الفرق الضالة في مجملها أشد خطرًا على الإسلام والمسلمين من العدو الظاهر، فهم في غالبيتهم منافقون يظهرون الإسلام ويخفون الكفر والفسوق، لذلك يستعرض موقع معلومات في هذا المقال من هي الفرقة الضالة بالتفصيل.
من هي الفرقة الضالة
اعتمد أهلّ العلم في تحديد الفرق الإسلامية على ما جاء في حديث رسول الله -عليه الصلاة والسلام- حين قال: “وتَفترِقُ أُمَّتي على ثلاثٍ وسَبعينَ فِرْقةً، كُلُّها في النَّارِ إلَّا واحدةً، وهي الجماعةُ”، وقال بعض أهل العلم: أصل الفرق الضالة ست، وقد انقسمت كل فرقة منها على اثنتي عشرة فرقة، فصارت اثنتين وسبعين فرقة.
الحرورية
انقسمت الحرورية إلى اثنتي عشرة فرقة:
فأولهم: الأزرقية، قالوا: لا نعلم أحدًا مؤمنًا، وكفَّروا أهل القبلة، إلا من دان بقولهم والإباضية قالوا: مَن أخذ بقولنا فهو مؤمن، ومن أعرض عنه فهو منافق، والثعلبية قالوا: إن الله – عز وجل – لم يقضِ، ولم يقدر.
بالإضافة إلى الخازمية قالوا: لا ندري ما الإيمان؟ والخلق كلهم معذورون، والخلفية: زعموا أن من ترك الجهاد من ذكر أو أنثى، كفر، والكوزية قالوا: ليس لأحد أن يَمسَّ أحدًا؛ لأنه لا يعرف الطاهر من النجس، ولا أن يُؤاكله؛ حتى يتوب ويغتسل.
كما يتفرع عن الحرورية فرقة الكنزية قالوا: لا يسعُ أحدًا أن يعطي ماله أحدًا؛ لأنه ربما لم يكن مستحقًّا، بل يكنزه في الأرض حتى يظهر أهل الحق، والشمراخية قالوا: لا بأس بمسِّ النساء الأجانب؛ لأنهن رياحين، والأخنسية قالوا: لا يلحق الميت بعد موته خير ولا شر، والحكمية قالوا: من حاكَم إلى مخلوق فهو كافر، والمعتزلة الأولى قالوا: اشتبه علينا أمر علي ومعاوية – رضي الله عنهما؛ فنحن نتبرأ من الفريقين، والميمونية قالوا: لا إمام إلا برضا أهل محبتنا.
القدرية
انقسمت هذه الفرقة إلى اثنتي عشرة فرقة:
الأحمرية: وهي التي زعمت أن في شرط العدل من الله: أن يُملِّك عباده أمورهم، ويحول بينهم وبين معاصيهم، والثنوية: وهي التي زعمت أن الخير من الله، والشر من الشيطان، والمعتزلة الثانية: وهم الذين قالوا: بخَلْقِ القرآن، وجحدوا الرُّؤية، والكيسانية وهم الذين قالوا: لا ندري هذه الأفعال من الله أو من العباد؟ ولا نعلم أيثاب الناس بعد أو يعاقبون؟
يوجد من القدرية فرق أخرى مثل الشيطانية قالوا: إن الله – تعالى – لم يخلق الشيطان، والشريكية قالوا: إن السيئات كلها مقدرة إلا الكفر، والوهمية قالوا: ليس لأفعال الخلق وكلامهم ذات، ولا للحسنة والسيئة ذات، والزبرية قالوا: كل كتاب نزل من عند الله فالعمل به حق، ناسخًا كان أو منسوخًا.
بالإضافة إلى بعض الفرق مثل المسعدية زعموا أن مَن عصى ثم تاب لم تقبل توبته، والناكثية: زعموا أن مَن نكث بيعة رسول الله صلى الله عليه وسلم فلا إثم عليه، والقاسطية: تبعوا إبراهيم بن النظام في قوله: من زعم أن الله شيء فهو كافر.
الجهمية
تنقسم هذه الفرقة إلى:
المعطلة: زعموا أن كل ما يقع عليه وهم الإنسان فهو مخلوق، وأن مَن ادَّعى أن الله يرى فهو كافر، والمريسية قالوا: أكثر صفات الله -تعالى- مخلوقة، والملتزقة: جعلوا الباري – سبحانه – في كل مكان، والواردية قالوا: لا يدخل النار من عرف ربَّه، ومن دخلها لم يخرج منها أبدًا.
يتفرع عن الجهمية بعض الفرق الأخرى مثل: الزنادقة قالوا: ليس لأحد أن يثبت لنفسه ربًّا؛ لأن الإثبات لا يكون إلا بعد إدراك الحواس، وما لا يدرك لا يثبت، والحرقية: زعموا أن الكافر تحرقه النار مرة واحدة، ثم يبقى محترقًا أبدًا لا يجد حرَّ النار، والمخلوقية: زعموا أن القرآن مخلوق، والفانية: زعموا أن الجنة والنار يفنيان، ومنهم من قال: لم يخلقا.
كما يوجد أيضًا بعض الفرق التي تتبع الجهمية مثل العبدية: جحدوا الرسل، وقالوا: إنما هم حكماء، والواقفية قالوا: لا نقول: إن القرآن مخلوق، ولا غير مخلوق، والقبرية: ينكرون عذاب القبر، والشفاعة، واللفظية قالوا: لفظنا بالقرآن مخلوق.
المرجئة
يتفرع عن المرجئة اثنتا عشرة فرقة وهم:
التاركية قالوا: ليس لله عز وجل على خلقه فريضة سوى الإيمان به؛ فمن آمن به، فليفعل ما شاء، والسائبية: قالوا: إن الله تعالى سيب خلقه؛ ليفعلوا ما شاؤوا، والراجئة قالوا: لا يسمى الطائع طائعًا، ولا العاصي عاصيًا؛ لأنا لا ندري ما له عند الله تعالى. والسالبية قالوا: الطاعة ليست من الإيمان.
يتبع المرجئة أيضًا بعض الفرق الضالة مثل البهيشية قالوا: الإيمان علم، ومن لا يعلم الحق من الباطل، والحلال من الحرام – فهو كافر، والعملية قالوا: الإيمان عمل، والمنقوصية قالوا: الإيمان لا يزيد ولا ينقص، والمستثنية قالوا: الاستثناء من الإيمان، والمشبهة قالوا: بصَرٌ كبصَرٍ، ويدٌ كيَدٍ بالإضافة إلى الحشوية قالوا: حكم الأحاديث كلها واحد، فعندهم أن تارك النفل كتارك الفرض، والظاهرية”: الذين نفوا القياس، كما يوجد أيضًا فرقة أخرى تُسمى بالبدعية: أول من ابتدع هذه الأحداث في هذه الأمة.
الرافضة
وانقسمت الرافضة اثنتي عشرة فرقة وهم: العلوية قالوا: إن الرسالة كانت إلى علي رضي الله عنه، وإن جبريل عليه السلام أخطأ، والأمرية قالوا: إن عليًّا شريك محمد في أمره، والشيعة قالوا: إن عليًّا – رضي الله عنه – وصي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ووليه من بعده، وإن الأمة كفرت بمبايعة غيره.
تتضمن الرافضة بعض الفرق مثل الإسحاقية قالوا: إن النبوة متصلة إلى يوم القيامة، وكل من يعلم علم أهل البيت، فهو نبي. والناووسية قالوا: علي رضي الله عنه أفضل الأمة؛ فمن فضل غيره عليه، فقد كفر، والإمامية قالوا: لا يمكن أن تكون الدنيا بغير إمام من ولد الحسين، وإن الإمام يعلمه جبريل عليه السلام، فإذا مات بدل غيره مكانه، والزيدية قالوا: ولد الحسين رضي الله عنه كلهم أئمة في الصلوات؛ فمتى وجد منهم أحد، لم تجز الصلاة خلف غيرهم، برهم وفاجرهم.
تحتوي الرافضة على بعض الفرق الأخرى مثل العباسية: زعموا أن العباس كان أولى بالخلافة من غيره، والتناسخية: قالوا: الأرواح تتناسخ، فمن كان محسنًا خرجت روحه فدخلت في خلق يسعد بعيشه، والرجعية: زعموا أن عليًّا وأصحابه يرجعون إلى الدنيا، وينتقمون من أعدائهم، بالإضافة إلى اللاعنة: يلعنون عثمان، وطلحة، والزبير، ومعاوية، وأبا موسى، وعائشة رضي الله عنهم وغيرهم.
يتبع هذه الفرقة طائفة أخرى تُسمى بالمتربصة: وهم قومٌ تشبهوا بزي النسَّاك، ونصبوا في كل عصر رجلاً ينسبون إليه الأمر، يزعمون أنه مهدي هذه الأمة، فإذا مات نصبوا آخر.
الجبرية
الطائفة السادسة الضالة هي الجبرية وقد انقسمت إلى اثنتي عشرة فرقة أيضًا: المضطرية قالوا: لا فعل للآدمي، بل الله يفعل الكل، والأفعالية قالوا: لنا أفعال، ولكن لا استطاعة لنا فيها، وإنما نحن كالبهائم نقاد بالحبل، بالإضافة إلى المفروغية قالوا: كل الأشياء قد خلقت، والآن لا يخلق شيء.
من الجبرية أيضًا فرقة النجارية: زعمت أن الله تعالى يعذب الناس على فعله، لا على فعلهم، والمنانية قالوا: عليك بما يخطر بقلبك، فافعل ما توسمت منه الخير، والكسبية قالوا: لا يكتسب العبد ثوابًا ولا عقابًا.
تشتمل الجبرية على فرقة السابقية قالوا: من شاء فليعمل، ومن شاء لا يعمل؛ فإن السعيد لا تضره ذنوبه، والشقي لا ينفعه بره، وفرقة الحبية قالوا: من شرب كأس محبة الله تعالى، سقطت عنه عبادة الأركان، بالإضافة إلى الخوفية قالوا: مَن أحبَّ الله تعالى لم يسعه أن يخافه؛ لأن الحبيب لا يخاف حبيبه.
من أبرز فرق الجبرية الفكرية قالوا: من ازداد علمًا، أسقط عنه بقدر ذلك من العبادة، وفرقة الخشبية قالوا: الدنيا بين العباد سواء، لا تفاضل بينهم فيما ورَّثهم أبوهم آدم، بجانب فرقة المنية قالوا: منا الفعل، ولنا الاستطاعة.
اقرأ أيضًا:
المصادر: