تضمنّت سورة يونس الحديث عن أصول العقيدة الإسلامية، توحيد الله تعالى، وبما أوحى الله إلى الرسل، والملائكة، والبعث والجزاء، كما تحدّثت السورة عن الوعد والوعيد، ويحرص الكثير من المسلمين على إدراك معنى آية ولقد بوأنا بني إسرائيل مبوأ صدق ودلائل هذه الآية الكريمة.
معنى آية ولقد بوأنا بني إسرائيل مبوأ صدق
إنّ معنى آية ولقد بوأنا بني إسرائيل مبوأ صدق أي أن الله أنزل بني إسرائيل الذين جاوزا البحر ونجوا بعد حادثة غرق فرعون وجنده في صحراء التيه فعكفوا على تزكية نفوسهم وعبادة ربهم، وأتبعوا شريعة أنبيائهم، فبدّل الله خوفهم أمنًا، وبوّأهم {مبوّأ صدق} أي المكان الخالص في نوعه المليء بالثمرات والنعم.
واختلف المفسرون في موقع منازل الصدق، فمنهم من قال: أنها مصر والشام، وهناك قول أنها الشام وحدها، وقيل: الشام وبيت المقدس، وقوله: {ورزقناهم من الطيبات} أي الرزق الحلال وسعناه عليهم من النخل والثمار.
وقوله تعالى: {فما اختلفوا حتى جاءهم العلم}، المراد بهم اليهود الذين كانوا في زمن النبي صلى الله عليه وسلم، حيث قال ابن عباس: هم بنو النضير وقريظة وبنو قينقاع، كانوا مصدقين بأن نبيّا سيبعث، فلما جاءهم العلم الذي الأصل فيه أن يجمعهم ويؤلف بينهم، اختلفوا -والاختلاف ورد على صيغة افتعال- أي التخالف الشديد، في تصديق النبي محمد صلى الله عليه وسلم وبغى بعضهم على بعض، والمراد بالعلم هو القرآن.
ومراد قوله تعالى أن اليهود بقوا في مبوّأهم منعمين مترفين يأتيهم الخير من كل مكان، إلى أن اختلفوا في القرآن فسلبهم الله ما أنعمه عليهم من الأمن والخيرات والأوطان.
خُتمت الآية بقوله تعالى: {إن ربك يقضي بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون}، وهنا يردّ الله الأمر إلى علمه وحكمته، ويتوعد بأنه هو الذي سيفصل في اختلافهم يوم القيامة، فيثيب المؤمن، وينتقم من الكافر.
وفي الآية إشارة إلى معضلة أصابت أمم كثيرة وهي أن الشيطان إذا عصيّ عليه أن يترك الناس الدين بالكلية، أنشأ يحدث بينهم الفتنة والتفريق حتى يحقق مراده، من تفريق شملهم وإضعاف وحدتهم وحلّ رابطتهم، بعد أن كانوا أمة واحدة، يعبدون رب واحد ودينهم واحد ورسولهم واحد.
اقرأ أيضا: معنى آية والراسخون في العلم
إعراب آية ولقد بوأنا بني إسرائيل مبوأ صدق
- ولقد: الواو: استئنافية لا محل لها من الإعراب، اللام في لقد: لام قسم لقسم مقدر، قد: حرف تحقيق.
- بوّأنا: بوّأ: فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بنا الدالة على الفاعلين، نا: ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل.
- بني: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الياء وهو مضاف.
- إسرائيل: مضاف إليه مجرور وعلامة جره الفتحة عوضًا عن الكسرة لأنه ممنوع من الصرف.
- مبوّأ: مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره، وهو مضاف.
- صدق: مضاف إليه مجرور بتنوين الكسر الظاهر على آخره.
- ورزقناهم: الواو: حرف عطف مني على الفتح لا محل له من الإعراب، رزقناهم: رزقنا: فعل ماض مبني على السكون لاتصاله بضمير المتكلم، نا: ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل، هم: ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول به.
- من الطيبات: من: حرف جر، الطيبات: اسم مجرور وعلامة جره الكسرة وهو جمع مؤنث سالم، والجار والمجرور في من الطيبات متعلقة برزقنا.
- فما: الفاء عاطفة، ما: ما النافية.
- اختلفوا: اختلف: فعل ماض مبني على الضم لاتصاله بواو الجماعة، والواو: واو الجماعة، ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل.
- حتى: حرف جرّ.
- جاءهم: جاء: فعل ماض مبني على الفتح الظاهر على آخره، هم: ضمير متصل مبني في محل نصب مفعول به.
- العلم: فاعل مرفوع وعلامة رفعة الضمة الظاهرة على آخره.
- إن ربك: حرف نسخ يفيد التوكيد والنصب، ربك: اسم إن منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة على آخره وهو مضاف، والكاف: ضمير متصل مبني في محل جر مضاف إليه.
- يقضي: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة على الياء منع من ظهورها التعذر، والفاعل ضمير مستتر تقديره هو.
- بينهم: بين: ظرف، مفعول فيه منصوب، متعلق ب”يقضي”وهو مضاف، هم: ضمير متصل مبني في محل جر مضاف إليه.
- يوم: ظرف زمان، مفعول فيه منصوب وهو مضاف.
- القيامة: مضاف إليه مجرور بالكسرة الظاهرة على آخره.
- فيما: في: حرف جر، ما: اسم موصول مبني في محل جر اسم مجرور متعلق ب”يقضي”.
- كانوا: كان: فعل ماض ناقص، الواو: ضمير متصل مبني في محل رفع اسم كان.
- فيه: في: حرف جر، الهاء: ضمير متصل مبني في محل جرّ اسم مجرور.
- يختلفون: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعة ثبوت النون لأنه من الإفعال الخمسة، والواو ضمير متصل مبني في محل رفع فاعل.
اقرأ أيضا: معنى آية واعتصموا بالله هو مولاكم