الاسلام في كوستاريكا… معلومات عامّة عن الاسلام والمسلمين في كوستاريكا

تأسيس الاسلام في كوستاريكا

مؤسّس أوّل جماعات الاسلام في كوستاريكا هو الدّكتور عبد الفتاح سايسا، وبدأ تأسيسها من بلده مصر، ثمّ انتقل إلى كوستاريكا مع زوجته. وصل الدّكتور إلى العاصمة سان خوسيه في عام 1973، وكان وقتها عدد المسلمين في كوستاريكا فقط خمسة عشر مسلم، وكانت صلاة الجمعة تُقام كلَّ أسبوع في منزل شخص مختلف، وأسّس الدّكتور أيضًا الجمعيّة الثّقافيّة الإسلاميّة في كوستاريكا في أواخر عام 1994، وهو حاليًّا يشغل منصب سكرتير الجمعيّة، كما أنّه كان أستاذ اللّغة العربيّة في جامعة كوستاريكا، منذ عام 1982.

تأسيس الاسلام في كوستاريكا
تأسيس الاسلام في كوستاريكا

دولة كوستاريكا بشكل عامّ

كلمة كوستاريكا باللغة الإسبانيّة معناها السّاحل الغنيّ، وتحدُّها من الشّمال نيكاراجوا، ومن الجنوب الشّرقيّ بنما، ومن الشّرق البحر الكاريبيّ، ومن الغرب المحيط الهادئ، وتبلغ مساحتها حوالي 51.100 كم2 وفي نهاية 2016، بلغ عدد سكّانها أكثر من 5 مليون نسمة، وعاصمتها مدينة سان خوسيه، وقد استقلّت عام 1821، يتّبع الغالبيّة العظمى من سُكّان كوستاريكا المذهب الكاثوليكيّ، وهناك جاليات تتّبع ديانات أخرى مثل الإسلام واليهوديّة، بالإضافة إلى عدد كبير من السّكّان ممّن لا يعتنقون أيّ ديانة. تُعتبر كوستاريكا بأنّها الدّولة اللّاتينيّة الوحيدة من بين دول أمريكا اللّاتينيّة المدرجة ضمن قائمة أقدم 22 دولة ديمقراطيّة على مستوى العالم، حيث يُمكن لسُكّانها اعتناق أيّ دين، ويُسمح أيضًا بعقد المؤتمرات والنّدوات الدّينيّة بشكل مستمرٍّ.

المركز الثقافيّ الإسلاميّ في كوستاريكا

هو مبنى من اللّونين الأبيض والأزرق مكوّن من طابقين، ومزيَّن بمئذنة مذهلة. يوجد داخل المركز مكاتب، وساحة، وغرفة كبيرة تستخدم للأعياد والمناسبات، وهناك مجموعة من السّلالم، وهو مفروش بالسّجّاد، حيث يجتمع المسلمون الذين يعيشون في جميع أنحاء البلاد فيه للعبادة بعد ظهر يوم الجمعة. يُقدّم المركز كلّ يوم سبت من السّاعة الرّابعة إلى السّادسة مساءً جولات سياحيّة، ويُعطي دروسًا مجّانيّة في الثّقافة الإسلاميّة، يقع المركز في غوادالوبي، على بعد 700 متر شمالًا و500 متر إلى الغرب من المحكمتين، ويرحّب بالجميع لزيارته.

روابط جماعات الاسلام في كوستاريكا مع غيرها

تُرسل الجالية الإسلاميّة السُّنّيّة في كوستاريكا ممثّلًا إلى لجنة أمريكا الوسطى لأديان السّلّام، وهذا يشمل مختلف الدّيانات الأخرى، مثل المسيحيّة، واﻟﻴﻬﻮدﻳّﺔ، والبوذيّة، والهندوسيّة، واﻟﺒﻬﺎﺋﻴّﺔ. لدى الجالية الإسلاميّة السُّنّيّة علاقة مع جامعة أمريكا اللّاتينيّة في كوستاريكا، ومع مركز كويكر للسّلام في سان خوسيه، بالإضافة إلى ذلك ترتبط الجالية السُّنّيّة في كوستاريكا عن كثب مع المنظّمة الإسلاميّة للتّربية والعلوم والثّقافة (إيسيسكو)، التي يوجد مقرها في عاصمة المغرب الرّباط، وهي من تدفع راتب الشّيخ عبد الفتّاح، في حين أنّ مجتمع الاسلام في كوستاريكا يوفّر له الإقامة ونفقات المعيشة.

نسبة انتشار الاسلام في كوستاريكا

يُقدَّر أنّ الاسلام في كوستاريكا يُساوي حوالي 0.01٪ من المستوى الوطني للسُّكّان، مع حوالي خمسمئة عائلة مسلمة، يتكوّن المجتمع المسلم في كوستاريكا من المهاجرين من الجزائر، والهند، والعراق، وإيران، ولبنان، والمغرب، ومصر، والصومال، وباكستان، وسوريا، وفلسطين بعد 1967، يُقدّر الدّكتور عبد الفتّاح أنّ هناك ما بين 1000 إلى 1500 مسلم يعيشون في كوستاريكا، تسكن غالبيّتهم في سان خوسيه، وما يقرب من 35-40 شخص يحضرون إلى المسجد كلّ يوم جمعة، وعلى العيد، ويعتقد أنّ الجيل الأوّل من المهاجرين المسلمين هم من يحضرون صلاة الجمعة بانتظام، أمّا الجيل الثّاني فأغلب صلاتهم تكون في الأعياد.

نسبة انتشار الاسلام في كوستاريكا

صورة الاسلام في كوستاريكا

إنّ الكثيرين في كوستاريكا يعتقدون أنّ الإسلام عنيف، ومصدر للحرب، ولكنّ الإمام سايسا يُصرُّ على توضيح صورة الاسلام الصّحيحة، ويقول إنّ غالبيّة الصّور السّلبيّة ضدَّ الإسلام تأتي بسبب الإعلام والصّحف، وهذا بسبب أنّ الإسلام لا يتوافق مع العادات الغربيّة، مع أنّ المسلمين يحترمون قوانين البلد. على الرّغم من أنّ عددًا قليلًا فقط من مواطني كوستاريكا الأصليّين قد ولدوا مسلمين، إلّا أنّ البلاد تضمّ ما يُقدَّر بثلاثة آلاف شخص مسلم، يأتون من جميع أنحاء العالم.

مؤتمر حول الأديان في دولة كوستاريكا

بما أنّ الحكومة في كوستاريكا تسمح بحريّة الأديان، عُقد في نهاية 2017 مؤتمرٌّ للحوار بين الأديان في كوستاريكا، وهو أوّل منتدى شارك فيه العديد من ممثليّ الأديان والكيانات الدّينية في كوستاريكا، وكان من بين من شارك في هذا المنتدى عدد من أبناء جالية الاسلام في كوستاريكا كممثّلين عن مسلمي كوستاريكا، كانت أهداف المؤتمر متعدّدة مثل نشر قيم التّسامح والتّعايش والتّعاون بين أفراد المجتمع الكوستريكيّ، والحثّ على احترام الآخر، وتعزيز السّلم والتّعايش المجتمعيّ بين أفراد المجتمع، وخلق مشاريع جديدة قادرة على النّهوض بالمجتمع داخل الدّولة. وكانت مُشاركة جالية الاسلام في كوستاريكا في إطار المشاركة الاجتماعيّة التي تسعى لها كافّة الجاليات الأخرى، والمؤسّسات الإسلاميّة في دول أمريكا اللّاتينيّة.

Exit mobile version