سورة الهمزة هي السورة 104 من القرآن الكريم، وهي سورة مكية مؤلفة من تسع آيات. كما أنها من أقدم السور التي نزلت على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم. الرسالة الرئيسية التي نكتشفها عند تفسير سورة الهمزة للأطفال هي المادية وحب الثروات وتكديسها ومصير من يفعل ذلك في الآخرة. لذلك تذكرنا الآيات بعدم الانخداع بالدنيا وما فيها لأنها مؤقتة وفانية وما ينتظرنا في الآخرة أهم بكثير من هذه الدنيا.
تفسير سورة الهمزة للأطفال
توعد الله بالويل للنمامين ومحبي الأموال
قد يهمك أيضًا: أسباب نزول سورة الهمزة
يبدأ الله سبحانه وتعالى الآيات بالتوعد بالويل والعذاب لكل هماز لماز، والهماز هو الشخص الذي يقذف الناس بالكلام ويغتابهم. أما اللماز فهو الذي يطعنهم في ظهورهم بالفعل وليس بالكلام. كما أن هؤلاء الأشخاص يبحثون عن الأخطاء في الناس ويقللون من شأنهم ويحتقرونهم، ويخلقون الخلافات بين الناس ويثيرون الانقسامات ويشوهون سمعة الآخرين. كذلك يتوعد الله بالهلاك لكل من يجمع الثروات ويراكمها فوق بعضع البعض ويجلس ليعدها ويحصيها لدرجة أن ثروته تشغل وقته ليل نهار. وعند تفسير سورة الهمزة للأطفال والتدبر في الآيات نجد أن الله توعد بالهلاك لمكتنز الثروة بعد الذي يؤذي الناس مباشر في إشارة إلى أن الافتراء على الآخرين قد يكون أحيانًا بسبب الثروة والفخر بها والعلو على الناس.
اعتقاد الإنسان بخلوده في الدنيا
يخبرنا الله في آيات سورة الهمزة أن الإنسان يعتقد أن جمع الثروة سيجعله مخلدًا في الدنيا إلى الأبد. أو ثروته ستجعله خالدًا مستعصٍ على الموت. كما أنه ينغمس في جمع الثروات وإحصائها لدرجة نسيان الموت وعدم التفكير في اليوم الذي سيضطر فيه إلى مغادرة العالم خالي الوفاض، تاركًا كل شيء ورائه. ولكن هنا يحذره الله ويقول أن الأمر ليس كما يعتقد الإنسان. فالذي تشغله الدنيا وتنسيه آخرته سوف يُلقى به في الحُطمة وهي من أسماء نار الجحيم وتعني النار التي تسحق كل ما يُلقى فيها كأنه لم يكن بسبب عمقها وشدة اشتعالها. لذلك فإن الذي يظن أنه رجل عظيم بسبب ثروته، سيقذف به في النار يوم القيامة كشيء حقير وذليل لا قيمة له. وهنا علينا عند تفسير سورة الهمزة للأطفال أن نعلم أبنائنا التواضع وعدم صب كل اهتمامنا وتكريس حياتنا على جمع الثروة والأموال والملذات الدنيوية فقط، بل يجب أن نعمل لآخرتنا أيضًا.
قد يهمك أيضًا: فضل سورة الهمزة
وصف نار جهنم وحال أهلها .. شرح و تفسير سورة الهمزة للأطفال
قد يهمك أيضًا: مقاصد سورة الهمزة
يقول لنا الله سبحانه وتعالى في الآيات؛ ما الذي تعرفونه عن نار الحطمة فأنتم لا تعرفون عنها أي شيء. إنها نار الله، ولم توصف جهنم بنار الله إلا في سورة الهمزة فقط. وهنا، فإن نسبها إلى الله سبحانه وتعالى لا يعبر عن مدى عظمتها فحسب؛ بل يظهر أيضًا كيف أن غضب الله واحتقاره يشمل بشكل خاص الذي يتكبرون بمالهم الدنيوي على المستضعفين. لذلك وصف الله هذه النار بأنها ناره التي سوف يقذفون فيها. كما تسترسل الآيات في وصف هذه النار المرعبة بأنها سوف تنفذ من جسم الإنسان لشدة اشتعالها وتصل إلى قلبه. وهو المكان الذي يحوي أفكار الإنسان ورغباته الشريرة ومعتقداته الباطلة ومشاعره الغير نقية ودوافعه السيئة. أي أنها ستصل إلى قلب كل مجرم وتكتشف طبيعة جرائمه في الدنيا وتحرقه وفقًا لذنبه. كذلك يخبرنا الله أن بعد إلقاء الجناة في نار جهنم؛ سوف يتم إغلاقها عليهم دون ترك أي شق أو فتحة في أي مكان حتى يزدادوا اختناقًا فوق عذابهم.
شرح وتفسير “عمدٍ ممددة”
توضح لنا الآيات أن المجرمين الذين سيدخلون نار جهنم سوف يكونون في عمدٍ ممددة، وقد وضع علماء الدين عدة تفسيرات لهذا الوصف كالتالي:
- قد تعني بأن أبواب جهنم سوف تغلق عليهم ويقام عليها أعمدة طويلة وضخمة لتمنع خروج أي أحد.
- كما قد تعني أن الجناة والمجرمين سوف يتم ربطهم بأعمدة طويلة في الجحيم وهم يُعذبون.
- وقد تعني أيضًا أن ألسنة النيران سوف تتصاعد عاليًا مثل الأعمدة العالية لتطال كل من في الجحيم بمستوياته وتحرقه.
قد يهمك أيضًا: فوائد من سورة الهمزة
الدروس المستفادة من سورة الهمزة
- نتعلم من سورة الهمزة أن الذي يحطون من قدر الناس ويعاملونهم بإذلال سوف يلاقون الهلاك في الآخرة.
- كما أن أولئك الذين يتعاملون بتكبر وغرور في الدنيا محكوم عليهم أيضًا بالدمار والعذاب.
- لا يجب أبدًا أن يكون جمع الثروة هو كل ما يشغلنا في الدنيا وكأن الثروات ستبقى معنا إلى الأبد فلن يأخذها أحد معه إلى قبره.
قد يهمك أيضًا: تفسير سورة التكاثر للأطفال
