهم الضالين الذين اتخذونهم أئمةً لهم من دون أنبيائه، وذهب الشيخ الشنقيطي -رحمه الله- إلى تفسير ابن كثير وأيده في أنَّ المقصود بالإمام هو كتاب أعمال ابن آدم.

اقرأ أيضا: معنى آية إن الذي فرض عليك القرآن

إعراب آية يوم ندعو كل أناس بإمامهم

لا بدَّ بعد بيان معنى آية يوم ندعو كل أناس بإمامهم من الوقوف على إعرابها كما بيَّنه علماء اللغة والنحو، وفيما يأتي سيكون ذلك:

اقرأ أيضا: معنى آية قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي

فوائد من آية يوم ندعو كل أناس بإمامهم

اقرأ أيضا: معنى آية واصبر وما صبرك إلا بالله

المصادر:
مصدر 1
مصدر 2
مصدر 3

Exit mobile version