سورة التكاثر هي السورة 102 من القرآن الكريم، وهي سورة مكية مؤلفة من 8 آيات. وعند تفسير سورة التكاثر للأطفال نجد أن الموضوع الرئيسي الذي تتطرق إليه السورة هو سبب دخول الناس إلى النار. كما أنها تحذر الناس من العواقب الوخيمة لمطاردة الدنيا وجمع الثروات والانشغال بالأولاد والأموال والملذات الدنيوية عن طاعة الله وعبادته كما ينبغي وعدم تركهم أي وقت للعمل لحياتهم الآخرة. وفي النهاية تحذرهم من عذاب النار والجحيم الذي ينتظر كل من التهى بدنياه عن آخرته.
تفسير سورة التكاثر للأطفال
انشغال الناس بالدنيا عن الآخرة
قد يهمك أيضًا: أسباب نزول سورة التكاثر
تبدأ سورة التكاثر بلفت انتباهنا نحو المشتتات الدنيوية لتخبرنا أننا ضللنا بين ملهيات العالم وانشغلنا بمطاردتها. مما جعلنا نبتعد عن ذكر الله وهو الهدف من الحياة وغاية وجودنا أن نطيع الله ونعبده وننال رضاه عنا. فيقول لنا الله سبحانه وتعالى لقد ألهاكم التكاثر أي كثرة الأولاد والأموال الذين جعلونا مشغولين عما يجب أن نفعله حقًا وضيعنا وقتنا في أشياء أقل أهمية. كما أن الناس أصبحوا أكثر جشعًا في المزيد والمزيد من الثروات وتكديس الأموال وإنجاب الكثير من الأبناء إلى درجة أنهم أصبحوا غير مكترثين بأي شيء آخر على الإطلاق. وبدلًا من أن تكون الثروات والأولاد نعم تقربنا من الله أصبحت مصدر إلهاء يبعدنا عنه ويشغلنا عن الآخرة وعن عبادة الله.
المصير المحتوم للبشرية جمعاء
بعد أن أخبرتنا الآيات بكون الناس منشغلين بتكديس الثروات وعيش حياة مضللة. فإنها تذكرنا بعد ذلك بمصيرنا المحتوم وهو الموت. فيخبرنا الله سبحانه وتعالى أننا نظل نلهث وراء الحياة الدنيا متناسين حقيقة الموت. كما أن لا أحد سوف يأخذ معه أي ثروات دنيوية إلى قبره. وقد استخدمت كلمة زرتم المقابر هنا في إشارة إلى أننا لن نبقى في القبور إلى الأبد، وإنما هي مكاننا المؤقت حتى يتم إحياؤنا ودعوتنا إلى الحساب يوم القيامة. لذلك عند تفسير سورة التكاثر للأطفال والتدبر في معاني الآيات نجد أنها تذكير لنا بأن علينا أن نضع في اعتبارنا ما هي وجهتنا الأخيرة الدائمة، وأن ثروتنا الحقيقية هي أعمالنا التي سنأخذها معنا إلى آخرتنا. أما الثروات الدنيوية التي نركض خلفها ونطاردها فهي غير ضرورية وفانية.
قد يهمك أيضًا: فضل سورة التكاثر
إدراك حقيقة الحياة الدنيا .. شرح و تفسير سورة التكاثر للأطفال
يتوهم البعض أن غزارة الخيرات الدنيوية والعلو على الآخرين هو التقدم والنجاح الحقيقي. ولكن تخبرنا الآيات أنهم سرعان ما سيعرفون نهايتهم المحتومة. كذلك سيدركون أن اعتقادهم ذلك كان خطأ فادحًا ظلوا مخدوعين به طوال حياتهم. فيقول لنا الله أننا عندما نصل إلى قبورنا بعد الموت سوف نستيقظ أخيرًا من غفلتنا وسوف نرى حقيقة الحياة التي أضعناها في العدم. وقد تم تكرار الآيتين 3 و 4 للتأكيد على أننا قد ننكر الآخرة ولكننا قريبًا سوف نتأكد من حقيقتها فالموت ليس بعيدًا عن أحد. وقد فسر العلماء الآية الثالثة بأنها تشير إلى أول ليلة في القبر عندما ندرك حقيقة الحياة للمرة الأولى. أما الآية الرابعة فهي تشير إلى اليوم الذي نبعث فيه من الموت وندرك مرة أخرى حقيقة الدنيا الفانية. وفي ذلك التكرار رسالة هامة من الله إلينا بان نستيقظ وندرك وجهتنا الأخيرة ونعمل لحياتنا الآخرة والحقيقية قبل فوات الأوان.
قد يهمك أيضًا: مقاصد سورة التكاثر
التهديد والتذكير بنار وعذاب الجحيم
قد يهمك أيضًا: فوائد من سورة التكاثر
يخبرنا الله سبحانه وتعالى أننا لو كنا نعلم بيقين تام ما ينتظرنا في الآخرة لسارعنا بإنقاذ أنفسنا من الهلاك والعمل لآخرتنا بدلًا من الانشغال بالدنيا. ثم يوجه الله الحديث لأولئك المنشغلين بجمع الثروات ونسوا آخرتهم ولم يعملوا لها بأنهم سوف يحترقون في نار جهنم بشدة. وبمجرد رؤيتهم لنار الجحيم سوف يصابون برعبٍ هائل. كما يقول الله لهم أنكم عندما ترون النار بأم أعينكم ستقتنعون أخيرًا بما تم تحذيركم منه مرارًا في الدنيا فلم تطيعوا الله. لذلك فإن جزائكم في النهاية هو نار الجحيم وهو ما تستحقونه بجدارة. ثم يختتم الله الآيات بتذكيرنا بأننا سوف نُسأل في الآخرة ويتم استجوابنا عن الملذات التي أخذناها في الدنيا وماذا فعلنا بالنعم التي أعطاها الله لنا وكيف استخدمناها. هل سخرناها في الخير أم الشر. وهل اعترفنا بأننا قد نلنا هذه النعم من الله أم أننا جحدنا بنعمه علينا. وهل قدمنا الامتنان الكافي لله أم نسبنا هذه النعم والخيرات إلى أنفسنا أو لإله آخر.