يتساءل الكثيرون عن تجربتي مع سورة سبأ حيث تُعد إحدى سور القرآن المباركة التي نزلت بمكة المكرمة باستثناء الآية السادسة منها فمدنية، ويبلغ عدد آيات سورة سبأ أربعًا وخمسين آية، وكان نزولها بعد سورة لقمان.
تجربتي مع سورة سبأ
يقول أحد الشباب: تجربتي مع سورة سبأ كانت من التجارب العظيمة، فرغم تقدمي لخطبة العديد من الفتيات، لكنني لم أوفق في الزواج على الرغم من ارتفاع الحالة المادية وحسن خلقي، وكنت دائمًا أجد الرفض من الفتيات، وبالصدفة سمعت عن عجائب قراءة سورة سبأ وقدرتها على تيسير الأمور، وبالفعل قرأت السورة لأكثر من مرة في اليوم حتى استجاب الله ورزقني بالزوجة الصالحة.
سورة سبأ من السور التي أثبتت تجارب الكثير من الناس أنها من السور الجالبة للرزق بعد قراءتها والدعاء بعدها، حيث تشتمل على قوله تعالى: “قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاء وَيَقْدِرُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ”.
اقرأ أيضا: تجربتي مع سورة فاطر
أسرار سورة سبأ
تتعدد أسرار وفضائل سورة سبأ، فقد جاء عن أبي بن كعب رضي الله عنه: “من قرأ سورة سبأ ، لم يبق شيء إلاّ كان يوم القيامة رفيقاً صالحاً. ومن كتبها وعلّقها عليه لم يقْرُبْه دابّة ولا هوام ، وإن شَرِب ماءَها ، ورَشَّ عليه ، وكان يفْرَق من شيء ، أمِنَ وسكَن رَوعُه ، ولا يفزَع إن غَسل وجهَه بمائها”. (( الراوي : أبي بن كعب | المحدث : ابن حجر العسقلاني | المصدر : الكافي الشاف، الصفحة أو الرقم: 234 | خلاصة حكم المحدث : موضوع ))
ومن الأحاديث التي تدل على فضل سورة سبأ وآياتها ما جاء عن عبد العزيز بن يحيى كنَّا عند عُبيدةَ بنِ عبدِ الرَّحمنِ بأفريقيَّةَ فقال يومًا : ما أظنُّ قومًا بأرضٍ إلَّا هُم من أهلِها ، فقال عليُّ بنُ رباحٍ : كلَّا قد حدَّثني فلانٌ أنَّ فَروةَ بنَ مُسيكٍ الغُطيفيَّ قدِم على رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ فقال : يا رسولَ اللهِ إنَّ سبأَ قومٌ كان لهم عِزٌّ في الجاهليَّةِ ، وإنِّي أخشى أن يرتدُّوا عن الإسلامِ أفأقاتِلُهم ؟ فقال : ما أُمِرتُ فيهم بشيءٍ بعدُ فأُنزلَتْ هذهِ الآيةُ لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ. فقال لهُ رجلٌ : يا رسولَ اللهِ ما سبأٌ ؟ فذكر مثل هذا الحديثِ الَّذي قبلَه أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ سُئلَ عن سبأٍ ما هوَ ؟ أبلدٌ أم رجلٌ ؟ أم امرأةٌ ؟ قال : بَل رجلٌ ولِدَ لهُ عَشرةٌ فسكنَ اليمنَ منهُم ستَّةٌ والشَّامَ أربعةٌ ، أمَّا اليمانيُّونَ فمَذحِجُ وكِندةُ والأَزدُ والأشعريُّونَ وأنمارُ وحِميَرُ غيرَ ما حلَّها ، وأمَّا الشَّامُ فلخمٌ وجُذامُ وغسَّانُ وعاملةُ. (( الراوي : عبد العزيز بن يحيى | المحدث : ابن كثير | المصدر : تفسير القرآن، الصفحة أو الرقم: 6/492 | خلاصة حكم المحدث : مشهور ))
إذا قَضَى اللَّهُ الأمْرَ في السَّماءِ، ضَرَبَتِ المَلائِكَةُ بأَجْنِحَتِها خُضْعانًا لِقَوْلِهِ، كَأنَّهُ سِلْسِلَةٌ علَى صَفْوانٍ قالَ – عَلِيٌّ: وقالَ غَيْرُهُ: صَفْوانٍ يَنْفُذُهُمْ ذلكَ – فإذا به يقرأ {فُزِّعَ عن قُلُوبِهِمْ قالُوا ماذا قالَ رَبُّكُمْ قالُوا الحَقَّ وهو العَلِيُّ الكَبِيرُ}. (( الراوي : أبو هريرة | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري، الصفحة أو الرقم: 7481 | خلاصة حكم المحدث : صحيح ))
بينَما رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ جالسٌ في نفرٍ مِن أصحابِهِ إذ رُمِيَ بنجمٍ فاستَنارَ، فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ: ما كنتُمْ تقولونَ لمثلِ هذا في الجاهليَّةِ إذا رأيتُموه؟ قالوا: كنَّا نقولُ: يموتُ عظيمٌ أو يولَدُ عظيمٌ، فقالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ: فإنَّهُ لا يُرمَى بِهِ لموتِ أحدٍ ولا لحياتِهِ ولَكِنَّ ربَّنا تبارك اسمُهُ وتعالى إذا قضى أمرًا سبَّحَ حملةُ العرشِ ثمَّ سبَّحَ أَهْلُ السَّماءِ الَّذينَ يلونَهُم ثمَّ الَّذينَ يلونَهُم حتَّى يبلُغَ التَّسبيحُ إلى هذِهِ السَّماءِ، ثمَّ سألَ أَهْلُ السَّماءِ السَّادسةِ أَهْلَ السَّماءِ السَّابعةِ: ماذا قالَ ربُّكم؟ قالَ: فيخبرونَهُم ثمَّ يستخبرُ أَهْلُ كلِّ سماءٍ حتَّى يبلغَ الخبرُ أَهْلَ السَّماءِ الدُّنيا وتختَطفُ الشَّياطينُ السَّمعَ فيرمونَ فيقذفونَهُ إلى أوليائِهِم فما جاءوا بِهِ على وجهِهِ فَهوَ حقٌّ، ولَكِنَّهم يحرِّفونَهُ ويَزيدونَ. (( الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الترمذي، الصفحة أو الرقم: 3224 | خلاصة حكم المحدث : صحيح ))
ورد عن أبي عبد الله أنه قال عن أسرار سورة سبأ : “للحمدين جميعاً ـ حَمْد سبأ وحَمْد فاطر ـ من قرأهما في ليلة لم يزل في ليلته في حفظ الله وكلاءته ، ومن قرأهُما في نهاره لم يُصِبْه في نهاره مكروه ، واُعطي من خير الدنيا وخير الآخرة ما لم يخطر على قلبه ولم يبلُغ مُناه”. (( ثواب الأعمال : 137 / 1، وعنه في الوسائل 6 : 253 / 7875 ))
قال الإمام جلال الدين السيوطي: يظهر أن وجه اتصال سورة سبأ بما قبلها هو أن تلك لما ختمت بقوله: {ليُعذبَ اللَهُ المُنافقينَ والمُنافِقات والمُشركينَ والمُشرِكات ويتوب اللَهُ على المؤمنينَ والمؤمنات} افتتحت هذه بأن له ما في السماوات وما في الأرض وهذا الوصف لائق بذلك الحكم فإن الملك العام والقدرة التامة يقتضيان ذلك وخاتمة سورة الأحزاب: {وكانَ اللَهُ غَفوراً رَحيماً} وفاصلة الآية الثانية من مطلع سبأ: {وهوَ الرحيم الغفور}.
اقرأ أيضا: موضوعات ومضامين سورة سبأ