تجربتي مع سورة الإسراء من تجارب قراءة السور القرآنية العظيمة، وتتعدد فضائل سورة الإسراء حيث أنها تتضمن ذكر معجزة الإسراء والمعراج التي أكرم الله -تعالى- بها نبيّه محمد صلى الله عليه وسلم، ويبلغ عدد آياتها مائةً و إحدى عشرة آية.
تجربتي مع سورة الإسراء
يقول أحد الإخوة: إن تجربتي مع سورة الإسراء غيرت حياتي بشكل كامل، وقد قرأت هذه السورة كاملة في جلسة واحدة، وتزامن هذا الأمر مع مروري ببعض المشاكل على مستوى العمل، فتركت العمل، وأصبحت بلا دخل، وقد كنت في بداية حياتي الزوجية، وبالتالي أحتاج إلى توفير مبالغ كبيرة حتى لا نعيش أنا وزوجتي أيامًا صعبة، وقد أثر هذا الأمر كثيرًا على حالتي النفسية، وقد عشت وقتًا عصيبًا في البحث عن فرصة عمل مناسبة، وأرسلت لعشرات الشركات في مجالي، ولم أتلق أي رد، ولكن لم يكتب الله أن أوّفق إلى إيجاد فرصة العمل إلا بعد أن أمر بهذه التجربة.
يتابع: أمسكت بمصحفي، وبدأت في قراءة سورة الإسراء، وعزمت على قرائتها كاملة بعد أن قرأت عن تأثير هذه السورة على الجانب النفسي، وأنها تُطمئن المؤمن، وكنت أستشعر أن هذا الأمر صعب بسبب طول السورة قليلًا، ولكن بعد أن استعنت بالله تعالى، بدأت في قراءة السورة، ولم أترك المصحف إلا بعد الانتهاء من السورة المباركة، وبعدها نمت لبعض الوقت، وبعد أن استيقظت كنت أشعر بحالة نفسية من الرضا والراحة، وكانت المفاجأة أنه في آخر هذا اليوم، قد تلقيت بريدًا إلكتروني من إحدى الشركات الكبرى، وبالفعل حددت الشركة موعدًا لإجراء المقابلة الشخصية، وقد كنت في منتهى الثقة في تلك المقابلة برغم من توتري من هذه المقابلات في الظروف الطبيعية، ولكن الله قد ثبتني وتذكرت عندها قول الله تعالى: “وَلَوْلَا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلًا” وكتب الله التوفيق لي وحصلت على هذه الوظيفة وأعلم أن ما مررت به ما هو إلا تصديق لقوله تعالى: “إِلَّا رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ ۚ إِنَّ فَضْلَهُۥ كَانَ عَلَيْكَ كَبِيرًا”.
اقرأ أيضا: تجربتي مع سورة ابراهيم
خواص سورة الإسراء
تختص سورة الإسراء بالعديد من الفضائل التي ثبتت في السنة النبوية ومن ذلك ما ثبت عن عبد الرحمن بن يزيد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: “بني إسرائيلَ والكهفِ ومريمَ وطه والأنبياءِ: هُنَّ من العِتَاقِ الأُوَلِ، وهنَّ من تِلادِي”. (( الراوي: عبدالرحمن بن يزيد، المحدث: البخاري، المصدر: صحيح البخاري، الصفحة أو الرقم: 4739، خلاصة حكم المحدث: صحيح ))
كانَ النَّبيُّ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ- لا ينامُ حتَّى يقرأ الزُّمرَ وبني إسرائيل. (( الراوي: عائشة أم المؤمنين، المحدث: الألباني، المصدر: صحيح الترمذي، الصفحة أو الرقم: 3405، خلاصة حكم المحدث: صحيح ))
كانَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ لا يَنامُ حتَّى يقرأَ المسبِّحاتِ ، ويقولُ : فيها آيةٌ خيرٌ من ألفِ آيةٍ. (( الراوي : العرباض بن سارية | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح الترمذي، الصفحة أو الرقم: 3406 | خلاصة حكم المحدث : حسن )) والمسبحات من القرآن: المسبحات : هي السور التي تفتتح بقوله تعالى “سبح” أو “يسبح”، وهن سور: الإسراء (بني إسرائيل)، الحديد، الحشر، الصف، الجمعة، التغابن، والأعلى.
فِي قَوْلِهِ تَعالَى: {وَما جَعَلْنا الرُّؤْيا الَّتي أرَيْناكَ إلَّا فِتْنَةً لِلنَّاسِ} [الإسراء: 60] قالَ: هي رُؤْيا عَيْنٍ، أُرِيَها رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لَيْلَةَ أُسْرِيَ به إلى بَيْتِ المَقْدِسِ، قالَ: {والشَّجَرَةَ المَلْعُونَةَ في القُرْآنِ} [الإسراء: 60]، قالَ: هي شَجَرَةُ الزَّقُّومِ. (( الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري، الصفحة أو الرقم: 3888 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] ))
عن النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في قولِه {يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ} [الإسراء: 71] قال : ( يُدعَى أحَدُهم فيُعطَى كتابَه بيمينِه ويُمَدُّ له في جِسمِه سِتُّونَ ذراعًا ويَبيَضُّ وجهُه ويُجعَلُ على رأسِه تاجٌ مِن لؤلؤٍ يتلَألأُ قال : فينطلِقُ إلى أصحابِه فيرَوْنَه مِن بعيدٍ فيقولونَ : اللَّهمَّ بارِكْ لنا في هذا حتَّى يأتيَهم فيقولُ : أبشِروا فإنَّ لكلِّ رجُلٍ منكم مِثْلَ هذا وأمَّا الكافرُ فيُعطَى كتابَه بشِمالِه مُسوَدًّا وجهُه ويُزادُ في جِسمِه سِتُّونَ ذراعًا على صورةِ آدَمَ ويُلبَسُ تاجًا مِن نارٍ فيراه أصحابُه فيقولونَ : اللَّهمَّ أَخْزِه فيقولُ : أبعَدَكم اللهُ فإنَّ لكلِّ واحدٍ منكم مِثْلَ هذا. (( الراوي : أبو هريرة | المحدث : ابن حبان | المصدر : صحيح ابن حبان، الصفحة أو الرقم: 7349 | خلاصة حكم المحدث : أخرجه في صحيحه ))
سألَ أهلُ مكةَ النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ أن يجعلَ لهم الصَّفا ذهبًا وأن يُنَحِّيَ الجبالَ عنهم فيزدَرعوا فقيلَ لهُ إن شئتَ أن تستَأْنِيَ بهم وإن شئتَ أن تُؤتِيَهم الذي سألوهُ فإن كفروا أُهلِكوا كما أَهلكتُ مَن كان قبلَهم وإن شئتَ أن أستأْنِيَ بهم لعلَّنا نستحيي منهم قال لا بل أستأْنِي بهم فأنزلَ في سورة الإسراء “وَمَا مَنَعَنَا أَنْ نُرْسِلَ بِالْآَيَاتِ”. (( الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : الألباني | المصدر : السلسلة الصحيحة، الصفحة أو الرقم: 7/1159 | خلاصة حكم المحدث : رجاله ثقات رجال الشيخين فهو على شرطهما ))
يتمثل المقصود من سورة الإسراء كما قال الإمام برهان الدين البقاعي في: الإقبال على الله وحده، وخلع كل ما سواه، لأنه وحده المالك لتفاصيل الأمور، وتفضيل بعض الخلق على بعض، وذلك هو بالعمل بالتقوى التي أدناها التوحيد الذي افتتحت به النحل، وأعلاها الإحسان الذي اختتمت به، وهو الغناء عما سوى الله. وكل من أسمائها واضح الدلالة على ما ذكر أنه مقصودها.
أما قوله تعالى {سبحان}، الذي هو علم للتنزيه فمن أظهر أن يكون فيه، لأن من كان على غاية النزاهة عن كل نقص، كان جديراً بأن لا نعبد إلا إياه، وأن نعرض عن كل ما سواه. وأما بنو إسرائيل فمن تفصيل أمرهم في سيرهم إلى الأرض المقدسة الذي هو كالإسراء وإيتائهم الكتاب وما ذكر من أمرهم في هذه السورة.
اقرأ أيضا: موضوعات ومضامين سورة الإسراء