تجربتي مع سورة الشمس من التجارب التي تدعو الناس إلى تطهير النفوس بالطاعات وعمل الخيرات، حيث تُوضّح السورة فوز من يفعل ذلك، كما جاءت قصة ثمود مع نبي الله صالح لبيان حال من طغى.
تجربتي مع سورة الشمس
يقول أحد الإخوة: تجربتي مع سورة الشمس كانت بعد أن سمعت من أحدهم أن هذه السورة هي سر كل مطلب عظيم حيث تأتي بالرزق وتُيسّر الأمور لقارئها، وذلك عند قراءتها بعد صلاة الفجر عدد 29 مرة، بعد التسليم من الصلاة قبل أن أقوم من مكاني أو أتحدث مع أي شخص آخر، وأدعو بهذا الدعاء: “اللهم أسالك أن تفتح لي و لوالدي أبواب الأرزاق، واليسر والراحة والميسرة في الظاهر والباطن، وأن تفيض علي بحور والعلوم والأرزاق، وأن ترفع عني وعن أهلي كل ما يفسد ظاهرا وباطنا، اللهم إني أسألك أن تكون هذه السورة لي عونا و نصرا في جميع الأمور”.
يتابع: بعد قراءة سورة الشمس والدعاء بهذا الدعاء، يجب أن أعهد النية أن الله سيعطيني الخير، فبالتوكل على الله تعالى تتيسر الخيرات، وبعد أن داومت على قراءة هذه السورة المباركة، لاحظت تغييرا كبير جدا في حياتي اليومية والعملية، إضافة إلى راحة نفسية منذ قراءتي للسورة والدعاء، وبدأ الرزق يأتيني بالفعل من حيث لا أحتسب؛ لذلك أنصحكم بتكرار تجربتي و أن لا تتركوها، فهذا هو الخير كله والرزق كله والراحة للبال والنفس والقلب ، فلا يكفيني ملأ الكتب كلاما وتعبيرا عن التغيير والفضل والسر العظيم في هذه السورة وقراءتها، فإني عزمت ونويت بأن لا أقطعها أبدا ما حييت.
اقرأ أيضا: تجربتي مع سورة البروج
أسرار سورة الشمس
تعظم أسرار سورة الشمس حيث أنها من السور المباركة التي ورد في فضائلها العديد من الأدلة، ومن ذلك: “من صلى يوم الفطر بعد ما يصلي عيده أَربع ركعاتٍ، يقرأ في أول ركعة بفاتحة الكتاب و سبح اسم ربك الأعلى، وفي الثانية والشمس وضحاها وفي الثَّالثة والضحى وفي الرابعة قل هو الله أحد، فكأنما قرأ كل كتاب أنزله الله على أنبيائه، وكأنما أشبع جميع اليتامى ودهنهم ونظفهم وكان له من الأجر مثل ما طلعت عليه الشمس، ويغفر له ذنوب خمسين سنة”. (( الراوي : سلمان الفارسي | المحدث : ابن الجوزي | المصدر : موضوعات ابن الجوزي، الصفحة أو الرقم: 2/447 | خلاصة حكم المحدث : موضوع ))
أوصى النبي بقراءة سورة الشمس في الصلاة: “كان مُعاذُ بنُ جَبَلٍ يُصَلِّي بقَومِه، فدخَلَ حَرَمَ المسجِدِ وهو يُريدُ أنْ يَسقيَ نَخلَه، فصَلَّى مع القَومِ، فلمَّا رأَى مُعاذًا طَوَّلَ بهم تَجَوَّزَ في صَلاتِه ولَحِقَ بنَخلِه يَسقيه، فلمَّا قضَى مُعاذٌ الصَّلاةَ ذُكِرَ له ذلكَ، فقال: إنَّه مُنافِقٌ. فبلَغَ ذلكَ الرجُلَ، فجاءَ إلى النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ومُعاذٌ عندَه، فذكَرَ له ذلكَ، فأقبَلَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ على مُعاذٍ، فقال: أفَتَّانٌ أنتَ؟ مَرَّتينِ، اقرَأْ: {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى…} [سورة الأعلى]، {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا…} [سورة الشمس]، ونَحوَهما”. (( الراوي : جابر بن عبدالله | المحدث : ابن حبان | المصدر : صحيح ابن حبان، الصفحة أو الرقم: 2400 | خلاصة حكم المحدث : أخرجه في صحيحه ))
كان النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا مرّ على قوله تعالى: “وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا* فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا” قال: “اللهمَّ إيتِ نفسي تقواها، زكِّها أنت خيرُ من زكَّاها، أنت وليُّها ومولاها”. (( الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : الهيثمي | المصدر : مجمع الزوائد، الصفحة أو الرقم: 2/130 | خلاصة حكم المحدث : رجاله ثقات ))
يتمثل مقصد سورة الشمس في إثبات تصرفه سبحانه وتعالى في النفوس التي هي سرج الأبدان، تقودها إلى سعادة أو كيد وهوان ونكد، كما أن الشمس سراج الفلك، يتصرف سبحانه في النفوس بالاختيار إضلالاً وهداية نعيماً وشقاوة كتصرفه سبحانه في الشمس بمثل ذلك من صحة واعتلال، وانتظام واختلال، وكذا في جميع الأكوان، بما له من عظيم الشأن، واسمها الشمس واضح الدلالة على ذلك بتأمل القسم والمقسم عليه بما أعلم به وأشار إليه.
من الأسرار التي نكشفها عن سورة الشمس حتى يسهّل فهمها وحفظها أن جميع آيات السورة تؤكد بالقسم وبالآيات وبالدليل الحقيقي من القصص: فوز من طهّر نفسه ونمّاها بالطاعة والخير {قد أفلح من زكّاها (9)} وخسارة من دسّاها وأخفاها في المعاصي. وقد احتوت على مجموعتين من الآيات: الأولى آيات القسم والتأكيد، والثانية درس وقصة وعبرة، كما يلي:
- الآيات (1-7) أقسم الله تعالى بالشمس ونهارها وإشراقها ضحى، وبالقمر إذا تبعها في الطلوع والأفول، وبالنهار إذا جلَّى الظلمة وكشفها، وبالليل عندما يغطي الأرض فيكون ما عليها مظلماً، وبالسماء وبنائها المحكم، وبالأرض وبَسْطها، وبكل نفس وإكمال الله خلقها لأداء مهمتها.
- الآيات (8-10) تأكيد أن الله بيَّن للنفس طريق الشر وطريق الخير، فقد فاز مَن طهَّرها ونمَّاها بالخير، وقد خسر مَن أخفى نفسه في المعاصي.
- الآيات (11-15) كذَّبت ثمود نبيها ببلوغها الغاية في العصيان، إذ نهض أكثر القبيلة شقاوة لعقر الناقة، فقال لهم رسول الله صالح عليه السلام: احذروا أن تمسّوا الناقة بسوء؛ فإنها آية أرسلها الله إليكم، تدل على صدق نبيكم، واحذروا أن تعتدوا على سقيها، فإن لها شِرْب يوم ولكم شِرْب يوم معلوم. فكذبوه فيما توعَّدهم به فنحروها، فأطبق عليهم ربهم العقوبة بجرمهم، فجعلها عليهم على السواء فلم يُفْلِت منهم أحد. ولا يخاف جلت قدرته، تبعة ما أنزله بهم من شديد العقاب.
اقرأ أيضا: فوائد من سورة الشمس