معنى آية الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم

سورة الأنفال من السّور التي حثت المسلمين على الجهاد في سبيل الله وكانت طريقًا لمعرفة أحكامه، و مما يزيد السّورة تعظيمًا أنَّ بعضًا من آياتها كانت تصف حال المؤمنين، ويبحث الكثيرون عن معنى آية الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم الواردة في وصف المؤمنين بالسورة.

معنى آية الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم

معنى آية الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهمجاء في معنى آية الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم أقوال متعددة؛ منها ما جاء في تفسير البغوي حيث قال في قوله تعالى: {إنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ} أي الصادقون في إيمانهم الذين لا يخالفون أمرَ الله -عزّ وجلّ- ورسوله الكريم، وقال في قوله تعالى: {الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ} أي خافت وفَرَقت قلوبهم إذا ذكروا الله، فعندها إذا خافوا من الله فإنّهم ينقادون إليه خوفًا من عذابه، وقال إنّ الإيمان يزداد بتلاوة آيات الله؛ فالإيمان له فرائض وسُنن من عمل بها فقد وصل لمراد الله.

وقال ابن كثير في تفسير الآية الكريمة عن ابن عباس: أنّه تم استثناء المنافقين من الآية الكريمة حيث أنّ المنافقين لا يدخل الإيمان إلى قلوبهم حتى مع ذكر الله -عزّ وجلّ- وأداءهم للفرائض؛ فهم لا يؤمنون بآيات الله حتى يخافون من ذكره.

أمّا المؤمنون فهم الذين وصفوا في الآية الكريمة {الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ} أي خافت وفزعت قلوبهم عند ذكر الله -عزّ وجلّ- وهي من صفات العبد المؤمن الذي عليه أنْ يكون ذا قلبًا يقظًا وجِلًا عند ذكر الله يفعل أوامره ويبتعد عن معاصيه لينال بذلك جنات النعيم كما في قوله تعالى: {وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى* فإنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى}.

ومما جاء عن أم الدرداء أنّها قالت: إنَّ الوجل في القلب هو إحراق السعفة، وحصول القشعريرة، فذكرت أنّه إذا حصل ذلك؛ فإن الدعاء قد يذهبه.

ولتفسير السعدي قول آخر: حيث فصّل أنّ الإيمان على قسمين: إيمانٌ كامل وإيمان دون ذلك، فالإيمان الكامل هو ما يكون عليه العبد المؤمن والذي يترتب عليه المدح والثناء، فقوله تعالى: {الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ} أي: رهبت قلوبهم، وعليه فإنَّ على العبد المؤمن أنْ يخشى الله تعالى ويترك محارمه، لأنَّ الخوف من الله من أكبر علاماته أنْ يتوقف العبد عن الذنوب والمعاصي.

وقد ذكر ابن عاشور تفسيرًا مطوّلًا في هذه الآية الكريمة، حيث قال: أنّ لفظ {إنما} بالآية جعل منها أداة تشترط على العبد المؤمن أنْ يتصف بصفات حتى ينال فضل الله، فقال: أنّه من لم يخاف من ذكر الله ومن لم يزد إيمانًا وثباتًا عند تلاوة القرآن الكريم ومن لم يتوكل على الله حق التوكل ومن لم يقم بسائر العبادات على أكمل وجه؛ فهو ليس ممن يوصف بصفة الإيمان الكامل.

وقال أنَّ الذكر هنا: هو حقيقة التلفظ باللسان بأسماء الله أو بصفة من صفاته، وذَكر أنَّ الوجل هو الخوف مع الفزع؛ فجاءت المفردة هذه لتتناسب مع جلال وعظمة الله -عزّ وجلّ- هذا وقد قرنت بالقلب؛ لأن القلب عند العرب هو الذي يستشعر ويدرك ما يذكر ويسمع.

ولذلك كانت الآية الكريمة تتناسب مع فضل ذكر الله -عزّ وجلّ- الذي يكون بذكر عقابه وثوابه ورحمته وبهذا الوجل يكون قد اكتمل إيمان العبد، لأن بهذا الخوف يستكثر العبد من الخير ويتقرب إلى الله.

وقال إنْ كان التفسير والمقصود من الآية بأنها نزلت في غزوة بدر فجاء المعنى بحثِّ المؤمنين على الرضى بقسمة الغنائم في الغزوة، فناسب الوجل حال المسلمين عندها، وذكر أيضًا بأنَّ تلاوة القرآن وآياته تكون سببًا في زيادة قوة وإيمان العبد.

اقرأ أيضا: معنى آية فلا تكن من القانطين

فوائد من آية الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم

يُستفاد من قوله تعالى: {الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ} ما يأتي:

اقرأ أيضا: معنى آية واعتصموا بالله هو مولاكم

المصادر:
مصدر 1
مصدر 2
مصدر 3

Exit mobile version