فوائد من سورة ق

سورة ق من السور من السور المكيّة التي نزلت قبل هجرة النَّبي -عليه الصلاة والسلام- باستثناء الآية الثامنة والثلاثين منها، وعدد آياتها خمسٌ وأربعون آية، وهي السورة الخمسون في ترتيب سور القرآن الكريم تسبقها سورة الحجرات وتليها سورة الذاريات، وهي السورة الرابعة والثلاثون في ترتيب نزول السور على الرسول -عليه الصلاة والسلام-، ويُقدم لكم موقع معلومات في هذا المقال فوائد من سورة ق.

فوائد من سورة ق

فوائد من سورة ق

تضمنت هذه السورة عجب الكفار من مجيء منذر منهم، وأنكروا البعث قائلين: {ذلك رجع بعيد} (( ق:3 )) مع أن الله سبحانه خلقهم أول مرة؛ وعابت عليهم أنهم لم ينظروا إلى آيات قدرته في خلق السموات والأرض وما فيهما وما بينهما {تبصرة وذكرى لكل عبد منيب}. (( ق:8 ))

بينت سورة ق أنهم يبصرون إحياء الله للأموات من آن لآخر في الزروع والأشجار {كذلك الخروج} (( ق:11 )) أي: كذلك البعث. ثم حكت تكذيب الأقوام السابقين لأنبيائهم، فنزل بهم وعيد الله باستئصالهم.

أوضحت سورة ق أنه تعالى خلق الإنسان، ويعلم ما توسوس به نفسه، وأنه أقرب إليه من حبل الوريد، وأن عليه رقباء من الملائكة ثابتين.

استعرضت سورة ق أهوال الموت والقيامة، وغفلة الإنسان عن ذلك كله، وأن التابعين والمتبوعين في الكفر يختصمون لديه سبحانه، فيلقي التابعون مسؤولية كفرهم على المتبوعين، والمتبُوعُون يتبرؤون منهم، فيقول الله تعالى لهم: {لا تختصموا لدي وقد قدمت إليكم بالوعيد * ما يبدل القول لدي وما أنا بظلام للعبيد}. (( ق:28-29 ))

حكت آيات السورة فوز المتقين بنعيم الجنة خالدين فيها أبداً: {لهم ما يشاءون فيها ولدينا مزيد} (( ق:35 )) ثم حثت النبي صلى الله عليه وسلم على الصبر والتسبيح {فاصبر على ما يقولون وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب * ومن الليل فسبحه وأدبار السجود}. (( ق:39 ))

أبانت أنه سبحانه يحيى ويميت وإليه المصير، ثم نفت عن النبي صلى الله عليه وسلم مسئولية كفرهم، وأوجبت عليه مداومة التذكير {نحن أعلم بما يقولون وما أنت عليهم بجبار فذكر بالقرآن من يخاف وعيد}. (( ق:45 ))

دروس مستفادة من سورة ق

لخلص ابن عاشور ما تضمنته السورة من دروس في بعض النقاط:

فوائد

تتميز سورة ق بالعديد من اللمسات البيانية، ويظهر ذلك في قوله تعالى: {مَّا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ}، والرقيب والعتيد هما صفتان أطلقهما الله تعالى على الملكين اللذان يسجلان ما يلفظ الإنسان به من قول، فالرقيب هو الذي يراقب كل حرف وكل كلمة وقيل كل عمل، والعتيد هو الحاضر المهيأ الجاهز للكتابة، إذًا “رقيب عتيد” هي صفة الملكين فكلاهما رقيب وكلاهما عتيد، أحدهما يكتب الحسنات والآخر يكتب السيئات.

وممّا جاء من فوائد لغوية في سورة ق أيضًا أنّ الله تعالى استخدم أسلوب النفي والحصر في قوله: {مَّا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا}، و”ما” هنا تفيد النفي و”إلّا” تفيد الحصر، والمقصود هنا هو التأكيد والحصر أنّ كلّ لفظةٍ تصدر من المرء يكتبانها، فالحسنة يكتبها الملك الذي على اليمين والسيئة يكتبها الملك الذي على اليسار.

وقد قال أهل العلم أنّ ملك الحسنات هو الآمر الأول، فيقال أنّه إذا تكلم الشخص بكلمة سوء فأراد أن يكتبها ملك السيئات، وأراد الله تعالى بقوله كلمة “لديه” أي أنّ كلّ إنسانٍ لديه هذان الملكان وأنّهما لا يتركان صغيرةً ولا كبيرةً إلّا ويسجلانها، والله تعالى أعلم.

اقرأ أيضًا:

فوائد من سورة يس

فوائد من سورة ص

فوائد من سورة طه

المصادر:

مصدر 1

مصدر 2

مصدر 3

Exit mobile version