تجربتي مع سورة الشعراء

تجربتي مع سورة الشعراء من التجارب الهامة في قراءة سور القرآن الكريم، حيث تشتمل هذه السورة على العديد من الآيات ذات الأسرار العجيبة، وهي إحدى سور المئين، وقد نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم بمكة المكرمة.

تجربتي مع سورة الشعراء

 

يقول أحد الإخوة: تجربتي مع سورة الشعراء كانت متعلقة بإحدى آياتها وهو قوله تعالى “وإذا مرضت فهو يشفين”، حيث كان أخي مصاباً بمرض السرطان وقد حاول العلاج في المملكة العربية السعودية، ولكن قيل له: لا علاج لك إلا في الدول الغربية، وبالفعل اضطررنا للذهاب إلى أمريكا، وبعد فحصه قال الطبيب لأخي: إنه لا يمكن علاج هذا المرض فقد استفحل وسيبقى على هذه الحال حتى يموت!!

وفي الليل تذكرت قول الله تعالى “وإذا مرضت فهو يشفين”  فأخذت أقرأ على أخي هذه الآية طوال الليل، وما استطاعت من سورة الفاتحة حتى سورة الناس، وبعدها نام أخي، فلما جاء الغد وجدت أن أخي بدأ يتحسن، فأعادت عليه القراءة مرة أخرى كما فعلت في الأولى، وبدأ التحسن واضحاً عليه، فكررت القراءة عليه عدة مرات، وبعد إعادة الفحص مرة أخرى قال الطبيب لي مستغرباً: هل هذا هو المريض الذي فحصناه في المرة السابقة؟! فأجبته نعم. فاستنكر الطبيب ذلك لأن الرجل شُفي بتوفيق من الله ثم بقراءة القرآن الكريم عليه.

ومن الأدعية التي تُقال بعد قراءة هذه الآية: “لا إله إلّا الله الحليم الكريم، لا إله إلّا الله العليّ العظيم، لا إله إلّا الله ربّ السّماوات السّبع وربّ العرش العظيم، لا إله إلّا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كلّ شيءٍ قدير” والدعاء بـ “إلهي أذهب البأس ربّ النّاس، اشف وأنت الشّافي، لا شفاء إلا شفاؤك، شفاءً لا يغادر سقماً، أذهب البأس ربّ النّاس، بيدك الشّفاء، لا كاشف له إلّا أنت يا ربّ العالمين”.

اقرأ أيضا: تجربتي مع سورة العنكبوت

أسرار سورة الشعراء

هناك بعض الأسرار التي تتعلق بسورة الشعراء، حيث ورد في فضلها العديد من الأحاديث مثل: “من قرأ سورة الشعراء كان له بعدد كل مؤمن ومؤمنة عشر حسنات ، وخرج من قبره وهو ينادي لا إله إلا اللّه ، ومن قرأها حين يصبح ، فكأنما قرأ جميع الكتب التي أنزلها اللّه ، ومن شربها بماء شفاه اللّه من كل داء ، ومن كتبها وعلقها على ديك أفرق ، يتبعه حتى يقف الديك ، فإنه يقف على كنز ، أو في موضع يقف يجد ماء”. (( الراوي : أبي بن كعب | المحدث : ابن حجر العسقلاني | المصدر : الكافي الشاف، الصفحة أو الرقم: 210 | خلاصة حكم المحدث : موضوع ))

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اعمَلوا بالقرآنِ، وأحِلُّوا حلالَه، وحَرِّموا حرامَه، واقتدوا به، ولا تكفُروا بشيءٍ منه، وما تشابَهَ عليكم منه فرُدُّوه إلى اللهِ وإلى أولي العلمِ مِن بعدي، كيما يُخِبرونكم، وآمنوا بالتَّوْراةِ، والإنجيلِ، والزَّبورِ، وما أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن ربِّهم، ولْيَسَعْكم القرآنُ وما فيه مِن البيانِ؛ فإنَّه شافعٌ مشفَّعٌ، وماحلٌ مصدَّقٌ، وإنَّ لكلِّ آيةٍ منه حورًا يومَ القيامةِ، وإنِّي أُعطِيتُ سورةَ البقَرةِ مِن الذِّكْرِ الأوَّلِ، وأُعطِيتُ طه والطواسينِ مِن ألواحِ موسى، وأُعطِيتُ فاتحةَ الكتابِ. (( الراوي : معقل بن يسار | المحدث : السيوطي | المصدر : الجامع الصغير، الصفحة أو الرقم: 1162 | خلاصة حكم المحدث : صحيح ))

إِنَّ اللهَ تعالى أعطاني السبْعَ مكانَ التوراةِ ، وأعطاني الراآتِ إلى الطواسينِ مكانَ الإِنجيلِ ، وأعطاني ما بينَ الطواسينَ إلى الحواميمِ مكانَ الزَّبورِ ، وفضَّلَني بالحواميمِ والمفصَّلِ ، ما قَرَأَهُنَّ نَبِيٌّ قبْلِي. (( الراوي : أنس بن مالك | المحدث : الألباني | المصدر : السلسة الصحيحة، الصفحة أو الرقم: 1556 | خلاصة حكم المحدث : صحيح ))

لمَّا نزلَت {وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ} جاءَ عبدُ اللَّهِ بنُ رواحةَ وحسَّانُ بنُ ثابتٍ وكعبُ بنُ مالكٍ وهم يبكونَ فقالوا: يا رسولَ اللَّهِ أنزلَ اللَّهُ هذهِ الآيةَ وهوَ يعلَمُ أنَّا شعراءُ فقالَ: اقرءوا ما بعدَها { إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ } أنتُم { وَانْتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا } أنتُم. (( الراوي : [أبو الحسن البراد] | المحدث : ابن حجر العسقلاني | المصدر : فتح الباري لابن حجر، الصفحة أو الرقم: 10/555 | خلاصة حكم المحدث : مرسل ))

يقول الإمام برهان الدين البقاعي عن مقصد سورة الشعراء: إن هذا الكتاب بين في نفسه بإعجازه أنه من عند الله، مبين لكل ملتبس. ومن ذلك بيان آخر السورة التي قبلها: “بتفصيله، وتنزيله على أحوال الأمم وتمثيله، وتسكين أسفه صلى الله عليه وسلم، خوفاً من أن يعم أمته الهوان بعدم الإيمان، وأن يشتد قصدهم لأتباعه بالأذى والعدوان بما تفهمه {سوف} من طول الزمان، بالإشارة إلى إهلاك من علم منه دوام العصيان، ورحمة من أراده للهداية والإحسان”.

ويُتابع: تسميتها بالشعراء أدل دليل على ذلك بما يفارق به القرآن الشعر من علو مقامه، واستقامة مناهجه، وعز مرامه، وصدق وعده ووعيده وعدل تبشيره وتهديده، وكذا تسميتها بالظلة إشارة إلى أنه أعدل في بيانه، أو أدل في جميع شأنه، من المقادير التي دلت عليها قصة شعيب عليه السلام بالمكيال والميزان، وأحرق من الظلة لمن يبارزه بالعصيان.

اقرأ أيضا: موضوعات ومضامين سورة الشعراء

المصادر:
مصدر 1
مصدر 2
مصدر 3

Exit mobile version