معنى آية كل نفس ذائقة الموت

الموت هو انقطاع الحياة، ومفارقة الرّوح للجسد، والحياة هي ملازمة الرّوح للجسد، هذه هي حقيقة الموت والحياة، وليس للموت مراحل يمرّ بها، بل متى جاء أجل الإنسان، مات وفارق الحياة، وقد اشتمل القرآن الكريم على العديد من الآيات التي تتحدث عن الموت، ويحرص كلّ مسلم على معرفة معاني هذه الآيات، ولا سيما معنى آية كل نفس ذائقة الموت.

معنى آية كل نفس ذائقة الموت

معنى آية كل نفس ذائقة الموت

لقد تكرّر التّركيب القرآني {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ}، في آكثر من سورة في القرآن الكريم، تحقيرًا لأمر الدّنيا ومخاوفها ولترسيخ حقيقة الموت لدى العباد، وبأنّه كتاب محتوم على كلّ إنسان، وهو مفارقة الحياة، وبأنّه غير ناج منه أحد من النّاس مهما كان سلطانه وغناه، وأنّه لا يمكن لغير الله تعالى أن يغيّر أجل إنسان إذا حضر.

ويجب التعرف على معنى آية كل نفس ذائقة الموت بحسب ورودها في القرآن الكريم في مواضعها وصيغها الثلاث:

معنى آية كل نفس ذائقة الموت في سورة آل عمران

قال تعالى في سورة آل عمران: {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ}، وقد جاء في موسوعة التّفاسير قوله تعالى: {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ}، أي: لا بدّ لكلَّ نفْسٍ أنْ يحضرها الموتُ، فيكون انتقالها مِن عالَم الفناءِ إلى عالمِ البَقاء.

وقوله تعالى: {وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ}، أَيْ: لا تنالون كامِلُ الجزاءِ على أعمالِكم -خيرِها وشرِّها- إلَّا يومِ القيامة، قوله: {فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ}، أي: فمَن نجّاه الله من النّارِ وجَنَّبه إيّاها، وأدخلَه الجنَّة، فقد ظَفِرَ برحمةِ الله تعالى ونجا من عذابه، قوله: {وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ}، أي: كلّ ما في هذه الحياةُ الدُّنيا مِن لذَّاتٍ وشهواتٍ مُجرَّد مُتْعٍ زائلةٍ خدّاعة لصاحبَها؛ فلا يَنبغي لعاقلٍ الرّكون إليها.

اقرأ أيضا: معنى آية رب لا تذرني فردًا

معنى آية كل نفس ذائقة الموت في سورة الأنبياء

قال الله تعالى في سورة الأنبياء: {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ۗ وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً ۖ وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ}، وقد جاء في تفسير الطّبري تأويل قوله تعالى: {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ}، أي: كل إنسان سيكابد غصص الموت ويتجرّع كأسه.

وقوله تعالى: {وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً}، أي: وسيختبركم الله تعالى أيّها النّاس بنزول الشّرّ والشّدّة بكم ومدى صبركم على ذلك، وبحلول الخير والرّخاء بكم والسّعة والعافية، ومدى شكركم لذلك.

وقال ابن عباس، قوله: {وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً}، أي: بالرّخاء والشّدّة، وكلاهما ابتلاء، وعن ابن عباس أيضًا، قوله: {وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ}، أي: نختبركم بالشّدة والرّخاء، وبالصّحة والسّقم، وبالغنى والفقر، وبالطّاعة والمعصية، وبالهدى والضّلالة، وبالحلال والحرام، وقوله: {وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ}، أي: وإلينا يردّون فيجازون بأعمالهم، حسنها وسيئها.

معنى آية كل نفس ذائقة الموت في سورة العنكبوت

قال الله تعالى في سورة العنكبوت: {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ۖ ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ}، وجاء في تفسير القرطبي: قوله تعالى: {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ۖ ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ}، أي: أنتم أيّها النّاس لا محالة ستموتون ثمّ بعد ذلك تحشرون تردّون إلى الله تعالى، وقرأ السّلمي وأبو بكر عن عاصم: {ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ}، بالياء، وقرأ الباقون بالتاء، لقوله: {َيَا عِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا..}.

اقرأ أيضا: معنى قوله تعالى زهرة الحياة الدنيا

فوائد آية كل نفس ذائقة الموت

يمكن تقصّي الثّمرات المستفادة من قوله تعالى كل نفس ذائقة الموت، حيث يحتاج كلّ مسلم يبحث عن نجاته في دار القرار إلى الإحاطة بهذه الفوائد والثمرات، وهي:

اقرأ أيضا: معنى آية خلقنا الإنسان في كبد

المصادر:
مصدر 1
مصدر 2
مصدر 3

Exit mobile version