فوائد من سورة المؤمنون

سورة “المؤمنون” هي سورة مكية وعدد آياتها 118، وترتيبُها في المصحف الثالثة والعشرون، كان نزولها بعد سورة الأنبياء وبدأت بأُسلوب توكيد “قد أفلحَ المؤمنون”. وسميت سورة المؤمنون بهذا الاسم تخليدًا للمسلمين الّذين كانت لهم مآثر وفضائل كثيرة يستحقون الإشادة بها، ويُقدم لكم موقع معلومات في هذا المقال فوائد من سورة المؤمنون.

فوائد من سورة المؤمنون

فوائد من سورة المؤمنون

تدور موضوعات سورة المؤمنون حول تحقيق الوحدانية لله عز وجل، ونقض قواعد الشرك، والإشارة إلى الإيمان وشرائعه، وتتلخص فوائد من سورة المؤمنين في:

إعطاء المؤمنين صفات الفلاح التي حازوا عليها، وبيان أنّ هذا الفلاح خاص بهم؛ لما اتصفوا به من فضائل روحيّة وعمليّة؛ فبها تزكّت نفوسهم واستقامت سلوكياتهم.

الحديث عن دلائل الإيمان في الأنفس والآفاق؛ وذلك من خلال عرض أطوار الحياة الإنسانية منذ نشأتها الأولى إلى نهايتها في الحياة الدنيا؛ والغرض من كل ذلك الدلالة على تفرد الله تعالى بالألوهية؛ لتفرده بخلق الإنسان ونشأته؛ وذلك بقصد اعتبار الإنسان في كيفية بدء خلقه، ثم موته وانتهاء حياته، ودلالة ذلك الخلق على إثبات البعث بعد الممات، وأن الله لم يخلق الخلق سدى ولعباً.

توضيح حقيقة الإيمان وأنه إفراد العبودية لله وحده دون سواه، وهي الحقيقة التي تَوَافَق عليها الرسل دون استثناء: {اعبدوا الله ما لكم من إله غيره}. ثم بيان تفرق الناس بعد الرسل، وتنازعهم حول تلك الحقيقة الواحدة: {فتقطعوا أمرهم بينهم زبرا كل حزب بما لديهم فرحون}.

بيان غفلة كثير من الخلق عن ابتلاء الله لهم بالنعمة، واغترارهم بما هم فيه من متاع، بينما المؤمنون مشفقون من خشية ربهم، يعبدونه ولا يشركون به، وهم مع ذلك دائمو الخوف والحذر: {والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة أنهم إلى ربهم راجعون}.

لفت نظر الإنسان إلى الاعتبار بخلق السماوات ودلالته على حكمة الله تعالى، وإلى الاعتبار والامتنان بمصنوعات الله تعالى التي أصلها الماء الذي به حياة ما في هذا العالم من الحيوان والنبات، وما في ذلك من دقائق الصنع، وما في الأنعام من المنافع، ومن تسخير المنافع للناس وما أوتيه الإنسان من آلات الفكر والنظر.

التذكير بدعوة الرسل للهدى والإرشاد إلى التوحيد والعمل الصالح، وما تلقاها أقوامهم من الإعراض والطعن والتفرق، وما كان من عقاب المكذبين، بغرض وعظ المعرضين عن دعوة محمد صلى الله عليه وسلم.

الدعوة إلى الابتعاد عن كل خبيث حرام، والتوجه إلى أكل الحلال الطيب، والإكثار من الأعمال الصالحة، “كلوا من الطيبات واعملوا صالحًا” (المؤمنون:51).

استنكار القرآن لموقف المشركين العجيب من رسولهم الأمين، وهم يعرفونه ولا ينكرونه، وقد جاءهم بالحق لا يسألهم عليه أجراً، فماذا ينكرون منه ومن الحق الذي جاءهم به؟ وهم يسلمون بملكية الله لمن في السماوات والأرض، وربوبيته للسماوات والأرض، وسيطرته على كل شيء في السماوات والأرض. وبعد هذا التسليم هم ينكرون البعث، ويزعمون لله ولداً سبحانه! ويشركون به آلهة أخرى {فتعالى عما يشركون}.

أَمْرُ النبي صلى الله عليه وسلم أن يغض عن سوء معاملة المشركين له ولأصحابه، ويدفعها بالتي هي أحسن، وجاء الأمر بالتعوذ من وسوسة الشياطين وحضورهم.

ذكَّرت السورة بمشهد من مشاهد القيامة، يلقى فيه المكذبون عاقبة التكذيب، ويؤنبون على ذلك الموقف المريب، ويُختم المشهد بتعقيب يقرر التوحيد المطلق والتوجه إلى الله بطلب الرحمة والغفران، وذلك هو الفلاح الذي ابتدأت به السورة.

صفات المؤمنين في سورة المؤمنون

افتتح الله -تعالى- سورة المؤمنين بمدح المؤمنين والثناء عليهم، وبيّن الله -عزّ وجلّ- أنّهم قد فازوا ونجحوا وسعدوا، حيث قال: (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ)، ثمّ ذكر الله -سبحانه- صفاتهم وهي ست صفات أوصلتهم إلى النجاح والفلاح، وفي ذلك دعوةٌ صريحةٌ للتشبه بصفاتهم، والتخلّق بأخلاقهم لنيل الجنة والنجاة من النار، ومن صفاتهم:

الخشوع في الصلاة: وهي أول صفات المؤمنين التي ذكرها الله -تعالى- في السورة الكريمة، حيث قال: (قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ*الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ)، ويمكن تعريف الخشوع على أنّه الشعور بقرب الله تعالى، وحضور القلب بين يديه سبحانه، فتطمئن النفس ويسكن القلب لذلك، ممّا يؤدي إلى قلة الحركات والالتفاتات، واستحضار كامل أقوال الصلاة وأفعالها.

الإعراض عن اللغو: ومن صفات المؤمنين تنزيه النفس، والترفّع عن الكلام الذي لا فائدة فيه ولا خير منه، مصداقاً لقول الله تعالى: (وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ)، وبما أنّهم يجتنبون لغو الحديث، فاجتنابهم للمحرّم من القول أولى.

إيتاء الزكاة: ومن صفات المؤمنين أنّهم يحافظون على أداء الزكاة على اختلاف أجناس الأموال، ويحافظون كذلك على تزكية أنفسهم من الأخلاق الدنيئة، بتجنّب الأعمال التي تؤدي إلى سُوء الخُلق، وقد ذكر الله تعالى هذه الصفة في سورة المؤمنون حيث قال: (وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ).

حفظ الفروج: فيجتنب المؤمن الزنا، وكلّ ما يؤدي إليه من قولٍ أو فعلٍ، كالنظر، أو اللمس، أو غير ذلك، مصداقاً لقول الله تعالى: (وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ)، فالمؤمنون يحفظون فروجهم إلّا عمّا أحلّ الله لهم؛ كالزوجات، والإيماء المملوكات، كما في قول الله تعالى: (إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ)، ولكن من يبتغي غير ما أحلّه الله تعالى من الزوجة والسرية فقد تعدّى حدود الله تعالى، واجترىء على محارمه، مصداقاً لقول الله عزّ وجلّ: (فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَـئِكَ هُمُ الْعَادُونَ).

حفظ الأمانة ورعاية الحقوق: من صفات المؤمنين أنّهم حريصون على أداء جميع الأمانات وحفظها، ومراعتها،  ومن ضمن ما أوجبه الله -تعالى- حفظ أمانات الناس، كالأموال والأسرار وغيرها، وحفظ العهد مع الله عزّ وجلّ، ومع الناس أيضاً ويشمل العهد الالتزامات والعقود، مصداقاً لقول الله تعالى: (وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ).

المحافظة على الصلاة: حيث إنّ المؤمنين يحافظون على أداء الصلاة في وقتها، ويُراعون شروطها، وأركانها، وواجباتها، كما قال الله تعالى: (وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ)، وفي الحقيقة إنّ المحافظة على الصلاة والخشوع فيها من الأمور المكمّلة لبعضها البعض، فلا تصحّ المحافظة على الصلاة من غير خشوعٍ، أو الخشوع من غير محافظةٍ عليها.

اقرأ أيضًا:

أسباب نزول سورة المؤمنون

فوائد من سورة النحل

المصادر:

مصدر 1

مصدر 2

مصدر 3

Exit mobile version