معنى آية إن الله فالق الحب والنوى

تدور سورة الأنعام حول عدة مواضيع هي صلب العقيدة الإسلامة مثل التوحيد وأصول الإيمان، ومن أكثر الآيات التي تُؤكّد على ذلك الآية رقم 95 من السورة؛ الأمر الذي يُفسّر سؤال الكثيرين عن معنى آية إن الله فالق الحب والنوى.

معنى آية إن الله فالق الحب والنوى

معنى آية إن الله فالق الحب والنوى

يقول الله تعالى في سورة الأنعام: {إِنَّ اللَّهَ فَالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوَىٰ ۖ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَمُخْرِجُ الْمَيِّتِ مِنَ الْحَيِّ ۚ ذَٰلِكُمُ اللَّهُ ۖ فَأَنَّىٰ تُؤْفَكُونَ* فَالِقُ الْإِصْبَاحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَنًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْبَانًا ۚ ذَٰلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ}، وفي معنى آية إن الله فالق الحب والنوى يرى أهل التفسير أن الله تعالى هو من يشق الحب والنوى، ويكون الحب في النباتات، بينما النوى في النخيل، أي أنه تعالى يشق الحبة عن السنابل، والنواة عن النخلة، فيخرج هذه من تلك بقدرته تعالى.

ذهب الإمام الزجاج في تفسيره لمعنى الآية إلى أن الله تعالى يشق الحبة والنواة اليابسة، ويُخرجها منها الورقات الخضراء التي تدل على الحياة، بينما قال مجاهد أن الله تعالى يُريد من هذه الآية الشقين اللذين يكونان في الحب والنوى، أي أنه يشق الحبوب عن النباتات، ويخرجها منه، ويشق النوى أيضًا عن النخيل، ويخرجها منه.

يُقصد بالحب في اللغة جميع البذور والحبوب، حيث يُطلق هذا اللفظ على القمح، والشعير، والذرة أيضًا، وكل ما ليس له نوى، وهو جمع حبة، بينما النوى يُراد به كل ما له نوى من الثمار، ويشمل ذلك التمر، والمشمش ونحوهما، ويُقصد بفالق الحب والنوى عند الإمام الضحاك أي خالقهما، ويُفسّر هذا القول أن الله تعالى ذكر بعد ذلك أنه يخرج الحي من الميت، والميت من الحي.

من المعاني التي تدل عليها الآيات الكريمة أن الله تعالى هو من يفلق الحب والنوى أي يشقهما في الثرى، ومن ثم ينبت الزرع على اختلاف أشكاله من الحبوب، ومن ثم تثمر الثمار على تباين أشكالها، وألوانها، وطعمها، والدليل على هذا المعنى أن الله تعالى قال: يخرج الحي من الميت، فإنه تعالى يُخرج النباتات التي دبت فيها الحياة من النوى والحبوب التي هي أشبه بالجمادات في مواتها، وقد دل على ذلك العديد من المواضع في القرآن الكريم.

أود الإمام الطبري في تفسيره العديد من تفسيرات العلماء مثل قتادة الذي ذهب إلى أن الله يفلق الحبوب والنواة عن النبات بمعنى يُنبته منها، بينما يرى الكثير من المفسرين إلى أن المقصود بالفلق في الآية أي الشق الذي يوجد دائمًا في الحبوب والنواة، وهو أمر ملحوظ في حبوب الحنطة ونوى التمر.

ومن الفوائد التي يمكن استجلائها من الآية الكريمة أن قدرة الله تعالى مطلقة ويستحيل تقييدها بحدود، سواء أكان الأمر دقيقًا أو عظيمًا، كما تُفيد الآية أن رحمة الله متجلية في جميع مخلوقاته في هذا الكون الفسيح، ومن مظاهر رحمته أن يسّر نمو النباتات على اختلاف أشكالها بحيث يستفيد منها الإنسان، كما أنه خلق الظلمات والنور، وجعل الليل والنهار، وفي ذلك من الحكمة ما يُقيم الحجة على المكذبين قبل أن يتوعدهم الله بالهلاك والعذاب.

اقرأ أيضا: معنى آية الكرسي

معاني المفردات في آية إن الله فالق الحب والنوى

اقرأ أيضا: تجربتي مع سورة الأنعام

المصادر:
مصدر 1
مصدر 2
مصدر 3

Exit mobile version