تجربتي مع سورة الطارق

تجربتي مع سورة الطارق من التجارب التي يبحث عنها الناس وذلك بسبب تعدد خواص وأسرار هذه السورة العظيمة، وقد نزلت سورة الطارق بمكة المكرمة حيث أنها السورة السادسة والثلاثون بحسب ترتيب النزول، ولكنها السادسة والثمانون بحسب ترتيب المصحف الشريف.

تجربتي مع سورة الطارق

تجربتي مع سورة الطارق

تقول إحدى السيدات: تجربتي مع سورة الطارق كانت عندما عشت سنوات من الهم والمشاكل، فكنت تكثر المشاكل التي تقع بيني وبين زوجي، حتى أصبحت حياتنا مستحيلة، وكنا كثيرًا ما نتشاجر، وقد وصفني زوجي في إحدى مرات الشجار أنني امرأة مسحورة، وكانت لكلماته تأثير شديد على نفسي، فقد انهارت تمامًا عندما سمعت ذلك، ولكنني كنت أثق أنه محق، لأنني ألاحظ التغيرات التي طرأت علي، ومن بعدها حرصت على التزام الصمت وكظم الغيظ، وتلاوة القرآن الكريم وسماع الخطب والمواعظ، والحرص على الدعاء، وتلاوة سورة الطارق بنية فك السحر وحفظي، وكنت أكرر قوله تعالى “إِن كُلُّ نَفْسٍ لَّمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ” والحمد لله تحسنت حالتي كثيرًا بعد المداومة على قراءة هذه السورة، وتبدلت علاقتي بزوجي إلى الأحسن حيث انتهت جميع الخلافات والمشاكل التي كانت تنغص علينا حياتنا.

تقول إحدى الفتيات: كنت أحب ابن خالتي بشدة، ولكنه لم يكن يبادلني نفس الشعور، ورغم ذلك بسبب ضغوط خالتي، فقد تقدم لخطبتي، ولكن سرعان ما كثرت المشاكل والخلافات بيننا حيث كان يحاول التخلص من الخطبة بأي طريقة، وحزنت كثيرًا بسبب ذلك، ومع علمي بخطبته لإحدى الفتيات الأخرى، دخلت في حالة نفسية سيئة وامتنعت عن الأكل والخروج للناس، حتى علمت بتأثير قراءة سورة الطارق، وصرت أداوم على قوله تعالى: “إِنَّهُ عَلَى رَجْعِهِ لَقَادِرٌ” وشاء الله تعالى أن يُعيد ابن خالتي حيث دخل في مشاكل مع أهل خطيبته، وفك خطبته منها، وتقدم إليّ مرة أخرى وهو يعلن حبه لي هذه المرة وأصبح حريصًا على إرضائي وتلبية جميع طلباتي.

اقرأ أيضا: تجربتي مع سورة يس

أسرار سورة الطارق

تعظم أسرار سورة الطارق حيث أنها ذات بركات عديدة، وقد وردت العديد من الأحاديث المتعلقة بهذه السورة والتي تؤكد على فضائلها ومن ذلك ما روي عن خالد بن أبي جبل أَنَّه أبصرَ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في مشرِقِ ثقيفٍ وهو قائمٌ على قوسٍ أوْ عصَا حينَ أتَاهُم يَبْتَغِي عندَهم النصرَ قال فسمعتُهُ يقرأُ وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ حتَّى ختَمَها قال فوَعَيْتُها في الجاهلِيَّةِ وأَنَا مشرِكٌ ثمَّ قرأتُها في الإسلامِ قال فدَعَتْنِي ثقيفٌ فقالوا ما سمعْتَ من هذا الرجلِ فقرأتُها عليهم فقال مَنْ مَعَهُمْ من قريشٍ نحنُ أعلمُ بصاحبِنا لو كنَّا نعلَمُ ما يقولُ حقًّا لاتَّبَعْنَاهُ. (( الراوي : خالد بن أبي جبل العدواني | المحدث : البوصيري | المصدر : إتحاف الخيرة المهرة  الصفحة أو الرقم: 1/247 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح على شرط ابن حبان ))

عن أبي هريرة أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلم كان يقرأُ في العشاءِ الآخرةِ ب { السَّمَاءِ } يعني { ذَاتِ الْبُرُوجِ } و{ وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ }. (( الراوي : أبو هريرة | المحدث : الهيثمي | المصدر : مجمع الزوائد، الصفحة أو الرقم: 2/121 | خلاصة حكم المحدث :إسناده حسن))

قال جابر بن سمرة: “كانَ رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ يَقرَأُ في الظُّهرِ وَالعَصرِ ب {وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ}، {وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ}، وَنَحوِهما، قالَ عَفَّانُ: وَنَحوِهما مِنَ السُّوَرِ”. (( الراوي : جابر بن سمرة | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج المسند، الصفحة أو الرقم: 21048 | خلاصة حكم المحدث : صحيح ))

حَثّ الرسول الكريم معاذًا بن جبل على قراءتها في صلاة العشاء؛ تخفيفًا ودرءًا للعبء على المصلين حين صلّى بهم وقرأ من طوال السور كما جاء في الحديث المعروف بـِ: أفَتّانٌ أنت يا معاذ وجاء فيه: اقرَأْ بـ {السَّمَاءِ وَالطَّارِقِ}، {وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ}، {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا}، {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى}. (( الراوي : جابر بن عبدالله | المحدث : ابن حبان | المصدر : صحيح ابن حبان، الصفحة أو الرقم: 2400 | خلاصة حكم المحدث : أخرجه في صحيحه ))

يتمثل مقصد سورة الطارق كما قال الإمام برهان الدين البقاعي في: بيان مجد القرآن في صدقه في الإخبار بتنعيم أهل الإيمان، وتعذيب أهل الكفران، في يوم القيامة حين تبلى السرائر وتكشف المخبات الضمائر عن مثقال الذر وما دون المثقال، مما دونته الحفظة الكرام في صحائف الأعمال، بعد استيفاء الآجال، كما قدر في أزل الآزال، من غير استعجال، ولا تأخير عن الوقت المضروب ولا إهمال، واسمها الطارق أدل ما فيها على هذا الموعود الصادق بتأمل القسم والمقسم عليه حسب ما اتَّسَقَ الكلام إليه.

قال الإمام جلال الدين السيوطي: سورة البروج والطارق‏:‏ هما متآخيتان فقرنتا وقدمت الأولى لطولها وذكرا بعد الانشقاق للمؤاخاة في الافتتاح بذكر السماء ولهذا ورد في الحديث ذكر السماوات مراداً بها هذه السور.

اقرأ أيضا: فوائد من سورة الطارق

المصادر:
مصدر 1
مصدر 2
مصدر 3

Exit mobile version