أسباب نزول سورة الهمزة

نزلت سورة الهمزة قبل سورة المرسلات وبعد سورة القيامة، تقع هذه السورة في الجزء الثلاثين والحزب الستين فهي السورة الرابعة بعد المئة من ترتيب سور المصحف الشريف، ويبلغ عدد آيات سورة الهمزة تسع آيات، ويستعرض معكم معلومات في هذا المقال أسباب نزول سورة الهمزة.

أسباب نزول سورة الهمزة

أسباب نزول سورة الهمزة

تختلفُ أسباب نزول الآيات القرآنية باختلاف الحوادث التي تنزل لأجلها، وفيما يخصُّ سبب نزول سورة الهمزة، فلم يذكر لها أهل العلم سببًا صريحًا للنزول، وبالتخصيص في سبب نزول سورة الهمزة يمكن القول إنَّ هذه السورة المباركة وردَ في سبب نزولها أكثر من قول ومما جاء في سبب نزولها من الأقوال ما يأتي:

العبرة في هذه الآيات تكمن في أنّها عامة اللفظ وليست خاصّة السبب، وقد قِيلَ: الهُمزة هو الذي يغتاب الرجلَ في وجهه، واللمزة هو الذي يغتابُ الرَّجلَ من خلفِه، أو الهمزة الذي يؤذي جلساءه بسوء لفظه، واللمزة الذي يكسر عينَه على جليسه، ويشير بيده أو برأسه أو بحاجبِهِ سخريةً وانتقاصًا.

تجدر الإشارة إلى التفريق بين الهمزة واللمز، فاللمز هو إعابة الناس أو ذمِّهم باللسان، أي بالقول، والهمز من صفات الشياطين، فقد استعاذ رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- منه، روى عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قال إنَّ رسول الله -عليه الصَّلاة والسَّلام- قال: “اللَّهمَّ إنِّي أعوذُ بكَ منَ الشَّيطانِ الرَّجيمِ وهَمزِهِ ونفخِهِ ونفثِهِ”. (( الراوي : عبدالله بن مسعود | المحدث : أحمد شاكر | المصدر : عمدة التفسير، الصفحة أو الرقم: 1/55 | خلاصة حكم المحدث : [أشار في المقدمة إلى صحته] )) أما اللمز هو أن يعيب الإنسان غيره بإشارة أو حركة وليس بقول، وقد ذمَّ الإسلام هذا الفعل ونهى عنه.

هل سورة الهمزة مكية أم مدنية؟

هي سورة مكيّة، أنزلَها ربُّ السماء على خير خلقِهِ محمد -صلّى الله عليه وسلّم- في مكة المكرمة، حملَها الأمين جبريل -عليه السّلام-، وهي سورة من قصار السور، وقد عالجتْ هذه السورة جملةً من الأمراض الاجتماعية السيئة، حيث بدأ الله -سبحانه وتعالى- سورة الهمزة بالدعاء على من يسخرون أو يعيبون الناس.

سبب تسمية سورة الهمزة

إنَّ التعمّق في تفسير آيات هذه السورة، يظهرُ سبب تسميتها بهذا الاسم بشكلٍّ جليٍّ وواضح، وسبب تسميتها يعود لورودِ هذا اللفظ فهي مطلعها، ولتحذيرها من عادة الهمز واللمز، قال تعالى: “وَيْلٌ لكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ * الَّذِي جَمَعَ مَالًا وَعَدَّدَهُ”، وقال سعيد بن جبير، وقتادة: “الهمزة هو الذي يأكل لحوم الناس ويغتابُهم، واللمزة: الطعان عليهم”، وقال ابن زيد: “الهمزة هو الذي يهمز الناس بيده ويضربهم، واللمزة: الذي يلمزهم بلسانه ويعيبهم”، وقد أعدَّ الله الويل لمن يهمز ويلمز، كما وردَ في الآية السابقة، ومن هنا يظهر سبب تسميتها بهذا الاسم.

عنِ ابنِ عباسٍ أنه سُئل عن قولِه { وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ } قال هو المشَّاءُ بالنميمةِ المُفرِّق بين الجَمعِ المُغري بينَ الإخوانِ. (( الراوي : ابن عباس| المحدث : الشوكاني | المصدر : فتح القدير، الصفحة أو الرقم: 5/717 | خلاصة حكم المحدث : [له] طرق ))

فضل سورة الهمزة

إنَّ شأنَ سورة الهمزة شأنُ كل القرآن الكريم وفضلها من فضلِهِ، وإنَّ القرآن كلُّهُ خير وتلاوة آياتِهِ من أعظم الأعمال التي يكسبُ الإنسانُ بها رضا الله -عزّ وجلّ- وأجرَهُ وثوابَهُ، وهو شفيعٌ لأصحابِهِ يوم القيامة، فقد وردَ في الحديث عن الرّسول -صلّى الله عليه وسلّم-: “اقْرَؤوا القرآنَ، فإنَّهُ يأتِي يومَ القيامةِ شفيعًا لأصحابهِ”. (( الراوي : أبو أمامة الباهلي | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم، الصفحة أو الرقم: 804 | خلاصة حكم المحدث : صحيح ))

ورد في فضل سورة الهمزة بعض الأحاديث الموضوعة مثل حديث: “من قرأ سورة الهمزة كان له من الأجر بعدد من استهزأ بمحمدٍ وأصحابه، وإن قرئها على العين تعافى بإذن الله تعالى”. (( الراوي : أبي بن كعب | المحدث : ابن حجر العسقلاني | المصدر : الكافي الشاف، الصفحة أو الرقم: 324 | خلاصة حكم المحدث : موضوع ))

توجد بعض الآثار عن التابعين التي تُبشر من يقرأ سورة الهمزة بزوال العين عنه بقدرة الله تعالى، وأنها تنفي عن قارئها الفضل وتجلب له الرزق، ولكن لم يرد أي حديث مرفوع إلى النبي يدل على ذلك.

يتمثل فضل سورة الهمزة في كونها تحمل تشريعات إلهية حكيمة، فقد أرشدتِ البشر إلى حرمة الهمز واللمز في الدين، وأكّدت أنَّ العملَ الصالح هو الباقي من هذه الدنيا، وجمع المال والمباهاة به فانية فناء هذا الكون، قال تعالى: “الَّذِي جَمَعَ مَالًا وَعَدَّدَهُ * يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ”، فكانت سورة الهمزة دعوة خفية للمداومة على الصالحات الباقيات فهنَّ خيرٌ جزاءً وأحسنُ عملًا.

اقرأ أيضًا:

أسباب نزول سورة المرسلات

أسباب نزول سورة القيامة

المصادر:

مصدر 1

مصدر 2

مصدر 3

Exit mobile version