تُصنف سورة الهمزة كإحدى سورة المُفصّل حيث تشتمل على تسع آيات، أُنزلت على النبي صلى الله عليه وسلم بمكة المكرمة قبل سورة المرسلات وبعد سورة القيامة، نسلط الضوء في هذا المقال على فوائد من سورة الهمزة.
فوائد من سورة الهمزة
ذم الهمز واللمز
- استهل الله تعالى سورة الهمزة بتهديد شديد اللهجة بالويل حيث قال يقول في مفتتح السورة ﴿وَيلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ﴾ وهناك فارق بين الهمز واللمز.
- يُعتبر الهمز تعبير عن الاستهزاء والانتقاص من الآخرين وذلك من خلال استخدام لغة الجسد والإشارات.
- عندما يُحقر الشخص من غيره وينتقص منه بالقول مثل مناداته بالألقاب الاستهزائية، فإن هذا يُسمى لمزًا، ويمكن أن يجمع اللمز بين القول والإشارات.
- يرى ابن زيد أن الهامز هو الشخص الذي يهمز الآخرين بيده كأن يضربهم، بينما اللامز هو الذي يعيب الناس بلسانه.
- يوجد تفسير آخر للهمز بأنه من يأكل لحوم الناس في غيبتهم، بينما اللمز هو الطعان عليهم، ورغم تعدد معاني الهمز واللمز إلا أن المقصود هو التحذير الإلهي من إيذاء الآخرين واحتقارهم.
عدم الاغترار بالمال
- يجب على الإنسان ألا يغتر بماله، لأن مصير جميع الخلق إلى الموت، والمال لا يستطيع أن يُخلد الإنسان في الدنيا.
- تتضمن سورة الهمزة الذم للبخيل الذي يجمع المال ويُعدده دون أن يبذل منه شيئًا في سبيل الله تعالى.
- هدّد الله كل من يظن أن ماله سيخلده في الدنيا بالنار الموقدة التي لا يمكن الهروب منها في الآخرة.
- تؤكد السورة على أن الافتخار بالمال هو باب من أبواب الهلاك، لأنه من الواجب على الإنسان أن يحرص على العمل الصالح الذي ينفعه في الخير دون أن يكون كل همه هو جمع المال.
موضوعات سورة الهمزة
تركز سورة الهمزة على الجانب العقدي مثل باقي السور المكية حيث تُوضح أصول الإيمان كما تتحدث عن الجنة والنار وضرورة التحلي بالفضائل وذلك من خلال:
- بدأت السورة بالتوعد لكفار قريش الذين اعتادوا على السخرية والاستهزاء، ولم يسلم المسلمون من شر همزهم ولمزهم.
- الوعيد في الآية وإن كان موجهًا إلى كفار قريش، إلا أنه ينطبق على جميع من يؤذي غيره بالأفعال أو الألفاظ أو الإشارات في كل زمان ومكان.
- جاءت سورة الهمزة لترد على أثرياء قريش الذين كانوا يظنون أن ما يمتلكون من أموال طائلة سيمنعهم من الموت والانقلاب إلى المصير الحتمي لكل مخلوق.
- يكون مصير الإنسان الكافر الذي يهمز ويلمز ويغتر بماله أن يُخلد في الحطمة حيث يُعذبون بعمد في النار ويظهر الألم ووهج النار على القلوب، وعندها لا يتمكنون من التخلص منها لأنها مُطبقة عليهم.
فوائد
التسمية
- يرجع السبب في إطلاق لفظ الهمزة على هذه السورة أنها تُوعد كل من يهمز، مما يُشير إلى عظم هذا الفعل، ويُقال أن من كان يهمز ويلمز بالنبي والمسلمين هو الأخنس بن شريق والوليد بن المغيرة وأمية بن خلف.
- تتعدد أسماء سورة الهمزة حيث يُطلق عليها أيضًا سورة “ويلٌ لكل همزة” كما يُسميها بعض العلماء بسورة الحطمة.
فضل سورة الهمزة
- على الرغم من عدم وجود حديث صحيح يدل على أن سورة الهمزة تتسبب في سعة الرزق كما يدعي البعض، إلا أنها كباقي سورة القرآن، فقراءتها خير والتعبد بتلاوتها من أعظم العبادات.
- تأتي أهمية سورة الهمزة بسبب أنها تشتمل على الكثير من التشريعات الإلهية مثل النهي عن التقليل من الناس سواء من هيئاتهم أو من أقوالهم أو أفعالهم.
- يسري على سورة الهمزة ما يسري على جميع آيات القرآن حيث روى عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- إنّ رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- قال: “مَن قرأَ حرفًا من كتابِ اللَّهِ فلَهُ بِهِ حسنةٌ، والحسنةُ بعشرِ أمثالِها، لا أقولُ آلم حرفٌ ولَكِن ألِفٌ حرفٌ وميمٌ حرفٌ ولامٌ حرف”.
في نهاية هذا المقال نكون قد استعرضنا فوائد من سورة الهمزة بالتفصيل، ونُشير إلى أنه يجب على الإنسان ألا ينتقص من غيره حتى لا يكون مصيره الويل وهو وادٍ من أودية جهنم بالإضافة إلى عدم الحرص على جمع المال في الدنيا فقط دون العمل للآخرة.
اقرأ أيضًا:
المراجع