سورة المؤمنون من طوال السور حيث يبلغ عدد آياتِها 118 آية، وقد نزلتْ هذه السورة بعد سورة الأنبياء، وهي تقع في الجزء الثامن العشر وفي الحزب الخامس والثلاثين، ويُقدم لكم موقع معلومات في هذا المقال أسباب نزول سورة المؤمنون.
أسباب نزول سورة المؤمنون
إنَّ علم أسباب النزول في القرآن الكريم، هو علم كبير ودقيق جدًّا، فهو من السَّنة التي تحتمل التضعيف والنحل والصحة أيضًا، وهناك سور وآيات من القرآن وردَت أسباب نزولها في صحيح السنة النبوية، وهناك آيات أخرى وردتْ أسباب نزولها ضعيفة عن النّبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- وهناك آيات لم يردْ أي سبب من أسباب نزولها، وفيما يخصُّ سورة المؤمنون، فقد وردَتْ بعض الأحاديث التي توضح أسباب نزول آيات السورة مثل:
- عن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-، وهي بالتفصيل عن عروة بن الزبير، عن عبد الرحمن بن عبد القاري قال: سمعتُ عمر بن الخطاب -رضي الله عنهُ- يقولُ: “كانَ إذا أنزلَ الوحيُ على رسولِ الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- يُسمَعُ عندَ وجهِهِ دويٌّ كدويِّ النَّحلِ، فمكثْنَا ساعةً، فاستقبل القِبلةَ ورَفَعَ يديهِ، فقالَ: اللهمَّ زدنا ولا تنقصنا، وأكرمْنَا ولا تُهِنَّا، وأعطِنَا ولا تحرمْنَا، وآثرِنا ولا تؤثرْ علينا، وأرضنا وارْضَ عنَّا، ثمَّ قالَ: لقد أُنزِلَتْ علينا عشرُ آياتٍ مَنْ أقامَهُنَّ دخلَ الجَنَّةَ، ثم قَرأَ: قد أفلح المؤمنون، إلى عشر آيات”. (( الراوي: عمر بن الخطاب، المحدث: البغوي، المصدر: شرح السنة، الصفحة أو الرقم: 3/154، خلاصة حكم المحدث: حسن ))
- كانوا يلتفِتونَ في صلاتِهم حتَّى نزلت قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ فأقبَلوا على صلاتِهم ونظَروا أمامَهم وَكانوا يستحبُّونَ أن لا يجاوزَ بصرُ أحدِهم موضعَ سجودِهِ. (( الراوي : محمد بن سيرين | المحدث : ابن حجر العسقلاني | المصدر : فتح الباري لابن حجر، الصفحة أو الرقم: 2/271 | خلاصة حكم المحدث : مرسل ورجاله ثقات ))
- قال عمرُ وافقتُ ربِّي عزَّ وجلَّ في أربعٍ : قلتُ : يا رسولَ اللهِ لو صلَّيْنا خلفَ المقامِ ، ولو ضرَبْتَ على نسائِك الحجابَ ، ونزلت هذه الآيةُ : {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ} فقلتُ أنا: تباركَ اللهُ أحسنُ الخالقين فنزلت {فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ} ودخلت على أزواجِه فقلتُ : لتنْتَهِينَّ أو ليُبْدِلَنَّه اللهُ أزواجًا خيرًا منكنَّ فنزلتِ الآيةُ. (( الراوي : أنس بن مالك | المحدث : ابن كثير | المصدر : مسند الفاروق، الصفحة أو الرقم: 2/597 | خلاصة حكم المحدث : لبعضه شاهد في الصحاح ولكن علي بن زيد بن جدعان في سياقته للأحاديث غرابة ونكارة ))
هل سورة المؤمنون مكية أم مدنية؟
تعدُّ سورة المؤمنون من السور المكية، أي من السُّور التي نزلتْ على رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- في مكة المكرمة، وقد تناولتْ هذه السورة مثل كثير من السور المكية موضوع البعث والرسالة والتوحيد.
سبب تسمية سورة المؤمنون
تختلف أسباب التسميات في سور القرآن الكريم بين سورة وأخرى، وبقليلٍ من البحث والتفكير في تفسير هذه السورة، سيظهر سبب تسميتها واضحًا من أمرين اثنين:
- الأمر الأول: يمكن اعتبار مطلع هذه السورة سببًا رئيسًا في تسمتيها بهذا الاسم، فهي ككثيرٍ من السور القرآنية التي حملتْ أسماءِ مطالعها، قال تعالى في مطلع سورة المؤمنون: “قدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ”.
- الأمر الثاني: يمكن اعتبار تفسير هذه السورة دليلًا واضحًا لسبب تسميتها بهذا الاسم، فهي تعرضُ صفاتِ المؤمنين وتشرحُ مصيرَ من لا يسير على هذه الصفات، وهذا واضح في الآيات التسع الأولى من السورة، ثم تنتقل إلى الحديث عن جزاء المؤمنين أيضًا، قال تعالى: “أُولَئِكَ هُمُ الوَارِثُونَ * الَّذينَ يَرِثُونَ الفِردَوْسَ هُم فيهَا خَالِدُونَ”.
فضل سورة المؤمنون
وردت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: مَن صلَّى ركعتينِ، يقرَأُ في إحداهما مِنَ الفرقانِ مِن: {تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَجَعَلَ…} [الفرقان: 61] حتَّى يختِمَ، وفي الرَّكعة الثَّانيةِ: أوَّلَ سورةِ “المؤمنونَ” حتَّى يبلُغَ: {فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ} [المؤمنون: 14]، ثمَّ يقولُ في رُكوعِه: سبحانَ اللهِ العظيمِ وبحمدِه، ثلاثَ مرَّاتٍ، ومثلَ ذلك في سُجودِه؛ أعطاهُ اللهُ عشرينَ خَصْلةً. (( الراوي :عبدالله بن السائب | المحدث : الشوكاني | المصدر : الفوائد المجموعة الصفحة أو الرقم: 43 | خلاصة حكم المحدث : في إسناده يغنم بن سالم, وهو المهتم بوضعه ))
اقرأ أيضًا:
المصادر: