سورة التين من السور المكية التي نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم قبل الهجرة إلى المدينة، وتشتمل على ثمان آيات، ويمكن استخلاص فوائد من سورة التين حيث أنها من السور التي تتحدث عن فطرة الإنسان.
فوائد من سورة التين
تبديل الفطرة يؤدي إلى الفساد
- تبدأ السورة بذكر فاكهة التين وهي فاكهة طازجة يصعب حفظها حيث أنها لا تلبث فترة طويلة حتى تفسد وهي تُشير إلى حال الإنسان الذي ينتكث عن الفطرة السليمة.
- هناك ارتباط بين التين الذي يعتبر أحسن الفواكه من حيث الغذاء والتحلي والتداوي وبين الإنسان الذي خلقه الله في أحسن تقويم.
- يُشير الزيتون إلى حالة الثبات على الفطرة السليمة والبقاء على الدين الصحيح، حيث أنه يمثل خيرًا كبيرًا يمكن الانتفاع به لفترة طويلة، ولذلك عبر القرآن الكريم عن شجرة الزيتون بأنها مثال للهدى والنور.
مكة المكرمة مركزًا للإيمان
- تدل سورة التين على أن مكة المكرمة هي مركز رسوخ الدين، حيث ارتضى الله تعالى أن يحتضن هذا البلد الأمين الإسلام الذي يعتبر الدين الوحيد الذي لا يتغير ولا يتبدل.
- يرمز قوله تعالى “والتين والزيتون” إلى أرض بيت المقدس التي خرجت منها رسالة عيسى بن مريم، بينما يُشير طور سنين إلى الجبل الذي كلم الله عليه نبيه موسى، أما البلد الأمين فالمقصود به مكة موطن النبي صلى الله عليه وسلم.
- أقسم الله بالأماكن الثلاثة التي كانت مراكز للأديان السماوية الثلاثة بحسب الترتيب بين هذه الأماكن في الشرف.
خلق الله للإنسان
- بعد أن كنى الله عن أصل الفطرة بذكر التين والزيتون، صرح بخلق الإنسان في أحسن تقويم حيث هداه الله إلى الفطرة السليمة.
- ليس هناك خلق أحسن من الإنسان، فقد خلقه الله تعالى مريدًا قادرًا على السمع والبصر والكلام كما خلقه متكامل الأعضاء حسن الخلقة.
- يُذكر الله تعالى عباده من البشر بأول خسران لهم حينما عصى آدم ربه، فكان مصيره هو الخروج من الجنة ونزول الأرض.
- خُلق الإنسان من روح وجسد، وعندما يُلبي الإنسان نداء جسده دون اهتمام بضوابط الشرع، يكون مصيره هو الهبوط إلى أسفل سافلين.
- ينطوي قوله تعالى “ثم رددناه أسفل سافلين” لتطور خلق الإنسان فهو يكبر حتى يصبح شابًا قويًا في أحسن تقويم ثم يُرد إلى أرذل العمر.
دروس مستفادة من سورة التين
تبشير المؤمنين بالأجر
- يُراد من قوله تعالى “إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات فلهم أجرٌ غير ممنون” أن الإنسان عندما لا يغتر بوجوده على الأرض في الدنيا ويُدرك أن مقامه الأخروي يجب أن يكون في الجنة، فإنه ينال من الله تعالى الأجر غير منقوص.
- إذا كان المؤمن يعيش بجسده في دار الدنيا، فإنه بروحه مع الملائكة المقربين عند الله تعالى، ومن أهم الأعمال الصالحة التي تقي الإنسان من الرد إلى أسفل سافلين هي قراءة القرآن الكريم والعمل به.
استنكار الله من تكذيب العصاة
- يستنكر الله تعالى أن يُنكر العبد لقائه رغم أنه هو الذي خلقه والقادر على إعادته إليه؛ لذلك يقول الله تعالى “فما يُكذبك بعد بالدين”.
- عندما يرى الإنسان دلائل وجود الله تعالى ثم يبقى تائهًا في ظلام الشك والطغيان، فإنه يستحق ما يحل عليه من العذاب نتيجة عناده وغفلته.
الله تعالى هو أحكم الحاكمين
- يكفي للإنسان أن يتدبر في خلق الله وقضائه؛ ليعلم أن الله تعالى هو أحكم الحاكمين؛ لذلك يجب على الإنسان أن يلجأ إلى حكم الله في جميع أمور حياته ولا يعرض عن حكمه إلى غيره.
- كان الصحابي الجليل أبو هريرة يقول: «فإذا قرأ أحدكم {وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ} فأتى على آخرها: {أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ} فليقل: بلى، وأنا على ذلك من الشاهدين».
فوائد
التناسب بين سورة التين والشرح
جاء في سورة الشرح أن الله تعالى شرح صدر نبيه لكي يكتمل عقله وروحه وبرأه من الوزر الناتج عن النفس والهوى، وتدل سورة الزيتون على خلق الإنسان في أحسن تقويم روحًا وعقلًا ويُرد إلى أسفل سافلين حينما يتبع النفس والهوى.
فضل سورة التين
وردت بعض الأحاديث التي تدل على فضل سورة التين، حيث روى البخاري ومسلم في صحيحيهما مِن حَدِيثِ البَرَاءِ ابنِ عَازِبٍ رضي اللهُ عنهما: “أَنَّ النَّبِيَّ صلى اللهُ عليه وسلم كَانَ فِي سَفَرٍ، فَقَرَأَ فِي الْعِشَاءِ فِي إِحْدَى الرَّكْعَتَيْنِ بِالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ”. فَمَا سَمِعتُ أَحَدًا أَحسَنَ صَوتًا مِنهُ.
في نهاية هذا المقال نكون قد تعرفنا على فوائد من سورة التين وهي إحدى السور التي تحدث الإنسان على الالتزام بالفطرة السليمة من خلال اتباع الإسلام والعمل الصالح حتى ينال الإنسان أجرًا غير ممنون.
اقرأ أيضًا:
المراجع