تجربتي مع سورة ابراهيم

تجربتي مع سورة ابراهيم من التجارب التي تدعو المسلمين إلى قراءة هذه السورة بتدبر وتمعّن حيث أن الهدف الأساسي الذي ترتكز عليه السورة هو بيان أن النعمة الحقيقة هي نعمة الإيمان، وتُعد سورة إبراهيم هي السورة الخامسة والسبعون حسب ترتيب النزول، وقد نزلت بعد سورة نوح.

تجربتي مع سورة ابراهيم

تجربتي مع سورة ابراهيم

تقول إحدى السيدات: تجربتي مع سورة ابراهيم من التجارب الملهمة لجميع الأمهات اللاتي يعانين من مشاكل مع أطفالهن، خصوصًا إن كان الطفل يشعر بالفزع ليلًا، حيث أن ابني الصغير دائمًا ما كان يستيقظ ليلًا وهو يشعر بالخوف الشديد، بل إنه كان يصرخ بصوت عالٍ، ولم نكن نعرف أي سبب لذلك، وبعد اللجوء للكثير من الحلول الطبية، قررنا أن نستعين بشيخ ثقة، وبدأ الشيخ في قراءة آيات الرقية الشرعية، كما قرأ آيات من سورة إبراهيم، وقال إنها سورة مجربة في تهدئة فزع الأطفال، وبالفعل بعد المداومة على قراءة سورة إبراهيم، هدأ الطفل، ولم يعد يُصاب بنوبات الفزاع والصراخ التي كانت تُصيبه كل ليلة، بفضل الله تعالى وببركة قراءة سورة إبراهيم.

اقرأ أيضا: تجربتي مع سورة المائدة

خواص سورة إبراهيم

هناك خواص عديدة تدل على فضل سورة إبراهيم ومكانتها العالية، ومن لك ما جاء عن أبي بن كعب رضي الله عنه:”من قرأ سورة إبراهيم أعطي من الحسنات بعدد من عبد الأصنام، وعدد من لم يعبدها، ومن كتبها في خرقة بيضاء وعلقها على طفل، أمن عليه من البكاء والفزع، ومما يصيب الصبيان”. (( الراوي : أبي بن كعب | المحدث : ابن حجر العسقلاني | المصدر : الكافي الشاف، الصفحة أو الرقم: 158 | خلاصة حكم المحدث : موضوع ))

وعن أبي عبد اللّه عليه السّلام أنه قال : “من قرأ سورة إبراهيم والحجر في ركعتين جميعا في كل جمعة، لم يصبه فقر أبدا ، ولا جنون ولا بلوى”. (( ثواب الأعمال ، ص 136 ))

كما أن بعض آيات سورة إبراهيم تُعتبر شديدة الأهمية في علم العقيدة لأنها دليل على سؤال الملكين في القبر، فقد ثبت عن البراءِ بنِ عازبٍ قال خرجْنا في جنازةِ رجلٍ من الأنصارِ مع النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فانتهينا إلى القبرِ ولمَّا يُلحَد له بعدُ فجلس النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ مستقبلَ القبلةَ وجلسنا معه كأنَّ على رؤوسِنا الطيرَ، فنكتَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ما شاء ثم رفع رأسَه فقال اللهم إني أعوذُ بك من عذابِ القبرِ قالها ثلاثَ مراتٍ ثم أنشأ يُحدِّثُنا فقال إنَّ المؤمنَ إذا كان في قُبلٍ من الآخرةِ وانقطاعٍ من الدُّنيا نزلت إليه ملائكةٌ كأنَّ وجوهَهم الشمسُ. قال: وإنه ليسمعُ خفقَ نعالِهم إذا ولَّوا مُدبرينَ فيقال له: يا هذا من ربُّك؟ وما دينُك؟ ومن نبيُّك؟ قال: يقول: ربيَ اللهُ ودينيَ الإسلامُ ونبيي محمدٌ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ثم ينادي منادٍ من السماءِ وذكر كلامًا وذلك قوله تعالى: “يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَة”. (( الراوي : البراء بن عازب | المحدث : ابن جرير الطبري | المصدر : مسند عمر، الصفحة أو الرقم: 2/491 | خلاصة حكم المحدث : صحيح ))

ومن الآيات الأخرى التي تدل على عظيم نعم الله على عباده كما أنها متعلقة بحديث عن مشاهد يوم القيامة ما جاء عن أنس بن مالك قال النبيّ -عليه الصلاة والسلام-:  يُخْرَجُ لابنِ آدمَ يومَ القيامةِ ثَلاثةُ دَوَاوِينَ : دِيوَانٌ فيهِ العَمَلُ الصَّالِحُ ، ودِيوَانٌ فيهِ ذنوبُهُ ، ودِيوَانٌ فيهِ النِّعَمُ مِنَ اللهِ تعالى عليهِ ، فيقولُ اللهُ لأَصْغَرِ نِعَمِهِ أَحْسِبُهُ قال في دِيوَانِ النِّعَمِ : خُذِي ثَمَنَكِ من عَمَلِه الصَّالِحِ ، فَتَسْتَوْعِبُ عَمَلهُ الصَّالِحَ كلَّهُ ، ثُمَّ تَنَحَّى وتقولُ : وعِزَّتِكَ ما اسْتَوْفَيْتُ وتَبْقَى الذُّنوبُ والنِّعَمُ فإِذَا أرادَ اللهُ أنْ يرحمَ قال : يا عَبدي قد ضَاعَفْتُ لكَ حَسَناتِكَ وتَجَاوَزْتُ عن سَيِّئَاتِكَ أَحْسِبُهُ قال : ووَهَبْتُ لكَ نِعَمِي. “وَإِن تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا ۗ إِنَّ الْإِنسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ”. (( الراوي : أنس بن مالك | المحدث : ابن كثير | المصدر : تفسير القرآن، الصفحة أو الرقم: 4/430 | خلاصة حكم المحدث : رجاله ثقات ))

ومن خواص سورة إبراهيم أنها دلت على الصراط فقد سألت عائشة -رضي الله عنها- النبيّ -عليه الصلاة والسلام- عن قوله تعالى: “يَومَ تُبَدَّلُ الأَرضُ غَيرَ الأَرضِ وَالسَّماواتُ وَبَرَزوا لِلَّـهِ الواحِدِ القَهّارِ” فأين يكون الناس؟ قال: على الصراط”. (( الراوي : عائشة أم المؤمنين | المحدث : الألباني | المصدر : صحيح ابن ماجه، الصفحة أو الرقم: 3471 | خلاصة حكم المحدث : صحيح ))

نزلت سورة إبراهيم في المرحلة الأخيرة من العهد المكّي، حيث أن القرآن هدد قريش بأن الله سيهلكهم ويسكن المؤمنين مكانهم. وأن ما قالته قريش قالته الأمم السابقة لرسلها، وقد وعدهم سبحانه بما جرت عليه سنته من أن المؤمنين من كل أمة أسكنهم بعظيم قدرته أرض الكفار.

من أبرز المقاصد التي اشتملت عليها سورة إبراهيم بيان أن القرآن نعمة ونور من الله، لإخراج الناس من الظلمات إلى النور، وتحقيق سعادة الإنسان في الدارين الدنيا والآخرة، والتأكيد على أن وظيفة الرسل واحدة، وأن ما جاء به جميع الرسل من انذار وبلاغ وبيان لإخراج الناس من الظلمات إلى النور بإذن الله، يخرج كلّه من مشكاة واحدة. وهذه الوحدة في دعوة الرسالة والرسل هي من آيات التوحيد وهي نعمة من الله تزداد بالشكر، لكن أكثر الناس يقابلونها بالكفر والجحود.

اقرأ أيضا: أسباب نزول سورة إبراهيم

المصادر:
مصدر 1
مصدر 2
مصدر 3

Exit mobile version