تجربتي مع سورة الفرقان

تعظم تجربتي مع سورة الفرقان حيث جاءت هذه السورة للدلالة على أن القرآن الذي أُنزل على النبيّ محمّد -صلّى الله عليه وسلّم- فرّق ين ‏الحقّ ‏والباطل ‏‏،وبين النّور ‏والظلام ‏‏،وبين الكفر ‏والإيمان، وتدور سورة الفرقان حول إثبات صدق القرآن وصدق الرّسالة المحمّديّة وحول عقيدة الإيمان بالبعث والجزاء، كما تضمّ بعض القصص للعِظة والاعتبار.

تجربتي مع سورة الفرقان

تجربتي مع سورة الفرقان

يقول أحد الإخوة: تجربتي مع سورة الفرقان كانت من التجارب شديدة الأهمية في حياتي حيث ساعدتني على التخلص من وساوس الشيطان التي كنت أتعرض لها أثناء صلاتي،  فإبليس يُحب إلهاء العبد عن ربِّه بشتى الوسائل، والشيطان المسئول عن إدخال الوساوس إلى قلب المُسلم خلال صلاته يُسمى خنزب، وعندما سألت أحد المشايخ عن طريقة للتخلص من هذا الشيطان الذي يفسد عليّ خشوعي في الصلاة، أوصاني بتجاهل تلك الخواطر والوساوس وإكمال صلاتي مع المداومة على قراءة سورة الفرقان، وبالفعل بعد اتباع تلك الطريقة، أصبحت أكثر خشوعًا في صلاتي، ولم أعد أعبأ بالهواجس والخواطر التي تنتابني أثناء الصلاة.

تحكي إحدى السيدات المتزوجات تجربتها مع سورة الفرقان لفك السحر حيث تقول: عشت سنوات من الهم والمشاكل عندما كثرت المشاكل بيني وبين زوجي، حتى أصبحت حياتنا مستحيلة، وكنا كثيرًا ما نتشاجر، وقد وصفني زوجي في إحدى مرات الشجار أنني امرأة مسحورة، وكانت لكلماته تأثير شديد على نفسي، فقد انهارت تمامًا عندما سمعت ذلك، ولكنني كنت أثق أنه محق، لأنني ألاحظ التغيرات التي طرأت علي، ومن بعدها حرصت على التزام الصمت وكظم الغيظ، وتلاوة القرآن الكريم وسماع الخطب والمواعظ، والحرص على الدعاء، وتلاوة سورة الفرقان بنية فك السحر وحفظي، والحمد لله تحسنت حالتي كثيرًا بعد المداومة على قراءة هذه السورة، وتبدلت علاقتي بزوجي إلى الأحسن حيث انتهت جميع الخلافات والمشاكل التي كانت تنغص علينا حياتنا.

اقرأ أيضا: تجربتي مع سورة المؤمنون

أسرار سورة الفرقان

تمتاز سورة الفرقان بالعديد من الأسرار والفضائل، فقد جاء في فضلها عن أبي بن كعب رضي الله عنه قال: “من قرأ سورة الفرقان بعثه اللّه يوم القيامة وهو موقن أن الساعة آتية لا ريب فيها ودخل الجنة بغير حساب“. (( الراوي : أبي بن كعب | المحدث : ابن حجر العسقلاني | المصدر : الكافي الشاف، الصفحة أو الرقم: 324 | خلاصة حكم المحدث : موضوع ))

عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: “سَمِعْتُ هِشامَ بنَ حَكيمِ بنِ حِزامٍ يَقرَأُ سورةَ الفُرقانِ في حياةِ رسولِ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم-، فاستَمَعْتُ لقِراءَتِه، فإذا هو يَقرَؤها على حُروفٍ كثيرةٍ، لم يُقرِئنيها رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم-، فكِدتُ أُساوِرُه في الصلاةِ، فانتظَرْتُه حتى سلَّم فلبَّبْتُه، فقُلْتُ: مَن أقرَأك هذه السورةَ التي سَمِعْتُك تَقرَأُ؟ قال: أقرَأَنيها رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم-، فقُلْتُ له: كذَبْتَ، فواللهِ إن رسولَ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- هو أقرَأَني هذه السورةَ التي سَمِعْتُك، فانطلَقْتُ به إلى رسولِ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- أقودُه، فقُلْتُ: يا رسولَ اللهِ، إني سَمِعْتُ هذا يَقرَأُ سورةَ الفُرقانِ على حُروفٍ لم تُقرِئنيها، وإنك أقرَأتَني سورةَ الفُرقانِ، فقال: يا هشامُ أقرَأءها؛ فقَرَأَها القراءةَ التي سَمِعْتُه، فقال رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم-: “هكذا أُنزِلَتْ” ثم قال: “اقرَأ يا عُمَرُ”، فقرَأْتُها التي أقرَأَنيها، فقال رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم-: “هكذا أُنزِلَتْ” ثم قال رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّم-: إن القرآنَ أُنزِلَ على سبعةِ حُروفٍ، فاقرَؤوا ما تَيَسَّرَ منه”. (( الراوي : عمر بن الخطاب | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري، الصفحة أو الرقم: 2419 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] ))

ومن الدلائل على فضل آيات سورة الفرقان بحسب سياقها: قيلَ للنبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إن شئتَ أعطيْنَاكَ من خزائِنِ الأرضِ ومفاتِيحِها ما لم يُعْطَ نبيٌّ ولا نعطِهَا أحدًا بعدَكَ ولا يُنقِصُكَ ذلك مما لك عند اللهِ شيئًا وإن شئتَ جمعتُها لكَ في الآخرةِ فقال اجمعوهَا لي في الآخرةِ فأنزلَ اللهُ سبحانه من سورة الفرقان “تَبَارَكَ الذِي إِنْ شَاءَ جَعَلَ لَكَ خَيرًا مِن ذَلِكَ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَيَجْعَلْ لَكَ قُصُورًا”. (( الراوي : خيثمة بن عبدالرحمن | المحدث : الشوكاني | المصدر : فتح القدير، الصفحة أو الرقم: 4/94 | خلاصة حكم المحدث : روي من عدة طرق صحيحة ))

عن أبي الحسن عليه السّلام قال : “يا ابن عمار، لا تدع قراءة سورة تبارك الذي نزل الفرقان على عبده، فإن من قرأها في كل ليلة، لم يعذبه اللّه أبدا، ولم يحاسبه، وكان منزله في الفردوس الأعلى”. (( ثواب الأعمال ، ص 138 ))

قال الإمام برهان الدين البقاعي عن مقصد سورة الفرقان هي إنذار للمكلفين بما له سبحانه من القدرة الشاملة، والعلم التام، المدلول عليه بهذا القرآن المبين. لا موجد سوى الله: فهو الحق، وما سواه باطل. وتسميتها بالفرقان يدل على ذلك، فإن الكتاب ما نزل إلا للتفرقة بين الملتبسات، وتمييز الحق من الباطل {ليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حيّ عن بينة} الأنفال، فلا يكون لأحد على الله حجة، الذي له الحجة البالغة.

اقرأ أيضا: تجربتي مع سورة الشعراء

المصادر:
مصدر 1
مصدر 2
مصدر 3

Exit mobile version