سورة الأنبياء هي السورة الحادية والعشرون في ترتيب المصحف الشريف، عدد آياتها اثنتا عشر ومائة اَية، تقع بالجزء السابع عشر، ترتيبها بالقرآن الكريم بعد سورة طه وقبل سورة الحج، ولم يُذكر للسورة اسم اَخر غير الأنبياء، ويُوضح لكم موقع معلومات في هذا المقال فوائد من سورة الأنبياء.
فوائد من سورة الأنبياء
تحتوي سورة الأنبياء على فوائد كثيرة ومنها الإنذار بالبعث وتحقيق وقوعه قريبا، والتحذير من التكذيب بالقرآن الكريم والنبي الأمين، فيما ورد بالسورة عن إقامة الحجة على يوم القيامة بخلق السموات والارض عن عدم، وخلق الموجودات من الماء.
ومن فوائد سورة الأنبياء التذكير بأن النبي الكريم كأمثاله من الرسل وما جاء به الرسل من قبل مثل الذي جاء به، وذكر الله -عز وجل- الكثير من أخبار الرسل الذين اصطفاهم بالسورة الكريمة، ونوهت السورة بأن محمد -عليه الصلاة والسلام- رحمة للعالمين وأن القرآن الكريم نعمة للمخاطبين من الله.
ذكرت سورة الأنبياء ما أصاب الأمم السابقة نتيجة تكذيبهم للرسل وأن وعده سبحانه لا يتغير، كما وضح سبحانه بالآية الكريمة {إن ما توعدون لآت ۖ وما أنتم بمعجزين} وحذرت السورة الخلق من أن يغتروا بتأخير على غرار من قبلهم حتى أصابهم بغتة، وبينت السورة شرط من شروط يوم القيامة وهو يأجوج ومأجوج.
أوضح الله تعالى أن من الدلائل على الخالق ما خُلق في السموات والأرض، ونبهت السورة أن هذه الحياة فانية زائلة وأن هناك حياة أخرى أتقن وأحكم، ووضحت بأن الله نزيه عن الشركاء والأولاد مع الاستدلال على وحدانيته، وذكر الله -عز وجل- بأن النظام لا يستقيم بتعدد الآلهة كما جاء بالآية الكريمة: {لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا ۚ فسبحان الله رب العرش عما يصفون}.
نوّه الله تعالى أنه لا يقع في ملكه إلا ما يريد، مع التأكيد أن جميع المخلوقات مصيرها الفناء، ومن فوائد سورة الأنبياء أيضًا تذكير العباد بالنعم وأهمها نعمة الحفظ، كما ورد في السورة: {ومن الشياطين من يغوصون له ويعملون عملا دون ذٰلك ۖ وكنا لهم حافظين}.
استعرض الله الله تعالى كيف ينتصر الحق على الباطل ضاربا أمثال الأنبياء وكيف انتصروا على أقوامهم مع التأكيد بأن جميع الرسل والأنبياء جاؤوا بدين الله، حيث أن الدين واحد في أصوله، وأثنى الله على الرسل ومن أمنوا بهم، واختتمت سورة الأنبياء بأن العاقبة للمؤمنين في خير الدنيا وخير الآخرة وأن الله عز وجل سيحكم بين الفرقين بالحق.
فوائد
تتضمن سورة الأنبياء العديد من الفوائد البيانية، ففي قوله تعالى: {وَلَئِن مَّسَّتْهُمْ نَفْحَةٌ مِّنْ عَذَابِ رَبِّكَ لَيَقُولُنَّ يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ}، جاءت الآيات بلفظة “مسّتهم” والمسّ هو اتصال ولكن دون النفوذ، وهو دلالة على خفة الوقْع، وجاء بلفظ “نفحة”، والنفح هو القليل.
وقد جاء لفظُ المرةِ منه وهي النفحة، ووجود اللفظتين للإشارة إلى قلّة العذاب الذي ذُكر في هذه الآية، وعلى قلّته فإن الكفار سيقولون إن جاءهم “يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ”، فكيف بعذاب الله العظيم، كيف سيكون حال الظالمين وقتها، وفي هذا الآية تصوير لعظيم عذاب الله الذي إن جاء منه نفحة أهلك الظالمين.
ومما جاء من في سورة الأنبياء من فوائد بيانية، قوله تعالى: {وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ الَّذِينَ كَفَرُوا يَا وَيْلَنَا قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَٰذَا بَلْ كُنَّا ظَالِمِينَ}، استخدم القرآن الكريم لفظ “ياويلنا” في هذه الآية الكريمة، علمًا بأنّه استخدم لفظ “يا ويلتى” في مواضع أخرى كما في قوله تعالى في سورة هود: {قَالَتْ يَا وَيْلَتَىٰ أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهَٰذَا بَعْلِي شَيْخًا ۖ إِنَّ هَٰذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ}.
يرجع السبب في ذلك إلى مناسبة معنى كلّ من اللفظتين لسياق الآيات، فالويل هو الهلاك، والويلة هي الخزي والفضيحة، وجاء معنى الويل في آية سورة الأنبياء مناسبًا لذكر عذاب الله تعالى للذين كفروا بآياته، وجاء معنى الويلة مناسبًا لذكر حمل وولادة المرأة العجوز والمقصودة في هذه الآية هي السيدة سارة زوجة نبي الله إبراهيم -عليه السلام- عندما بُشرت بإسحاق -عليه السلام-،والله تعالى أعلم.
الأدعية المستجابة في سورة الأنبياء
سورة الأنبياء من السور الغنية بالفوائد لكثر ذكر الأنبياء فيها ومن قرأها وتأملها فأنه واجد فيها الكثير من أدعية الأنبياء، والملاحظ أن الله يستجيب دعوة نبيه بشكل مباشر.
ومن الأدعية المذكورة في سورة الأنبياء: {ونوحا إذ نادىٰ من قبل فاستجبنا له فنجيناه وأهله من الكرب العظيم} وذكر الله تعالى أيضا دعاء لأيوب -عليه السلام-: {وأيوب إذ نادى ربه أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين * فاستجبنا له فكشفنا ما به من ضر وآتيناه أهله ومثلهم معهم رحمة من عندنا وذكرى للعابدين}.
تشتمل سورة الأنبياء على دعوة يونس -عليه السلام-: {لَا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنَّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ فإنَّهُ لَنْ يدعوَ بها مسلمٌ ربَّهُ في شيءٍ قطُّ إلَّا استجابَ لَهُ}. واستجاب الله دعاء يونس -عليه السلام-، وأوحى سبحانه إلى الحوت أن يلقي به العراء، فألقاه على الشاطئ سقيمًا هزيلًا ضعيفًا عليلًا، فتلقته رحمة الله بالعناية والرعاية، فأنبتت عليه شجرة من يقطين، فأخذ يونس يتغذى من ثمارها، ويستظل بظلها، فعادت إليه عافيته، فحمد الله على ما أنعم عليه، ثم أوحى الله إليه أن يعود إلى قومه بعد أن أخبره بإيمانهم، وأنهم ينتظرون عودته؛ ليعيش بينهم داعيًا إلى الله، ولما عاد يونس إلى قومه، وجدهم قد نبذوا عبادة الأصنام، وأنابوا إلى الله عابدين.
وورد دعاء لزكريا -عليه السلام-: {وزكريا إذ نادى ربه رب لا تذرني فردا وأنت خير الوارثين*فاستجبنا له ووهبنا له يحيى وأصلحنا له زوجه} وبين الله تعالى لماذا تمت استجابة دعوة الأنبياء، حيث الإجابة بالآية الكريمة: {إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رغبا ورهبا وكانوا لنا خاشعين} وحسب قول المفسرين أن الله تعالى ذكر أدعية الأنبياء ليسارع المسلمين بالخيرات وطلب النجاة من رب العالمين.
اقرأ أيضًا:
المصادر: