معنى آية والله أركسهم بما كسبوا

سورة النساء هي السورة الرابعة في ترتيب المصحف الشريف، وتُعد واحدة من السور السبع الطوال في القرآن الكريم، وتمتاز السورة المباركة بكثرة ما تشتمل عليه من أحكام تشريعية تُساهم في تنظيم الشئون الداخلية والخارجية للأمة الإسلامية، ويكثر البحث عن معاني آيات هذه السورة المباركة مثل معنى آية والله أركسهم بما كسبوا التي وردت في الآية الثامنة والثمانين من السورة.

معنى آية والله أركسهم بما كسبوا

معنى آية والله أركسهم بما كسبوا

إن معنى آية والله أركسهم بما كسبوا التي وردت في قوله تعالى: {فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَاللَّهُ أَرْكَسَهُمْ بِمَا كَسَبُوا أَتُرِيدُونَ أَنْ تَهْدُوا مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلًا} أن الله تعالى يُنكر على الصحابة عليهم رضوان الله انقسامهم إلى مجموعتين مختلفتين في شأن المنافقين.

يقول الله تعالى للمسلمين ما لكم فيما يخص شئون المنافقين وأمرهم حتى تختلفوا وتنقسموا إلى فئتين، {وَاللَّهُ أَرْكَسَهُمْ بِمَا كَسَبُوا} أي أن الله تعالى قلب حال هؤلاء المنافقين رأسًا على عقب، فقد رُدوا إلى الكفر وذلك بسبب كسبهم وسيء صنيعهم.

اشتملت الآية بعد ذلك على استفهام حيث يتساءل الله تعالى: {أَتُرِيدُونَ أَنْ تَهْدُوا مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ}، والاستفهام في هذه الآية للتقريع وتوبيخ المسلمين، فهما حاول الإنسان أن يهدي من أضل الله تعالى، فإنه لن يفلح، مهما صنع، في هدايته ورده إلى الطريق القويم، ومن ثم يختم الله تعالى الآية الكريم بقوله: {وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلًا} أي أن من يُضله الله تعالى عن طريق الإسلام، فما من سبيل لهدايته.

بالنسبة إلى إعراب المفرادات التي اشتملت عليه آية {وَاللَّهُ أَرْكَسَهُمْ بِمَا كَسَبُوا}، فإنه يُساهم بقدر كبير في فهم مضمونها: فالواو قبل لفظ الجلالة للاستئناف؛ لذلك فإن لفظ الجلالة مبتدأ مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة، وأركس فعل ماضي مبني على الفتحة الظاهرة على آخره، بينما الضمير المتصل به “هم” مبنى على السكون، وهو في محل نصب مفعول به، وتجدر الإشارة إلى أن الجملة الفعلية “أركسهم” جاءت في محل رفع خبر، وما في “بما” للوصل، وكسبوا فعل ماضي مبني على الضم لأنه متصل بواو الجماعة التي تُعد ضميرًا في محل رفع فاعل.

اقرأ أيضا: سورة النساء مكية أم مدنية

سبب نزول آية والله أركسهم بما كسبوا

تُعتبر معرفة أسباب الوقائع والأحداث من أبرز الأسباب في فهم الآيات الكريمة وإدراك تفسيرها، وذلك لأن سبب النزول من شأنها أن يُزيل الإشكالات عن المعاني، ومن هنا يقول الإمام القشيري رحمه الله في كتابه الشهير البرهان: (بيان سبب النزول طريق قوي من فهم معاني الكتاب العزيز، وهو أمر تحصل للصحابة بقرائن تحتف بالقضايا).

هناك اختلاف بين العلماء حول السبب في نزول قول الله تعالى: {فَمَا لَكُمْ فِي الْمُنَافِقِينَ فِئَتَيْنِ وَاللَّهُ أَرْكَسَهُمْ بِمَا كَسَبُوا أَتُرِيدُونَ أَنْ تَهْدُوا مَنْ أَضَلَّ اللَّهُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ سَبِيلًا} ويمكن تلخيص هذا الاختلاف على أربعة أقوال، وفيما يأتي ذكر ذلك:

اقرأ أيضا: أسباب نزول سورة النساء

فوائد من آية والله أركسهم بما كسبوا

القرآن الكريم سبب للرفعة والمنزلة العالية، وما احتل الصحابة والتابعون هذه المكانة العالية إلا بسبب قوة علاقتهم بالقرآن الكريم وتدبر لآيات كتاب الله؛ ولذلك يجدر بنا الإشارة إلى الثمرات والفوائد التي نستخلصها من هذه الآية الكريمة:

اقرأ أيضا: أحاديث عن النفاق

المصادر:
مصدر 1
مصدر 2
مصدر 3

Exit mobile version