سورة الفلق واحدة من السور التي نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم بمكة المكرمة، وتُسمى هي وسورة الناس بالمعوذتين، وتكثر فوائد من سورة الفلق؛ لذلك سنقوم بعرضها في هذا المقال بالتفصيل.
فوائد من سورة الفلق
- تأتي الفائدة الأولى من فوائد سورة الفلق بحسب ما ورد عن أهل التفسير أنّ الله -جلّ وعلا- أقرّ بأنّه خالق الظواهر الكونية، فقد قال -سبحانه وتعالى- في مطلع سورة الفلق: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ}، والفلق هو بزوغ الفجر فقد أمر الله عباده بالاستعاذة بالله خالق الفلق وربّ كلّ ما في الكون.
- تابع الله قوله بأنّ يستعيذ العبد برب الفلق من كل الشرور التي خلقها، فمن فوائد سورة الفلق الإقرار بأنّ الله -تعالى- هو خالق الخير والشر، فالشيطان وكلّ من كفر من الجنّ هم من خلق الله، ولأنّ الله -تعالى- يعلم شرّ ما يمكن أن يصيبوا المرء به أمر النبيّ الكريم والمسلمين بالتعوذ بالله من شرّ ما خلق.
- تلفت سورة الفلق انتباه المسلمين إلى أنّ الليل إذا سكن فهو يحوي من الشر والمخاطر ما يستوجب الاستعاذة بالله منه، فالغاسق هو الليل وإذا وقب أي إذا هدأ، فعند هدوء الليل تخرج شياطين الإنس والجن لتعيث فسادًا في المجتمع الإسلاميّ ولهذا أمر الله المسلمين بالاستعاذة من هدوء الليل.
- يتبين من دراسة فوائد سورة الفلق أنّ الله -جلّ وعلا- أمر بالاستعاذة من النفاثات في العقد، فالنفاثات في العقد هنّ الساحرات اللواتي يعقدن العقد وينفثن فيها حتى ينعقد السحر، ولذلك تعتبر السورة إقرارًا بكفر هؤلاء الساحرات مع الأمر بالاستعاذة بالله منهن للوقاية من شرّهن.
- أمر الله تعالى في سورة الفلق بالاستعاذة من شر الحاسد وبغضه، وفي هذا إشارة على أنّ الحسد النابع من نفس المرء قد يحوي شرًا كثيرًا وقد تكون من تبعاته تمني زوال الخير عن من تحسده النفس الشريرة الأمارة بالسوء، لهذا كان أمر الله بالاستعاذة من شر هذه النفوس وما تخفيه من الحسد.
دروس مستفادة من سورة الفلق
- سن الله تعالى ظواهر في الكون لها دلالات شرعية، فالصبح الذي خلقه يأت بعد ليل طويل حالك، فمهما طال الليل لابد من طلوع الفجر، بل إنه حين يخرج الصبح من الظلمات تختلف صفحة السماء فتصير من ظلمة حالكة إلى نور ساطع يضئ الكون بجنباته.
- الابتلاء لا يتحقق إلا إذا كنا بصدد متناقضات، بمعنى أن الخير والشر متضادان، فلو كان الخير هو المخلوق فحسب، فإننا عندئذ سوف نكون في دار الجزاء أي الجنة، والجنة ليست دار ابتلاء، فتنتفي الحكمة من الخلق، ولذلك خلق سبحانه الخير والشر ليظل الصراع بينهما في دار الابتلاء أي الدنيا.
- خص الله تعالى من الشرور المستعاذ منها شر الليل عندما يدخل، لأن الليل هو البيئة التي يزهو فيها الباطل ويتراقص ويتغنى، فكثيرا ما نجد مجالس اللهو والقمار والخمر لا تُنصب إلا في الليل، كما أن أرباب السرقات وعتاة المجرمين لا يرتكبون جرائمهم – غالبا – إلا في الليل لكي يستر فعلهم الشنيع.
- خص الله تعالى من الشرور المستعاذ منها شر النفاثات في العقد، ويقصد بذلك– على وجه الخصوص- أقوى طرق السحر التي تقوم بها النفوس الشريرة، ويقصد بالنفث عموما العزم سواء للخير أو الشر.
فوائد
التسمية وسبب النزول
- سُمِّيت بسورةِ الفلق؛ لأنَّ الله أقسم في بدايتها بالفلَق وهو الصباح، وقد سمَّاها النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- “قل أعوذ بربِّ الفلق”.
- يذكر بعض أهل السيرة والتفسير أنّ نزول سورة الفلق كان بسبب أن ساحرًا يهوديًا يُدعى لبيد بن عاصم سحر للنبي، فأتى جبريلَ النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ، فقال: يا محمدُ اشتكيتَ؟ فقال: نعم، قال: بسمِ اللهِ أرقِيكَ من كلِّ شيٍء يُؤذيكَ، من شرِّ كلِّ نفسٍ، أو عينِ حاسدٍ، اللهُ يشفيكَ، بسمِ اللهِ أرقيكَ” ونزلت سورة الفلق والناس.
فضل سورة الفلق
- ورد في فضل سورة الفلق الكثير من الأحاديث فقد جاء عن الرسول -عليه الصلاة والسلام- أنّه قال: ” أَلَا أُخْبِرُكَ بأفضلِ ما تَعَوَّذَ بِهِ الْمُتَعَوِّذونَ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ و قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ”.
- أمر الرسول الكريم بقراءة المعوذتين عقب كلّ صلاة: وذلك بما جاء في نصّ الحديث الشريف عن عقبة بن عامر -رضي الله عنه – أنّه قال: “أمرني رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلم أنْ أقرأ بالمعوِّذتينِ في دبُرِ كلِّ صلاةٍ”.
- قالت عائشة -رضي الله عنها- : “أنَّ رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كانَ إذَا اشْتَكَى نَفَثَ علَى نَفْسِهِ بالمُعَوِّذَاتِ، ومَسَحَ عنْه بيَدِهِ، فَلَمَّا اشْتَكَى وجَعَهُ الذي تُوُفِّيَ فِيهِ، طَفِقْتُ أنْفِثُ علَى نَفْسِهِ بالمُعَوِّذَاتِ الَّتي كانَ يَنْفِثُ، وأَمْسَحُ بيَدِ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ عنْه”.
اقرأ إيضًا:
المراجع