تجربتي مع سورة البروج من أكثر التجارب المؤثرة في نفس الناس حيث تُوضّح أن لكل عمل جزاء، إما العذاب بالنار للمفسدين الظالمين أو الفوز بالجنة للمؤمنين المصلحين، وهي سورة مكية تتكون من اثنتين وعشرين آيةً، وقد نزلت بعد سورة الشمس.
تجربتي مع سورة البروج
يقول أحد الإخوة: تجربتي مع سورة البروج للكشف السريع على الأطفال، أنني قمت بقراءة هذه السورة المباركة على طفلي وهو في بداية نومه، وكان ذلك بصوت متوسط، ومن ثم كررت القراءة ثلاث مرات مع وضع يدي على رأس الطفل أثناء النوم، وعندها سيظهر ما بالطفل من أذى في حال كان مصابًا بالسحر أو بالعين، وسيُلاحظ على الطفل بعض الرجفات والتشنجات الخفيفة وهو نائم، فإن ظهرت هذه الأعراض، فيجب الانتقال به فورًا إلى المرحلة التالية من العلاج وهي مرحلة العلاج بالأذكار والرقى الشرعية الواردة عن النبي صلى الله عليه، وبعدها سيُشفى الطفل بإذن الله وسيبرأ مما به من داء ببركة القرآن الكريم وسورة البروج.
اقرأ أيضا: تجربتي مع سورة الرحمن
أسرار سورة البروج
وردت العديد من الأحاديث التي تدل على اختصاص سورة البروج بالفضل حيث ورد عن أبي بن كعب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: “من قرأ سورة البروج أعطاه الله بعدد كل يوم جمعة وكل يوم عرفة يكون فيه في الدنيا عشر حسنات.” (( الراوي : أبي بن كعب | المحدث : ابن حجر العسقلاني | المصدر : الكافي الشاف، الصفحة أو الرقم: 315 | خلاصة حكم المحدث : موضوع ))
دعا النبي صلى الله عليه وسلم إلى قراءتها في الصلاة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا معاذُ اقرَأْ بـ {السَّمَاءِ وَالطَّارِقِ} {وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ} {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا} {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى}. (( الراوي : جابر بن عبدالله | المحدث : ابن حبان | المصدر : صحيح ابن حبان، الصفحة أو الرقم: 2400 | خلاصة حكم المحدث : أخرجه في صحيحه ))
عن جابر بن سمرة أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في الظهر والعصر ب { والسماء والطارق } ، { والسماء ذات البروج } ، ونحوهما من السور. (( الراوي : جابر بن سمرة | المحدث : أبو داود | المصدر : سنن أبي داود، الصفحة أو الرقم: 805 | خلاصة حكم المحدث : سكت عنه ))
روى أبو هريرة أن رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ كان يقرأُ في عشاءِ الآخِرةِ بـ {وَالسَّمَاءِ} يعني: ذات البروجِ و{وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ}. (( الراوي : أبو هريرة | المحدث : ابن كثير | المصدر : الأحكام الكبير، الصفحة أو الرقم: 3/187 | خلاصة حكم المحدث : حسن ))
خلق الله الكون وجعل للأشياء بروجاً ومواعيد محددة، وشهوداً على أعمال مخلوقاته. وأتقن صنعته كما أراد بأن جعل فيها سنناً وقوانين، وجعل لكلّ عمل جزاء، فالطغاة عذبوا بالنار، والذين آمنوا وعملوا الصالحات فازوا بالجنة. إنّ الله فعال لما يريد، يبدئ ويعيد، ومحيط بمخلوقاته ما يشذ منها عن طريقه يعيده إلى مكانه. مرّة ينتصر المؤمنون ومرّة يمهل الجبارين، وقبل أن يعذبهم يدعوهم إلى التوبة لحكمة يريدها. قال الحسن رحمه الله: انظروا هذا الكرم والجود، هم قتلوا أولياءه وأهل طاعته، وهو يدعوهم إلى التوبة.
من أسرار سورة البروج أنها تنقسم إلى نصفين متساويين في عدد الآيات، يتحدثان عن موضوعين يخصان مقصدها، في أربعة مجموعات من الآيات؛ تتحدث كلها عن ملك الله وعلمه وقدرته على الإحاطة بأعمال العباد ووعيده وقدرته على جمعهم وحسابهم على أعمالهم في الخير أو الشر، كما يلي:
ابتدأت السورة بالقسم على هلاك أصحاب الأخدود الذين عذبوا المؤمنين بالنار: القسم بالسماء ذات البروج (وهي النجوم الهائلة، ومداراتها الضخمة، التي تدور فيها تلك النجوم)، وباليوم العظيم المشهود وهو (يوم القيامة)، وبالرسل والخلائق، على هلاك ودمار المجرمين، الذين طرحوا المؤمنين في النار، ليفتنوهم عن دينهم. وما أخذوهم بمثل هذا العقاب الشديد إلا أن كانوا مؤمنين بالله العزيز الحميد الذي له الملك ولا يخفى عليه شيء وذلك من الآية الأولى وحتى التاسعة من السورة.
في الآية العاشرة والحادية عشر وعيد وإنذار، لأولئك الفجار ولمن فعل فعلتهم القبيحة الشنيعة، (إذا نجو بفعلتهم هذه في الدنيا لأمر أراده الله، وإذا لم يتوبوا) بالعذاب في جهنم. أما الذين تابوا وآمنوا وعملوا الصالحات فلهم الفوز في جنات تجري من تحتها الأنهار.
يشتمل القسم الثاني من السورة على الانتقام من الظالمين حيث تضمنت الآيات من 12 إلى 16 التأكيد على قدرة الله على الانتقام من أعدائه الكفرة، الذين فتنوا عباده وأولياءه. فانتقام ربنا شديد، وهو يُبدئ ثم يعيده، وهو الغفور الودود، ذو العرش المجيد، فعال لما يريد.
وفي ختام السورة قصة هلاك ودمار الطغاة الجبابرة الذين كفروا وكذبوا الأنبياء، وهم أقوام فرعون وثمود، بسبب البغي والطغيانن ولا يزال الذين كفروا في تكذيب متواصل كدأب مَن قبلهم، والله محيط بهم علماً وقدرة. وأن هذا القرآن العظيم الكريم، في لوح محفوظ، لا يناله تبديل ولا تحريف.