تندرج سورة الطارق تحت قائمة سور المُفصّل وهي سورة مكة تتكون من سبع عشرة آية، نزلت السورة بعد سورة البلد وقبل سورة القمر، وتكثر فوائد من سورة الطارق حيث أنها تتضمن فكرة رئيسية وهي قدرة الله على البعث بالإضافة إلى إرشادها المسلمين إلى بعض الدروس الأخرى.
فوائد من سورة الطارق
لكل نفسٍ حافظ
- يبدأ الله تعالى سورة الطارق بالقسم بالآيات الكونية البديعة التي تُشير إلى عظمته مثل السماء وقد أقسم الله بها كثيرًا في مواطن عديدة من القرآن بالإضافة إلى القسم بالطارق وهو النجم المُضيء.
- يُوضح الله تعالى المُقسم عليه في الآيات وهو النفس الإنسانية وأن لكل نفسٍ حافظٌ يقوم عليها بحيث لا تُترك سُدى، بل إن كل ما تقوم به النفس ترصده الحفظة في صحائف الأعمال.
- لا يتوقف دور الحفظة على كتابة الأعمال فقط بل إنها تحفظ على الإنسان رزقه وعمله وأجله.
- عندما يعلم الإنسان يقينًا أن عليه حافظًا، كان ذلك أدعى إلى صلاح أحواله واستقامة سريرته وحفظ لسانه.
النظر في خلق الإنسان
- يُذكر اللهُ تعالى الإنسان مم خُلق، حتى يدرك الإنسان أنه ضعيف جدًا إذا ما قُورن بباقي المخلوقات مثل السموات التي لا يُطار على جناح أو الأرض الممتدة أو الجبال الراسيات.
- خُلق الإنسان من ماء دافق يخرج من بين الصلب والترائب، وتطور خلق الإنسان من التراب إلى النطفة ثم يتحول إلى علقة وبعدها مضغة إلى أن يُصبح عظامًا تكسوها اللحم، وبعدها ينفخ الله فيه الروح، ثم يخرج من بطن أمه ضعيفًا إلى أنه يمر عليه الحول فيعود إلى ضعف عندما يشيخ.
- على الإنسان أن يُدرك ضعفه ويعرف مقدار عظمة خالقه حتى يكف عن الكبر والعناد فيما لا يفيد مع الالتزام بما أمره الله به.
دروس مستفادة من سورة الطارق
الله قادر على البعث
- بعد أن بيّن الله تعالى خلق الإنسان من ماء دافق، أكّد على أنه قادر على إعادته من الموت كما خلقه ابتداءً.
- يُعيد الله تعالى الإشارة إلى ضعف الإنسان مرة أخرى، حيث أنه في اليوم الآخر يكشف السرائر التي أخفاها العباد في حياتهم الدنيا، وعندها لا يكون للإنسان قوة للدفاع عن نفسه ولا ناصر يعينه.
- أقسم الله بالسماء ذات الرجع والأرض ذات الصدع في إشارة بليغة إلى قدرته على البعث، حيث أنه يُنزل المطر من السماء لتُنبت الأرض من جديد بعد أن كانت ميتة، فكذلك ستتصدع الأرض لتُخرج ما فيها من أموات للبعث والحساب أمام الله.
الوعيد الشديد للكفار
- نظرًا لما يقوم به الكفار من مكائد، فإن الله تعالى فلن يهملهم وسيأخذهم بالعذاب الشديد نظير أفعالهم.
- نسب الله تعالى صفة الكيد لنفسه بالمقابلة، والمراد بها الكيد اللائق بذاته المقدسة، حيث أن الكيد المقصود به الإمهال من أجل استدراجهم، وإذا أخذ الله الكافر، فإنه لا يفلته.
فوائد
تناسب الآيات في سورة الطارق
- كما انتهت سورة البروج بالحديث عن علو مكانة القرآن المجيد، جاءت سورة الطارق لتخبرنا أن القرآن قول فصل بما يحتوي عليه من وعد ووعيد، وتعتبر السخرية من أي أمر يشتمل عليه القرآن من أكبر الكبائر لقوله تعالى “وما هو بالهزل”.
- تشتمل سورة الطارق على قسمين: القسم الأول وهو الذي يتضمن السماء والطارق الذي هو نجم يصيب الشياطين عند محاولة استراق السمع من السماء، وفي ذلك حفظ للقرآن الكريم.
- القسم الثاني كان بالسماء ذات الرجع والأرض ذات الصداع وهو إشارة لعملية خروج النباتات إلى الحياة بسبب المطر وهو مناسب لحال القرآن الكريم الذي يُحيي القلوب الميتة ويُبث فيها الحياة مرة أخرى.
فضل سورة الطارق
- من أبرز الدلائل على فضل سورة الطارق أن الرسول صلى الله عليه وسلم حيث معاذ بن جبل على تلاوتها في صلاة العشاء حتى لا يُطيل على المُصليين بقراءة السور الطوال.
- جاء في الحديث أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يُصلي الظهر والعصر بـ “والسماء والطارق” “والسماء ذات البروج”.
في نهاية هذا المقال نكون قد استخلصنا فوائد من سورة الطارق، ونُشير إلى ضرورة الاستفادة بالمقاصد العقدية منها مثل الإيمان بالبعث والحفظة بالإضافة إلى القرآن الكريم وما فيه من أحكام، وعدم استعجال هلاك الكافرين لأن الله يمهلهم رويدًا ولكن حاشاه أن يهملهم.
المراجع: