نسبة انتشار الاسلام
يُطلق على الاسلام في سيبيريا (الإسلام في نهاية العالم)، لأنّ سيبيريا هي المنطقة الواقعة في أقصى شمال الأرض، ويمارس سكّانها الأصليون الإسلام. في الوقت الحاضر يحتلّ الاسلام ثاني أكبر دين في سيبيريا، بعد المسيحية من قِبل عدد من المؤمنين، من الضّروري دراسة تاريخ الاسلام في سيبيريا من أجل فهم بعض خصائص الحياة الاجتماعيّة والثّقافيّة للمسلمين السّيبيريين. وعلاوة على ذلك، ستساعد هذه الدّراسات على وضع سياسة تنمية وطنيّة وإقليميّة مختصّة في المناطق التي يعيش فيها مسلموا سيبيريا المعاصرين، مع الأخذ بعين الاعتبار حقيقة أنّ معظم العمّال المهاجرين، الذين يصلون الآن إلى سيبيريا للعمل والإقامة، هم مسلمون.
دراسة الاسلام في سيبيريا
يدرس وضع الاسلام علماء من جامعة تومسك في سيبيريا، ويُخَصَّص هذا المشروع لتحليل كيفيّة انتشار الاسلام كدين عالميّ عبر التّاريخ في سيبيريا، وللبحث عن حالته الحاليّة في المنطقة كانت دراسة الاسلام ممنوعة على العلماء الرّوس؛ لعدّة أسباب إيديولوجيّة لفترة طويلة، وبالنّظر إلى أنّ الدّراسات الهادفة حول الاسلام في سيبيريا بدأت فقط في التّسعينات، فإنّ الصّورة الأساسيّة للإسلام في سيبيريا في مسارها التّاريخيّ، وفي مساحاتها الشّاسعة لا تزال غير موجودة.
تاريخ الاسلام في سيبيريا
هناك مشكلة علميّة حادّة ومثيرة للجدل، لتحديد الوقت المحدّد الذي جاء فيه الاسلام إلى سيبيريا، ساعدت دراسات علماء الآثار في تومسك على وضع فرضيّة مفادها أن الاسلام اخترق أبعد منطقة محلّيّة، وهي منطقة أوب، في القرنين الثّالث عشر إلى الرّابع عشر الميلاديين.
انتشر الاسلام في سيبيريا في عدّة موجات، في البداية كان مرتبطًا بتأثير القبيلة الذّهبية، ثم مع العمليّات السّياسيّة في منطقة خانات سيبيريا، وأخيرًا مع إعادة توطين النّاس من منطقة الفولغا، وآسيا الوسطى. تبنّت مجموعات مختلفة من التّتار السيبيريين الإيمان الجديد في فترات زمنيّة مختلفة، وفي ظروف تاريخيّة مختلفة أيضًا.
مهمّة جامعة تومسك
يتمثّل التّحدي الحاليّ لمشروع الجامعة، في وضع توصيات لمنع انتشار الحركات الإسلاميّة المتطرّفة في سيبيريا، بالرّغم من أنّ الإسلام والمسيحية تعايشتا معًا لأكثر من أربعة قرون، إلّا أنّ هذا التّاريخ السّلميّ كان له لحظات دراماتيكيّة من العداء، والتي لا تزال في الذّاكرة الجماعيّة. إنّ البحث المحايد عن الطّبيعة الحقيقيّة للعلاقات بين الاسلام في سيبيريا والمسيحيّة، يمكن أن يعالج التّأثير السّلبيّ على الموقف الجماعيّ.
بداية الاسلام في سيبيريا
أوّل جاليات الاسلام تأسّست في النّصف الثّاني من القرن الهجريّ الأوّل، عندما وصل إليها المسلمون من مدن بُخارى، وسمرقند، وقازان في آسيا الوسطى، ونشروا الإسلام بين قبائل الأسكيمو، ويقول مفتي سيبيريا إنّ الاسلام كان أوّل دين سماويٍّ فيها، ولم تقف الظّروف الجوّيّة الصّعبة في وجه نشر الدّعوة الإسلاميّة.
يتكوّن المسلمون من المغول والتّتار والأوبك، وقد تمّ العثور على مقابر سبعة من دعاة الإسلام الأوائل في سيبيريا، وعلى آثار مساجد صغيرة شُيدت على الطّراز المحلّيّ البسيط. ازدادت نسبة الاسلام في سيبيريا مع الهجرات المتزايدة خلال القرن الثّالث الهجريّ، من من دول التّركستان، فقامت حضارة إسلاميّة في بعض المناطق السّيبيريّة مثل منطقة السّهول الغربيّة، وحول بحيرة بيكال، وفي شبه جزيرة كومتشكا. تأسّست في سيبيريا دولة إسلاميّة منذ عام 978 هجريّ، الموافق 1570 ميلاديّ، وجاء إليها العلماء من مدن إسلاميّة من منطقة آسيا الوسطى مشهورة.
مسجد توليب في سيبيريا
افتُتح مسجد توليب (لالا تولبان) في سيبيريا للمسلمين في أوفا، عاصمة باسكورتستان، وهو يجتذب الاهتمام بهندسته المعماريّة الفريدة، التي تمتلئ بالثّلوج معظم أيام السّنة. يجذب مسجد توليب في سيبيريا الرّوسيّة اهتمام المسلمين هناك، ويضيف حيويّة إلى المدينة القريبة من القطب الشّماليّ. بدأ بناء المسجد خلال عام 1989، خلال الفترة السّوفياتيّة، وتغلّب على العديد من العقبات ليتم بناؤه والانتهاء منه في عام 1998. وسُمّي المسجد بهذا الاسم لأنّ مآذنه تُشبه شكل أزهار التّوليب.
الاسلام في منطقة كراسنويارسك
في الوقت الحاضر يتوزّع المسلمون الذين يعيشون في كراسنويارسك كراي في شرق سيبيريا ضمن مجموعتين كبيرتين: المجموعة الأولى تضمّ المسلمين الذين كانوا يعيشون في سيبيريا الشّرقية منذ القرن السّادس إلى التّاسع، أي عندما هاجرت الجماعات العرقيّة التّركيّة إلى غابات السّهوب الغربيّة. أمّا المجموعة الثّانية فتضمّ المسلمين الذين انتقلوا إلى كراسنويارسك كراي كجزء من مجموعات المهاجرين النّشطة، في سبعينات وثمانينات القرن العشرين، وحتّى يومنا هذا.
الاسلام اليوم في سيبيريا
يقول مفتي سيبيريا الشّيخ طاهر عبد الرّحمن: إنّ المسلمين في سيبيريا ليسوا في عزلة عن باقي مسلمي العالم، ويؤيّدون حقوق كافة المسلمين حول العالم، ويوضّح المفتي أنّ عدد المسلمين في سيبيريا يتزايد، بسبب سهولة تعاليم الدّين الإسلاميّ، بالإضافة إلى جهود المؤسّسات في دعم الاسلام وتعليمه للنّاس.
- المراجع
- http://tssw.ru/english/projects/islam-in-siberia-archaeology-history-modernity/
- file:///C:/Users/abuhadid/Downloads/8608-33394-1-PB.pdf
- https://www.worldbulletin.net/islamic-world/siberia-a-mosque-in-the-land-of-snow-h152037.html
- http://midad.com/article/216732/%D9%85%D9%81%D8%AA%D9%8A-%D8%B3%D9%8A%D8%A8%D9%8A%D8%B1%D9%8A%D8%A7-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85-%D8%A3%D9%88%D9%84-%D8%AF%D9%8A%D9%86-%D8%B3%D9%85%D8%A7%D9%88%D9%8A-%D8%B9%D8%B1%D9%81-%D9%81%D9%8A-%D8%B3%D9%8A%D8%A8%D9%8A%D8%B1%D9%8A%D8%A7