التنويم المغناطيسي هو عملية علاج نفسي حقيقية، وغالبًا ما يُساء فهمها، مما يمنع استخدامها على نطاق واسع، ومن خلال هذا المقال ستعرف أكثر ما المقصود بالتنويم المغناطيسي .
ما المقصود بالتنويم المغناطيسي
التنويم المغناطيسي هو خيار علاجي قد يساعدك في التأقلم وعلاج الحالات المختلفة، وللقيام بذلك، يرشدك أخصائي التنويم المغناطيسي أو المعالج بالتنويم المغناطيسي إلى حالة عميقة من الاسترخاء (توصف أحيانًا بأنها حالة تشبه الغيبوبة)، وأثناء وجودك في هذه الحالة، يمكن للمعالج تقديم اقتراحات مصممة لمساعدتك على أن تصبح أكثر انفتاحًا على التغيير أو التحسين العلاجي.
لا يتضمن التنويم المغناطيسي الحقيقي أو العلاج بالتنويم المغناطيسي تأرجح ساعة الجيب أمام عينيك كما ترى في أفلام السينما، ولا يُمارس على خشبة المسرح كجزء من عمل ترفيهي.
كيف يعمل التنويم المغناطيسي؟
أثناء التنويم المغناطيسي، يتسبب المعالج بالتنويم المغناطيسي في إحداث حالة من التركيز الشديد لدى المريض، وهذه عملية موجهة مع التلميحات اللفظية والتكرار، وقد تبدو حالة الغيبوبة التي تدخلها مشابهة للنوم من نواحٍ عديدة، لكنك تدرك تمامًا ما يحدث، وعندما تكون في هذه الحالة، سيقدم معالجك اقتراحات إرشادية مصممة لمساعدتك في تحقيق أهدافك العلاجية.
نظرًا لأنك في حالة تركيز عالية، فقد تكون أكثر انفتاحًا على المقترحات أو النصائح التي قد تتجاهلها في حالتك العقلية العادية، وعند اكتمال الجلسة، سوف يوقظك معالجك من حالة الغيبوبة، أو ستخرج منها بمفردك، ومن غير الواضح كيف يكون لهذا المستوى المكثف من التركيز الداخلي والانتباه المركّز هذا التأثير على العقل.
قد يضع العلاج بالتنويم المغناطيسي بذور أفكار مختلفة في ذهنك أثناء حالة الغيبوبة، وسرعان ما تتجذر هذه التغييرات وتزدهر، وقد يمهد العلاج بالتنويم المغناطيسي الطريق أيضًا لمعالجة وقبول أعمق في حالتك العقلية العادية.
ماذا يحدث للدماغ أثناء التنويم المغناطيسي؟
درس الباحثون في جامعة هارفارد أدمغة 57 شخصًا أثناء التنويم المغناطيسي الموجه، وقد وجدوا أن:
- تظهر منطقتان من الدماغ المسؤولتان عن معالجة والتحكم في ما يحدث في جسمك نشاطًا أكبر أثناء التنويم المغناطيسي.
- تظهر منطقة الدماغ المسؤولة عن أفعالك والمنطقة التي تدرك تلك الأفعال تبدو منفصلة أثناء التنويم المغناطيسي.
هل كل هذا مجرد تأثير وهمي؟
هذا ممكن، لكن التنويم المغناطيسي يظهر اختلافات ملحوظة في نشاط الدماغ، ويشير هذا إلى أن الدماغ يتفاعل مع التنويم المغناطيسي بطريقة فريدة، أقوى من تأثير الدواء الوهمي، إذ أنَّ تأثير الدواء الوهمي مدفوع بالاقتراح، ويمكن أن يكون للمحادثات الموجهة أو العلاج السلوكي من أي نوع تأثير قوي على السلوك والمشاعر، وقد يكون التنويم المغناطيسي مجرد واحدة من تلك الأدوات العلاجية.
هل هناك أي آثار جانبية أو مخاطر؟
نادرًا ما يسبب التنويم المغناطيسي أي آثار جانبية أو ينطوي على مخاطر، طالما يتم إجراء العلاج من قبل منوم مغناطيسي أو معالج تنويم مغناطيسي مدرب، إذ يمكن أن يكون خيارًا بديلًا آمنًا للعلاج.
قد يعاني بعض الأشخاص من آثار جانبية خفيفة إلى معتدلة بما في ذلك صداع الراس، النعاس، الدوخة، القلق الظرفي.
التنويم المغناطيسي المستخدم لاسترجاع الذاكرة ممارسة مثيرة للجدل، فالأشخاص الذين يستخدمون التنويم المغناطيسي بهذه الطريقة هم أكثر عرضة للإصابة بالقلق والضيق والآثار الجانبية الأخرى، ومن المحتمل أيضًا أن تخلق هذه الطريقة ذكريات خاطئة لديهم.
هل هذه الممارسة موصى بها من قبل الأطباء؟
لا يقتنع بعض الأطباء بإمكانية استخدام التنويم المغناطيسي في الصحة العقلية أو لعلاج الآلام الجسدية، ومع أن قوة البحث تزداد لدعم استخدام التنويم المغناطيسي، لكن لا يتبناه جميع الأطباء إلى الآن.
لا تدرب العديد من كليات الطب الأطباء على استخدام التنويم المغناطيسي، ولا يتلقى جميع ممارسي الصحة العقلية تدريبًا خلال سنوات الدراسة، وهذا يترك قدرا كبيرا من سوء الفهم حول هذا العلاج المحتمل بين المتخصصين في الرعاية الصحية.
ما الذي يمكن أن يستخدم التنويم المغناطيسي؟
يتم الترويج للتنويم المغناطيسي كعلاج للعديد من الحالات أو القضايا، وتقدم الأبحاث بعض الدعم لاستخدام التنويم المغناطيسي لبعض الأمور، ولكن ليس لجميع الحالات التي تستخدم بها حاليًا.
يظهر البحث أدلة قوية لاستخدام التنويم المغناطيسي لعلاج آلام متلازمة القولون العصبي، اضطراب ما بعد الصدمة، الأر، ولكن أدلة محدودة تشير إلى أنه يمكن استخدام التنويم المغناطيسي لعلاج الكآبة، القلق، الإقلاع عن التدخين، التئام الجروح بعد الجراحة، فقدان الوزن.