آية زين للناس حب الشهوات من آيات سورة آل عمران، وهي سورة مدنية ورقم الآية 14، وقد فسر العلماء هذه الآية بتفسيرات مختلفة، وفي ذها المقال سوف نذكر تفسيرها في التفسير المختصر وتفسير السعدي والمختصر في التفسير، كما سنذكر إعراب الآية ومعاني الكلمات وفضل سورة آل عمران.
معنى آية زين للناس حب الشهوات
ذكر المفسرون العديد من التفسيرات لهذه الآية من سورة آل عمران، وله العديد من الفوائد والتدبرات الإيمانية، وفيما يلي نذكر تفسير الآية الكريمة عند مختلف العلماء:
تفسير الآية في التفسير الميسر
حُسِّن للناس حبُّ الشهوات من النساء والبنين، والأموال الكثيرة سواء كانت من الذهب أو الفضة، والخيل الحسان، والأنعام من الإبل والغنم والبقر، والأرض المستخدمة للغراس والزراعة. ذلك زينة الحياة الدنيا وزهرتها الفانية. والله عنده حسن المرجع والثواب، وهو الجنَّة.
تفسير الآية في المختصر في التفسير
يخبر الله تعالى أنه زين للناس أي حسن لهم ليخبرهم حب الشهوات الدنيوية من النساء والبين والمال الكثير من الذهب والفضة، كما حسن لهم الخيل الحسان المعلمة، والأنعام بمختلف أنواعها مثل الإبل والبقر والغنم. ذلك كله من متاع الحياة الدنيا الزائل الفاني يتمتع به فترة قصير ثم يزول، فلا ينبغي لمن يؤمن بالله واليوم الآخر أن يتعلق بهذا المتاع الفاني، والله تعالى عنده حسن الثواب وحسن المرجع وهي الجنة.
تفسير الآية للإمام السعدي
يخبر تعالى أنه زين للناس حب الشهوات الدنيوية، وخص هذه الأمور المذكورة لأنها أعظم شهوات الدنيا، فلما زينت لهم هذه المذكورات تعلقت بها نفوسهم ومالت إليها قلوبهم، وانقسموا حَسَبَ الواقع إلى قسمين: قسم: جعلوها هي المقصود، فصارت أفكارهم وخواطرهم وأعمالهم الظاهرة والباطنة لها، فشغلتهم عما خلقوا لأجله، يتمتعون بلذاتها ويتناولون شهواتها، فهؤلاء كانت زادا لهم إلى دار الشقاء والعناء والعذاب، والقسم الثاني: عرفوا المقصود منها وأن الله جعلها ابتلاء وامتحانًا لعباده، ليعلم من يقدم طاعته ومرضاته على لذاته وشهواته، فجعلوها وسيلة لهم وطريقا يتزودن منها لآخرتهم ويتمتعون بما يتمتعون به على وجه الاستعانة به على مرضاته، قد صحبوها بأبدانهم وفارقوها بقلوبهم، وعلموا أنها كما قال الله فيها ذلك متاع الحياة الدنيا فجعلوها معبرًا إلى الدار الآخرة ومتجرًا يرجون بها الفوائد الفاخرة، فهؤلاء صارت لهم زادًا إلى ربهم ولهم حسن الثواب.
اقرأ أيضًا: معنى آية لا تحزن إن الله معنا
معني الكلمات
- الشهوات: مشتهيات النفس.
- المقنطرة: المضاعفة.
- المسومة: المعلمة أو الحسان.
- الأنعام: المقصود الإبل والبقر والغنم.
- الحرث: المزروعات.
- المآب: المرجع، حسن المآب: أي المرجع الحسن.
إعراب الآية
- زين: فعل ماض مبني للمجهول.
- ذلك: اسم إشارة مبتدأ.
- متاع: خبر مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة.
- الحياة: مضاف إليه مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة.
فضل سورة آل عمران
سورة آل عمران هي ثالث سورة في كتاب الله تعالى بعد أم الكتاب الفاتحة وسورة البقرة، وقد ورد في فضلها أحاديث كثيرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفيما يلي نذكر بعض الأحاديث الواردة في فضل السورة:
- عن النَّوَّاسِ بن سَمْعانَ رضِي اللهُ عنه قال: سمعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقول: “يُؤتَى بالقُرْآنِ يومَ القيامةِ وأهلِه الَّذين كانوا يَعمَلون به، تَقدُمُه سورةُ البقرة وآلِ عِمْرانَ- وضرب لهما رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ثلاثةَ أمثالٍ ما نَسيتُهنَّ بعدُ- قال: كأنَّهما غَمَامَتانِ، أو ظُلَّتانِ سَوْداوانِ بينهما شَرْقٌ، أو كأنَّهما حِزْقانِ من طَيرٍ صوافَّ تُحاجَّانِ عن صاحبِهما”
- عن أبي أُمامةَ الباهليِّ رضِي اللهُ عنه، قال: سمعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقول: “اقْرَؤوا القُرْآنَ؛ فإنَّه يأتي يَومَ القيامةِ شفيعًا لأصحابه، اقرَؤوا الزَّهْرَاوَيْنِ: البقرةَ وسورةَ آلِ عِمْرانَ”
- عن أبي أُمامةَ الباهليِّ رضِي اللهُ عنه، قال: سمعتُ رسول اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقول: “اقْرَؤوا القُرْآنَ؛ فإنَّه يأتي يومَ القيامةِ شفيعًا لأصحابه، اقرَؤوا الزَّهرَاوَينِ: البقرةَ وسورةَ آلِ عِمْرانَ؛ فإنَّهما تأتِيانِ يومَ القيامةِ كأنَّهما غَمَامتانِ، أو كأنَّهما غَيَايَتانِ أو كأنَّهما فِرْقانِ من طيرٍ صوافَّ تُحاجَّانِ عن أصحابهما، اقرَؤوا سورةَ البقرةِ؛ فإنَّ أَخْذَها بركةٌ، وتركَها حسْرةٌ، ولا يستطيعُها البَطَلَةُ” قال معاويةُ: بلغني أنَّ البَطَلَةَ السَّحَرةُ.
- عن النَّوَّاس بن سَمْعانَ رضِي اللهُ عنه، قال: سمعتُ رسول اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يقول: “يُؤتَى بالقُرْآنِ يومَ القيامةِ وأهلِه الَّذين كانوا يعمَلون به، تقدُمُه سورةُ البقرةِ وآلُ عِمْرانَ، وضرب لهما رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم ثلاثةَ أمثالٍ، ما نسيتُهنَّ بعدُ، قال: كأنَّهما غَمامَتانِ أو ظُلَّتانِ سَوْداوانِ، بينهما شَرْقٌ، أو كأنَّهما حِزْقانِ من طيرٍ صوافَّ، تُحاجَّانِ عن صاحبِهما”
- روى أبو داود وغيره عن أسماء بنت يزيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “اسم الله الأعظم في هاتين الآيتين: وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم، والتي في آل عمران: الله لا إله إلا هو الحي القيوم”.
- عن أنسٍ رضِي اللهُ عنه، قال: “كان الرَّجُلُ إذا قرأ البقرةَ وآلَ عِمْرانَ، جَدَّ فينا- يعني: عظُمَ- وفي رواية: يُعَدُّ فينا عَظيمًا، وفي أخرى: عُدَّ فينا ذا شأنٍ”.
مقاصد سورة آل عمران
سورة آل عمران من السور التي نزلت بعد هجرة النبي صلى الله عليه وسلم وهي تتضمن فوائد عديدة وكثير من المقاصد، وفيما يلي نذكر مقاصد السورة:
- بيانُ أهميَّةِ عقيدةِ الولاءِ والبَرَاء، والتَّحذيرُ من ولايةِ غيرِ المؤمنين، وتفصيلُ أحوالِ أهلِ الكتاب.
- إقامة الحجج والأدلة لإثبات وحدانية الله تعالى.
- إرشاد وتوجيه المؤمنين والاهتمام بجوانب التربية.
سنة قراءة أواخر آل عمران
عن ابْن عَبَّاسٍ رضي الله عنهما أَنَّهُ بَاتَ لَيْلَةً عِنْدَ مَيْمُونَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهِيَ خَالَتُهُ، قال : (فَنَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى إِذَا انْتَصَفَ اللَّيْلُ أَوْ قَبْلَهُ بِقَلِيلٍ أَوْ بَعْدَهُ بِقَلِيلٍ اسْتَيْقَظَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجَلَسَ يَمْسَحُ النَّوْمَ عَنْ وَجْهِهِ بِيَدِهِ ثُمَّ قَرَأَ الْعَشْرَ الْآيَاتِ الْخَوَاتِمَ مِنْ سُورَةِ آلِ عِمْرَانَ، ثُمَّ تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ وُضُوءَهُ، ثُمَّ قَامَ يُصَلِّي). متفق عليه.
وبذلك نكون قد ذكرنا معنى آية زين للناس حب الشهوات في التفسير الميسر والمختصر والإمام السعدي، كما ذكرنا إعراب الآية ومعاني الكلمات، وقد ذكرنا الأحاديث الصحيحة الواردة في فضل سورة آل عمران وقراءة العشر الأواخر منها.