معنى آية ولقد بوأنا بني إسرائيل مبوأ صدق

تضمنّت سورة يونس الحديث عن أصول العقيدة الإسلامية، توحيد الله تعالى، وبما أوحى الله إلى الرسل، والملائكة، والبعث والجزاء، كما تحدّثت السورة عن الوعد والوعيد، ويحرص الكثير من المسلمين على إدراك معنى آية ولقد بوأنا بني إسرائيل مبوأ صدق ودلائل هذه الآية الكريمة.

معنى آية ولقد بوأنا بني إسرائيل مبوأ صدق

معنى آية ولقد بوأنا بني إسرائيل مبوأ صدققال تعالى: {وَلَقَد بَوَّأنا بَني إِسرائيلَ مُبَوَّأَ صِدقٍ وَرَزَقناهُم مِنَ الطَّيِّباتِ فَمَا اختَلَفوا حَتّى جاءَهُمُ العِلمُ إِنَّ رَبَّكَ يَقضي بَينَهُم يَومَ القِيامَةِ فيما كانوا فيهِ يَختَلِفونَ} وذلك في سياق عطف على الآيات التي قبلها، التي كان يضرب الله فيها لكفار العرب الأمثال من الأمم السابقة، التي كفرت بالله وأنعمه، فأذاقهم الله عذابه وجعلهم نسيًا منسيًا؛ وأتبع الله مثل السوء بمثل صالح في هذه الآية، ليبين الفرق بين حال الذي آمن وحال الذي كفر.

إنّ معنى آية ولقد بوأنا بني إسرائيل مبوأ صدق أي أن الله أنزل بني إسرائيل الذين جاوزا البحر ونجوا بعد حادثة غرق فرعون وجنده في صحراء التيه فعكفوا على تزكية نفوسهم وعبادة ربهم، وأتبعوا شريعة أنبيائهم، فبدّل الله خوفهم أمنًا، وبوّأهم {مبوّأ صدق} أي المكان الخالص في نوعه المليء بالثمرات والنعم.

واختلف المفسرون في موقع منازل الصدق، فمنهم من قال: أنها مصر والشام، وهناك قول أنها الشام وحدها، وقيل: الشام وبيت المقدس، وقوله: {ورزقناهم من الطيبات} أي الرزق الحلال وسعناه عليهم من النخل والثمار.

وقوله تعالى: {فما اختلفوا حتى جاءهم العلم}، المراد بهم اليهود الذين كانوا في زمن النبي صلى الله عليه وسلم، حيث قال ابن عباس: هم بنو النضير وقريظة وبنو قينقاع، كانوا مصدقين بأن نبيّا سيبعث، فلما جاءهم العلم الذي الأصل فيه أن يجمعهم ويؤلف بينهم، اختلفوا -والاختلاف ورد على صيغة افتعال- أي التخالف الشديد، في تصديق النبي محمد صلى الله عليه وسلم وبغى بعضهم على بعض، والمراد بالعلم هو القرآن.

ومراد قوله تعالى أن اليهود بقوا في مبوّأهم منعمين مترفين يأتيهم الخير من كل مكان، إلى أن اختلفوا في القرآن فسلبهم الله ما أنعمه عليهم من الأمن والخيرات والأوطان.

خُتمت الآية بقوله تعالى: {إن ربك يقضي بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون}، وهنا يردّ الله الأمر إلى علمه وحكمته، ويتوعد بأنه هو الذي سيفصل في اختلافهم يوم القيامة، فيثيب المؤمن، وينتقم من الكافر.

وفي الآية إشارة إلى معضلة أصابت أمم كثيرة وهي أن الشيطان إذا عصيّ عليه أن يترك الناس الدين بالكلية، أنشأ يحدث بينهم الفتنة والتفريق حتى يحقق مراده، من تفريق شملهم وإضعاف وحدتهم وحلّ رابطتهم، بعد أن كانوا أمة واحدة، يعبدون رب واحد ودينهم واحد ورسولهم واحد.

اقرأ أيضا: معنى آية والراسخون في العلم

إعراب آية ولقد بوأنا بني إسرائيل مبوأ صدق

للإعراب صلة قوية بالمعاني فهو يساعد في إيضاحها؛ لذلك يجب التعرف على إعراب آية: {وَلَقَد بَوَّأنا بَني إِسرائيلَ مُبَوَّأَ صِدقٍ وَرَزَقناهُم مِنَ الطَّيِّباتِ فَمَا اختَلَفوا حَتّى جاءَهُمُ العِلمُ إِنَّ رَبَّكَ يَقضي بَينَهُم يَومَ القِيامَةِ فيما كانوا فيهِ يَختَلِفونَ} بالتفصيل:

اقرأ أيضا: معنى آية واعتصموا بالله هو مولاكم

المصادر:
مصدر 1
مصدر 2
مصدر 3

Exit mobile version