تُعتبر سورة الهمزة من سور المُفصّل فهي تشتمل على تسع آيات فقط، وقد نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم بمكة المكرمة حيث كان نزولها بعد سورة القيامة، ويزيد البحث بين المسلمين للتعرف على تجربتي مع سورة الهمزة وأسرارها.
تجربتي مع سورة الهمزة
تحكي إحدى الفتيات تجربتها مع قراءة سورة الهمزة لعلاج أمراض العين، فقد كانت تعاني من ضعف النظر نتيجة القراءة والمذاكرة لوقت طويل خصوصًا وأنها كانت في الثانوية العامة، وتقضي وقتًا طويلًا في تحصيل دروسها مما أصابها بضعف النظر، ولكنها عندما قرأت عن فوائد سورة الهمزة في علاج أمراض العين، داومت على قراءتها وتكرارها، حتى لاحظت تحسن رؤيتها واختفاء الصداع الذي كانت تعاني منه أثناء المذاكرة والقراءة.
يقول أحد الإخوة: تجربتي مع سورة الهمزة للرزق والقضاء على الفقر كانت بعد وفاة والدي، وكان قد ترك لي خمس أخوات، ولذلك كان لا بد أن أتعلم حرفة، فتعلمت حرفة إصلاح السيارات، ومرت سنوات على وفاة والدي، وبدأ يتردد الخُطاب لخطبة أخواتي البنات، وكنت قد استطعت أن أدبر مصاريف زواج أختي الأولى والثانية، ولكن في زواج أختي الثالثة والرابعة كان بينهما سنة واحدة؛ لذلك اضطررت إلى استلاف المبالغ المالية مقابل توقيع إيصالات أمانة على نفسي، ولم أستطع بعد ذلك سداد هذه الديون.
يتابع صاحب التجربة ويقول أنه كان يواظب على قراءة سورة الهمزة، وكان يدعو الله عز وجل أن يفرج عنه الديون، وبالفعل وفقه الله تعالى في عمله، واستطاع سداد جميع ديونه بعد ثمانية أشهر فقط من زواج أخواته، وانفتحت له أبواب الرزق، فتوسع في مجال عمله، وافتتح العديد من ورش ومحلات تصليح السيارات، حتى أنه نفس تعجب من انقلاب حاله خلال هذا الوضع، ولكنه أرجع الفضل في ذلك إلى الاستعانة بالله وقراءة سورة الهمزة المباركة.
اقرأ أيضا: تجربتي مع سورة الفيل
أسرار سورة الهمزة
هناك الكثير من الأسرار والفضائل التي تختص بها سورة الهمزة ومن ذلك ما جاء عن الصحابي الجليل أبي بن كعب رضي الله عنه: “من قرأ سورة الهمزة كان له من الأجر بعدد من استهزأ بمحمدٍ وأصحابه، وإن قرئها على العين تعافى بإذن الله تعالى”. (( الراوي : أبي بن كعب | المحدث : ابن حجر العسقلاني | المصدر : الكافي الشاف، الصفحة أو الرقم: 324 | خلاصة حكم المحدث : موضوع ))
عن أبي عبد اللّه عليه السّلام ، قال : “من قرأ : {وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ } في فرائضه ، أبعد اللّه عنه الفقر ، وجلب عليه الرزق ، ويدفع عنه ميتة السّوء”. (( ثواب الأعمال ، ص 155 ))
ومن أسرار سورة الهمزة أنها جاءت لذم وتقبيح للإنسان الذي يسيطر عليه المال ويظنّ أنه هو الحافظ من نوائب الدهر والقيمة العليا والذي يديم الحياة، ويغفل عن حقيقة أن هذه دار عبادة وابتلاء. أعطاه الله المال ليستعين به ويستخدمه في الاستعانة على طاعته، لا أن يجمعه وينشغل ويلتهي به فيصير الإنسان عبداً للمال، كما يلي:
ففي الآيات الثلاث الأولى وبال ووعيد وشدّة عذاب لكل من يعيب الناس، ويطعن عليهم بالإشارة والفعل. ومن صفة هذا الهماز اللماز، أنه لا هم له سوى جمع المال وتعديده والغبطة به، وليس له رغبة في إنفاقه {يحسب} بجهله {أن ماله أخلده} في الدنيا، فلذلك كان كدّه وسعيه كلّه في تنمية ماله، الذي يظن أنه ينمي عمره ويخلده في هذه الدار، وليس الأمر كما حسب؛ لذلك جاء التأكيد على الإلقاء في الحطمة، وهي من أسماء النار، لأنها تحطم من فيها، وتحرقهم إلى الأفئدة وهم أحياء، وهي مطبقة عليهم لا يستطيعون الخروج منها.
قال الإمام أبو جعفر بن الزبير: لما قال سبحانه وتعالى {إن الإنسان لفي خسر (2)} العصر، أتبعه بمثال من ذكر نقصه وقصوره واغتراره، وظنه الكمال لنفسه حتى يعيب غيره، واعتماده على ما جمعه من المال ظناً أنه يخلده وينجيه، وهذا كله عين النقص، الذي هو شأن الإنسان، وهو المذكور في السورة قبل، فقال تعالى {ويل لكل همزة لمزة (1)} فافتتحت السورة بذكر ما أعد له من العذاب جزاء له على همزه ولمزه الذي أتم حسده، والهمزة العياب الطعان وللمزة مثله، ثم ذكر تعالى ماله ومستقره بقوله: {لينبذن في الحطمة (4)}أي ليطرحن في النار جزاءاً له على اغتراره وطعنه.
اقرأ أيضا: أسباب نزول سورة الهمزة