سورة النجم المباركة سورة من السور المكية التي شاء الله تعالى لها أن تنزلَ على رسوله الكريم -عليه الصَّلاة والسَّلام- في مكة المكرمة، وهي من سور المُفصَّل، تقع سورة النجم في الربع الثاني والثالث في الحزب الثالث والخمسين والجزء السابع والعشرين من القرآن الكريم، ويُقدم لكم موقع معلومات في هذا المقال فوائد من سورة النجم.
فوائد من سورة النجم
- سورة النجم شأن السور المكية التي عُنيت بالرسالة وتوكيدها، وتحقيق أن الرسول صلى الله عليه وسلم صادق فيما يبلغه عن الله تعالى، وأنه منزَّه عما ادعوه. وإثبات أن القرآن وحي من عند الله بواسطة جبريل عليه السلام.
- تناولت سورة النجم المعراج الذي كان تسلية لرسول الله صلى الله عليه وسلم بعد عام الحزن على وفاة زوجه أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها، وعمه أبي طالب، وما رآه عليه الصلاة والسلام من آيات ربه الكبرى، وعجائبه العظمى في الملكوت الأعلى، عند سدرة المنتهى، التي عندها جنة المأوى.
- تعرض لنا سورة النّجم أنّ العلوم والمعرفة بالله سبحانه خالق السّموات والأرض لها طريقان لا ثالث لهما: طريق الأوهام والظّنون، وطريق الوحي الإلهي الذي نزل على النّبيّ –صلّى الله عليه وسلّم- وهو الكلام الصّادق الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، وما كان من غير طريق الوحي فهو طريق الوهم والظّنون.
- نهت السورة على المشركين عبادة غير الله من الأوثان والأصنام وغيرها من المخلوقات، التي لا تضر ولا تنفع، ولا تسمع ولا تبصر، بل إن بعضها قد صنعوه بأيديهم.
- استعرضت الآيات موضوع كره المشركين للأنثى ودفنهم إياها وهي على قيد الحياة والنظرة الدونيّة التي كانوا ينظروا بها للأنثى دون الذكر، خوفًا من أن يصيبهم العار كما كانوا يعتقدون.
- من فوائد سورة النجم أنها أبطلت قياسهم عالم الغيب على عالم الشهادة، وأن ذلك ضلال في الرأي، قد جاءهم بضده الهدى من الله.
- توجيه الرسول صلى الله عليه وسلم للإعراض عن الذين تولوا مدبرين عن دعوته من المشركين الضالين، وإشعاره بحدود وظيفته، وأنه ليس مسؤولاً عن تحويلهم من الكفر إلى الإيمان، فالحكمة في الابتلاء من ظروف الحياة الدنيا كشف ما في صدور الممتَحَنِين؛ لتحقيق الجزاء يوم الدين.
- أخبرت سورة النجم عن الحساب والجزاء يوم القيامة، وبيَّنت أن الإنسان لا يحمل وزر غيره، {وأن ليس للإنسان إلا ما سعى * وأن سعيه سوف يرى * ثم يجزاه الجزاء الأوفى}. (( النجم:39-41 ))
- تحدثت السورة عن أن الله هو الذي يحيى ويميت، وأنه إليه المنتهى والمصير، وأنه وحده هو الذي خلق الزوجين الذكر والأنثى.
- بيَّنت آيات سورة النجم أن مذهب الشرك مذهب باطل ساقط، وأن الدعوة الإسلامية استمرار لما جاء به المرسلون السابقون، إيماناً بالله، ومسؤولية في الحياة الدنيا، وجزاء يوم الدين، وتحذيراً من مُعَجِّلِ العقاب، كما حصل للمكذبين الأولين.
- ذكرت خاتمة السورة أصنافاً من العذاب لأمم خالفت أنبياءها وآذتهم، فأنزل الله بهم ما يستحقون؛ وذلك تسلية لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ووعد له وللمؤمنين بنصر الله، كما أن فيها وعيداً وتهديداً للمشركين أن يحل بهم ما نزل بغيرهم ممن هم على شاكلتهم.
فوائد
لقد بدأت سورة النّجم بالقسم بالنّجم الذي هوى، وفسّر بعض المفسّرين “هوى” بمعنى سجد لله تعالى ليتناسب مع جلال الموقف في قصّة المعارج، ثمّ كان من جواب القسم قوله تعالى: {مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى * وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى}.
من الفوائد اللغوية البيانية في سورة النجم في الآيتين: {مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى * وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى}، أن الله تعالى نفى الضّلالة والغواية عن النّبيّ –صلّى الله عليه وسلّم- بالفعلين “ضلّ وغوى بالماضي، ما ضلّ وما غوى.
وفي الآية التّالية نفى الله تعالى عن رسوله -صلّى الله عليه وسلّم- النّطق عن الهوى بالمضارع، فالمضارع يفيد الاستمرار من الحاضر إلى المستقبل، فلو قال: “ما نطق عن الهوى”، لكان المعنى نفي الهوى عنه في الماضي فقط، واحتماله في المستقبل.
ولذلك فقد نفى الباري سبحانه عن الرّسول -صلّى الله عليه وسلّم- الضّلال والغواية في الماضي، ونفى عنه النّطق عن الهوى في الحاضر والمستقبل، فالرّسول محمّد -صلّى الله عليه وسلّم- منفيّ عنه الضّلال والغواية في السّلوك فيما مضى وفي الحاضر وفي المستقبل.
سُمِّيت سورة النجم بهذا الاسم دون حرف الواو الذي ذُكر في مطلع السورة للقسم، قال تعالى: {وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَىٰ}، كما وردَ اسم هذه السورة بتثبيتِ واو القَسَمِ قبل كلمة النجم، أي اسمها سورة والنَّجَم كما جاء لفظها في القرآن الكريم.
روى عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: “إنَّ النبيَّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- قَرَأَ سُورَةَ النَّجْمِ، فَسَجَدَ بهَا فَما بَقِيَ أحَدٌ مِنَ القَوْمِ إلَّا سَجَدَ، فأخَذَ رَجُلٌ مِنَ القَوْمِ كَفًّا مِن حَصًى -أوْ تُرَابٍ- فَرَفَعَهُ إلى وجْهِهِ، وقالَ: يَكْفِينِي هذا، قالَ عبدُ اللَّهِ: فَلقَدْ رَأَيْتُهُ بَعْدُ قُتِلَ كَافِرًا”. (( رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن مسعود، الصفحة أو الرقم: 1070، صحيح ))
تتناسب سورة النجم مع السورة التي قبلها حيث أن سورة الطور خُتمت بقوله تعالى: {وإدبار النجوم} (( النجم:62 )) وافتتحت سورة النجم بقوله سبحانه: {والنجم} وأيضاً في مُفْتَتَحِها ما يؤكد الإنكار والرد على الكفرة فيما نسبوه إلى الرسول صلى الله عليه وسلم من الشعر والكهانة والجنون، ومن الزعم بأنه يتقول ويختلق على الله القرآن، ويدعي أنه من عند الله، مما هو مذكور في سورة الطور، كقوله تعالى: {فذكر فما أنت بنعمت ربك بكاهن ولا مجنون} (( الطور:29 )) وقوله سبحانه: {أم يقولون تقوله بل لا يؤمنون}. (( الطور:33 ))
اقرأ أيضًا:
المصادر: