تُعتبر سورة الشمس واحدة من السورة المكية حيث أُنزلت على النبي في مكة المكرمة قبل الهجرة إلى المدينة وهي إحدى سور المُفصّل لأنها تشتمل على خمس عشرة آيةً فقط، ويمكن استخلاص فوائد من سورة الشمس.
فوائد من سورة الشمس
قدرة الله تعالى في الكون
- يُشير القسم في بداية سورة الشمس إلى مظاهر قدرة الله تعالى في الكون حيث أنه أبدع الخلق وسيّره وفقًا لتدبيره، وفي ذلك القسم دليل على أنه لا يعجزه شيئًا.
- أقسم الله بالشمس حيث أنها أم المجموعة الشمسية وهي النجم المُسيطر على تسعة كواكب والكثير من الكويكبات التي لا يمكن حصرها، وتتميز الشمس بشدة ضوئها في النهار، واختص الله تعالى وقت الضحى حيث يمكن للإنسان أن ينعم بسطوع الشمس في ذلك الوقت دون أن يتأذى من حرارتها.
- يتلو الشمس في الوضوح القمر، حيث يتجلى ضوئه بعد مغيب الشمس، وهذه الحركة الكونية مثيرة للتساؤل عن نظام هذا الكون الفسيح الذي لا يمكن أن يختل إلا أن يشاء الله.
- يضرب الله المثل في التتابع بالنهار والليل، حيث أن النهار يأتي فيجعل الشمس جلية واضحة للعيان، بينما يتبع الليل النهار لكي يُغشي الليل ويُغطيها.
- يأتي القسم الخامس في سورة الشمس بالسماء وما بناها، حيث يسأل الله تعالى الكفار من الذي بنى هذه السماء ليعلموا أنه لا خالق إلا الله، وبالتالي فهو القادر على إعادتهم وبعثهم بعد الموت، وربما يكون المقصود بقوله “وما بناها” أي انظروا إلى عظمة بنائها وكيفية ارتفاعها بغير عمد.
- تتعدد الآراء في قوله والأرض وما طحاها، حيث يمكن أن يكون المراد وما خلق فيها من أنفسٍ، بالإضافة إلى إمكانية أن يكون المقصود القسم بالأرض المسطحة لكي تسمح بخروج النباتات من الشقوق حتى يسعى الإنسان بحثًا عن الرزق.
كشف أسرار النفس البشرية
- أقسم الله بالنفس البشرية حيث أنها سر كبير حيّر العلماء، وكانت سببًا في اختلافهم ما بين القول أنها مجبولة على الخير والرأي الآخر بأنها طُبعت على البشر.
- يُوكد الله تعالى في سورة الشمس أنه سوّى النفس البشرية على الفطرة المستقيمة وعدّل خلقها وأرشد الإنسان إلى التقوى والفجور حتى يسلك الإنسان أي الطريقين وفقًا لإرادته.
- جاء جواب القسم بعد هذه الأقسام السبعة في قوله “قدْ أفلَحَ منْ زكَّاهَا * وقَد خابَ منْ دسَّاهَا” ليعلم الإنسان أنه إذا زكى نفسه بالطاعة وقاوم شهواتها فإن مصيره هو الفلاح، بينما إذا تغاضى وتكاسل عن تقويمها وتركها لارتكاب الشهوات فإن مصير هذا الإنسان هو الخيبة يوم القيامة.
دروس مستفادة من قصة ثمود
- بعدما ذكر الله تعالى اختلاف حال الإنسان في التعامل مع النفس البشرية، أورد قصة قوم ثمود الذين كذبوا نبيهم صالح عليه السلام بسبب طغيانهم وعدم تقويمهم لأنفسهم.
- كان لقوم ثمود قدرة عجيبة على نحت الصخور؛ لذلك طلبوا من نبي الله صالح عندما دعاهم إلى الإيمان بالله أن يأتيهم بناقة من الصخر، وبالفعل استجاب لطلبهم وأخرج الله الناقة من الصخر بالصفات التي طلبوها.
- بينما كانت هذه الناقة بمثابة الاختبار لهم لكي يؤمنوا؛ إلا أنهم أصروا على التكذيب وضاقوا بالناقة عندما خصص لها شرب يوم وللقوم شرب يوم معلوم.
- دفع قوم ثمود لرجلٍ منهم يُدعى قدّار بن سالف مالًا لكي يقوم بعقر الناقة، وبالفعل استطاع أشقى ثمود أن يُخلصّهم من الناقة، وعندها غضب الله عليهم ودمرهم، وكان التدمير على السواء لأنهم جميعًا اشتركوا في التكذيب وعقر الناقة.
- دمّر الله تعالى قوم ثمود دون أن يخاف من عُقبى ما صنع، فهو القادر والذي يسأل الناس عن أفعالهم، بينما لا يُسأل هو عما يفعل.
فوائد
فضل سورة الشمس
لم يرد حديث صحيح في فضل سورة الشمس، ولكن هناك الكثير من الإشارات التي تدل على اختصاص هذه السورة بالفضل الكبير مثل حديث:
“مَن صَلَّى يَومَ الفِطرِ بعدَ ما يصلِّي عِيدَه أَربعَ رَكعاتٍ، يقرأ فِي أوَّل رَكعةٍ بفَاتحةِ الكتابِ و سبِّحِ اسمَ ربِّكَ الأَعْلَى”، وفي الثانيةِ: بـ “والشَّمسِ وضُحَاهَا” وفي الثَّالثةِ “والضُّحَى” وفي الرَّابعةِ “قُل هوَ اللهُ أحَدٌ”، فكأنَّمَا قرَأ كلَّ كِتابٍ أنزَله اللهُ على أنبيائِه، وكَأنَّما أشبعَ جَميعَ اليَتامَى، ودهَنهم، ونظَّفَهم، وكانَ لهُ من الأجرٍ مثلُ ما طلعَت عَليه الشمسُ، ويُغفَرُ لَه ذنوبُ خَمسينَ سَنةً”.
في نهاية هذا المقال نكون قد استعرضنا فوائد من سورة الشمس حيث أنها تُظهر قدرة الله تعالى، وتدعو الإنسان إلى تزكية نفسه حتى يفلح في الآخرة؛ لأن سنة الله في الكون هي استئصال وتطهير من لا يزكي نفسه.
المراجع: