تجربتي مع سورة البقرة

تجربتي مع سورة البقرة إحدى أعظم التجارب التي يمكن أن يختبرها المسلم، فهي أطول سورة في القرآن الكريم، وفيها أحكام عظيمة، فهي كما وصفها العلماء تشتمل على ألفِ خبر، وألفِ أمر، وألفِ نهي، وفيها بيان أسماء الله الحسنى، وصفاته، كما تشتمل على آية الكرسي وهي أعظم آية في كتاب الله.

تجربتي مع سورة البقرة

تجربتي مع سورة البقرة

تقول إحدى السيدات: كانت تجربتي مع سورة البقرة مدهشة حيث أنها من السور التي تحتوي على العديد من الأسرار والعجائب، وقد كنت أسمع إلى كل من حولي يتكلمون عن عظمتها وتجاربهم مع قراءة هذه السورة العظيمة بانتظامها وأثرها عليهم؛ لذلك بدأت في الاهتمام بالمواظبة على قراءة سورة البقرة يوميًا.

وتتابع: “كان أول خير رأيتها من قرأت هذه السورة المباركة أن زوجي كان يمر ببعض الأزمات في مجال عمله، وكان هذا الأمر يؤثر على حالته النفسية وعلى طريقته في التعامل معنا داخل البيت، ولكن بالمواظبة على قراءة سورة البقرة والدعاء له، فجأة وجد فرصة عمل براتب أفضل، وتحسنت حياتنا كثيرًا من بعدها، وربما يظن البعض أن هذا أمر عادي وليس له علاقة بسورة البقرة، إلا أن الخير الثاني الذي جنيته من وراء قراءة سورة البقرة أن ابني كان مريضًا جدًا بحساسية الصدر، فكنت أقرأ سورة البقرة وأضع يدي عليه، وبدأت علامات التحسن تظهر عليه بفضل الله تعالى”.

تحكي إحدى السيدات تجربتها مع سورة البقرة: “كانت حياتي مستقرة جدًا مع زوجي، ولكن فجأة بدون أي مقدمات، تحولت حياتنا إلى مجموعة من المشاكل وعلى أتفه الأسباب، وتصاعدت بيننا الخلافات، ولم أكن أدري ماذا أفعل، إلى أن أوصتني إحدى صديقاتي بقراءة سورة البقرة، والمداومة على تشغيلها وسماعها في البيت، وبالفعل استجبت لذلك، وأصبحت أشغّل سورة البقرة بشكل دائم في البيت، ولاحظت أن علاقتي بزوجي أصبحت أفضل كثيرًا، وهدأت الخلافات بيننا، ولكن المفاجأة، أنني رأيت ورقة في أحد أجزاء البيت، ولم أفهم منها شيئًا، كنت أظن أنها خاصة بعمل زوجي، وعندما سألته، أخبرني أنه لا يعرف عنها شيئًا، لنكتشف بعدها أنها سحر، وأن الله هدانا إلى التخلص منه وإبطاله بفضل سورة البقرة”.

اقرأ أيضا: السورة التي تسمى سنام القرآن

فوائد تشغيل سورة البقرة في البيت

من فوائد سورة البقرة أنها تطرد الشياطين من المنزل، وتقي من أعمال السحر، للعديد من الأدلة الواردة في ذلك، ومن بينها:

عن ‏‏أبي هريرة رضي الله عنه ‏أن رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏قال: (لا تَجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ مَقابِرَ، إنَّ الشَّيْطانَ يَنْفِرُ مِنَ البَيْتِ الذي تُقْرَأُ فيه سُورَةُ البَقَرَةِ). (( الراوي : أبو هريرة | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم، الصفحة أو الرقم: 780 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] ))

عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه ‏أن رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏قال: (عليكم بسورةِ البقرةِ فإنَّ أخْذَها بركةٌ وتَرْكَها حسرةٌ ولا يستطيعُها البَطَلةُ). (( الراوي : أبو أمامة الباهلي | المحدث : ابن حبان | المصدر : صحيح ابن حبان، الصفحة أو الرقم: 116 | خلاصة حكم المحدث : أخرجه في صحيحه ))

عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إذا أوَيْتَ إلى فِراشِكَ فاقْرَأْ آيَةَ الكُرْسِيِّ، لَنْ يَزالَ معكَ مِنَ اللَّهِ حافِظٌ، ولا يَقْرَبُكَ شيطانٌ حتَّى تُصْبِحَ). (( الراوي : أبو هريرة | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري، الصفحة أو الرقم: 5010 | خلاصة حكم المحدث : صحيح ))

عن النعمان بن بشير رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إنَّ اللهَ كتب كتابًا قبل أن يخلقَ السماواتِ والأرضَ بأَلْفَيْ عامٍ أَنْزَلَ منه آيتينِ ختم بهما سورةَ البقرةِ، ولا يُقْرَآنِ في دارٍ ثلاثَ ليالٍ فيَقْرَبُها شيطانٌ). (( الراوي : النعمان بن بشير | المحدث : الترمذي | المصدر : سنن الترمذي، الصفحة أو الرقم: 2882 | خلاصة حكم المحدث : حسن ))

أما عن حصول هذه الفوائد بمجرد تشغيل السورة من التلفاز أو الأشرطة، فقد اختلف عليه العلماء المعاصرون، فمنهم من ذهب إلى حصولِهِ، مثل الإمام ابن باز رحمَه الله، فقال: “أنّه يحصل بقراءة سورة البقرة كلها من المذياع أو من صاحب البيت ما ذكره النبي -صلى الله عليه وسلم- من فرار الشيطان من ذلك البيت، ولكن لا يلزم من فراره ألا يعود بعد انتهاء القراءة”.

وأجاب سماحته حين سئل عن فضل الاستماع للسورة: “يستحب السماع للقارئ وإذا قرأتم بأنفسكم فهو خير، ويستحب لكم سماع القارئ والإنصات والتدبر والتعقل”، ويجب الإكثار من قراءة السورة وعدم الغفلة عنها، لما فيها من طرد الوساوس والهموم، فيقول الله سبحانه وتعالى: {وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ} (( الزخرف: 36 )).

وقد قال غيره من العلماء أنّه لا يحصل بمجرد تشغيلها في البيت، مثل قول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: “صوت الشريط ليس بشيء، لا يفيد؛ لأنه لا يقال: قرأ القرآن يقال: استمع إلى صوت قارئ سابق.

ولهذا لو سجلنا خطبة خطيب مثيرة، فلما جاء يوم الجمعة وضعنا هذا المسجل وفيه الشريط أمام الميكروفون فقال المسجل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، ثم أذن المؤذن ثم قام فخطب هل تجزئ؟ لا تجزئ، لماذا؟ لأن هذا تسجيل صوت ماض، كما لو أنك كتبته في ورقة، لو كتبت ورقة أو وضعت مصحفًا في البيت هل يجزئ عن القراءة؟ لا يجزئ”.

وعليه يجب الحرص على قراءة سورة البقرة، وعدم الاكتفاء بتشغيل السورة من الأجهزة الصوتية، وإن كان في ذلك خير في كل الأحوال.

اقرأ أيضا: أفكار ومعاني سورة البقرة

المصادر:
مصدر 1
مصدر 2
مصدر 3
مصدر 4

Exit mobile version