تجربتي مع سورة ق

تجربتي مع سورة ق من التجارب شديدة الأهمية في قراءة كتاب الله تعالى وتدبر آياته، حيث أن سورة ق من سور المفصل المكية، وقد نزلت بعد سورة المرسلات، ومن الأسماء الأخرى التي تُطلق عليها سورة الباسقات.

تجربتي مع سورة ق

تقول إحدى السيدات: كنت أعاني من المشاكل الاجتماعية في جميع مراحل حياتي، فقد دخلت في مشاكل مع أقربائي وزملائي، ولذلك لم يكن لدي صديقات مثل كل بنات جيلي، ولذلك دائمًا ما كانت علاقاتي بمن أعرفهم علاقات مؤقتة وضعيفة، ويمكنني أن أقول عن نفسي أنني كنت امرأة غير مقبولة، فلم يقتصر الأمر على عدم وجود أصدقاء لي من النساء فقط، بل إنني كنت غير مرغوبة من الرجال، فلم يتقدم أحد لخطبتي مطلقًا رغم أنني لست دميمة، ولم يقتصر الأمر على الفشل في الحياة الاجتماعية، بل كانت هناك مشكلة أخرى تتعلق بالدراسة، فقد أعاني من صعوبة شديدة في الحفظ والتركيز، ولكنني على كل حال انتهيت من الدراسة وتخرجت، لتواجهني عقبة أخرى وهي عدم إيجاد الوظيفة المناسبة.

تتابع: عندما سألت أحد المشايخ عن سبب ذلك، توقع أنني مسحور، وأوصاني بالمداومة على قراءة سورة ق، وبالفعل بدأت في قرائتها والالتزام بها، وكانت سورة مؤثرة جدًا، ومنذ المواظبة على تلاوتها وأن أشعر أن حالتي النفسية تتحسن، وبالتالي أصبحت حياتي أفضل، وأظن أنني صرت مقبولة، فقد استطعت أن أكون صداقات خلال الفترة الماضية، وتقدم لخطبتي أكثر من شخص، ولكنني رفضتهم؛ لأنني لم أجد الشخص المناسب لي حتى الآن، وأسأل الله أن يرزقني بالزوج الصالح، وأنا على يقين من أنني سأجده بفضل قراءة سورة ق.

تقول إحدى الفتيات: أنا فتاة في السادسة عشر من عمري، أحب كثيرًا روايات الرعب والأساطير والحديث عن الجن والأشباح والأموات والمقابر،  وكنت مولعة بالحديث عن القرين وقراءة المعلومات عنه إلى أن جاء ذلك اليوم الذي قررت فيه الابتعاد عن كل هذا وعدم قراءة أي مواضيع تمت بصلة للجن أو القرين، فذات ليلة كنت في سريري وقد جافاني النوم، فبدأت أفكر في القرين، واستغرقت بالتفكير حتى قرابة الساعة الواحدة بعد منتصف الليل حيث نهضت من سريري وذهبت إلى الحمام لكي أغسل وجهي، غسلت وجهي بالماء ثم نظرت إلى المرآة، وشعرت على الفور بالخوف والصدمة، لقد كانت هناك صورة طبق الأصل عنى في المرآة، ولكنها غريبة الملامح،فهناك خدوش وندوب كثيرة على وجهها، وفجأة أصبحت عينها بيضاء بالكامل من دون بؤبؤ.

تستكمل حكايتها قائلة: بعد برهة من الذهول بدأت أصرخ بأعلى صوتي وهرعت إلى أمي وأبي، أيقظت المنزل كله، وكنت أرتجف وأتصبب عرقًا، وبدأ أبي في قراءة آيات من الذكر الحكيم، وكان ما قرأه من سورة ق بعد أن قصصت عليه ما رأيته، ومن وقتها، قررت أن ألتزم بأداء جميع الصلوات، وتقربت إلى الله تعالى بالطاعات، وتوقفت تمامًا عن قراءة تلك المواضيع عن القرين.

اقرأ أيضا: تجربتي مع سورة البقرة

أسرار سورة ق

هناك العديد من الأسرار والخواص التي تختص بها سورة ق مثل ما روي عن أبي بن كعب: “من قرأ هذه السورة يُهوِّنُ الله عليه سكرات الموت ، ومن كتبها وعلّقها على مصروع أفاق ، ومن كتبها في إناء وشربتها امرأةٌ قليلةُ اللَّبن كَثُر لبَنُها”. (( الراوي : أبي بن كعب | المحدث : ابن حجر العسقلاني | المصدر : الكافي الشاف، الصفحة أو الرقم: 271 | خلاصة حكم المحدث : موضوع ))

عن أبو واقد الليثي “ما كانَ يَقْرَأُ به رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ في الأضْحَى وَالْفِطْرِ؟ فَقالَ: كانَ يَقْرَأُ فِيهِما بـ {ق وَالْقُرْآنِ المَجِيدِ}، وَ{اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ القَمَرُ}”. (( الراوي : أبو واقد الليثي | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم، الصفحة أو الرقم: 891 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] ))

عن جابر بن سمرة: “إنَّ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ كانَ يَقْرَأُ في الفَجْرِ بـ {ق والْقُرْآنِ المَجِيدِ} وكانَ صَلَاتُهُ بَعْدُ تَخْفِيفًا”. (( الراوي : جابر بن سمرة | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم، الصفحة أو الرقم: 458 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] ))

عن أم هشام بنت حارثة بن النعمان: “ما حَفِظْتُ ق، إلَّا مِن في رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، يَخْطُبُ بهَا كُلَّ جُمُعَةٍ، قالَتْ: وَكانَ تَنُّورُنَا وَتَنُّورُ رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ وَاحِدًا”. (( الراوي : أم هشام بنت حارثة بن النعمان | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم، الصفحة أو الرقم: 873 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] ))

عن زيد بن ثابت قال أتي بي النبي صلى الله عليه وسلم مقدمَهُ المدينَةَ فعَجِبَ فقيلَ لهُ : هذا غلام من بنِي النجارِ, قد قرأ مما أنْزَلَ اللهُ عليكَ بضعَ عشرةَ سورة, فاستقرأنِي فقرأتُ قَ فقال لي : تعلّمْ لي كتابَ يهودٍ, فإني ما آمن يهود على كتابِي فتعلّمْتهُ في نصْفِ شهرٍ حتى كتبتُ له إلى يهودٍ, وأقرأ لهُ إذا كتبوا إليهِ. (( الراوي : زيد بن ثابت | المحدث : ابن حجر العسقلاني | المصدر : تغليق التعليق، الصفحة أو الرقم: 5/306 | خلاصة حكم المحدث : روي من طرق صحيح ))

يتمثل مقصد سورة ق في تصديق النبي صلى الله عليه وسلم في الرسالة التي معظمها الإنذار وأعظمه الإعلام بيوم الخروج بالدلالة على ذلك بعد الآيات المسموعة الغنية بإعجازها عن تأييد بالآيات المرئية الدالة قطعا على الإحاطة بجميع صفات الكمال.

اقرأ أيضا: فوائد من سورة ق

المصادر:
مصدر 1
مصدر 2
مصدر 3

Exit mobile version