شعر عربي عن الذوق

تعني كلمة الذوق أن يتصرّف الإنسان ببالغ الاحترام والأدب تجاه نفسه وتجاه الناس، كما يُقصد بالذوق أيضاً مراعاة أدق التفاصيل في سلوكيات الشخص وأقواله وأفعاله، وقد كتب الشعراء عدة قصائد شعر عربي عن الذوق.

شعر عربي عن الذوق

شعر عربي عن الذوق

يقول بهاء الدين الصيادي في واحدة من أجمل قصائد شعر عربي عن الذوق :

صاحِبْ أُولي الذَّوقِ واغْنَمْ من مجالِسِهِمْ

أسرارَ أوقاتِهِمْ إن كنتَ ذا نَظَرِ

واجعلْ لقلبِكَ عيناً في محاضِرِهِمْ

تَطوفُ بالصِّدقِ بين السَّمْعِ والبَصَرِ

هذي الفَلاةُ بها الأَحجارُ طافِحَةً

رَطيبَةٌ وكَمينُ القَدْحِ في حَجَرِ

فإنْ تَراها بلمْسٍ كلَّها اتَّحَدَتْ

ونكْتَةَ القدحِ تُبْدي كامِنَ الشَّرَرِ

فاقْدَحْ بزَنْدِ خُشوعٍ في محاضِرِهِمْ

قلوبَهُمْ لتَرَى جَلْجالَةَ الأَثَرِ

وإن سمعْتَ وما حقَّقْتَ أو نظَرَتْ

عيْناكَ وهماً جَهِلْتَ الخُبْرَ بالخَبَرِ

كم من بَعيدٍ رآهُمْ قربَ رُتبَتِهِ

يا رُبَّ في الماءِ تبدو صُورَةُ القَمَرِ.

يقول شاعر الحمراء:

قَد أثَرتُم لواعِجاً وَشُجونَا

وَهوىً كَان فِي النُّفُوسِ دَفينَا

زُرتُمُونَا أبناءَ مصرٍ فَألفَي

تمُ خَيرَ الإخوانِ إذ زُرتُمُونا

وَرَأينَا منَ الفُنُونِ جَمالاً

ورَأينَا منَ الجَمالِ فُنُونَا

ورَأينا التَّجدِيدَ في الفَنِّ وال

فَنُّ بِغَيرِ التَّجدِيدِ لاَ يَعنِينَا

ورَأيناكِ فَاطِم فَرَأينا الس

سِحر لكن سَمَّوهُ فيكِ فُتونَا

إن تَثَنَّت غُصناً تَغنَّت هَزَارا

فَوقَه بِغِنَائِهِ يُشجِينَا

هل رَأيتُم مِنَ الغُصُونِ طُيوراً

هل رَأَيتم مِنَ الطُّورِ غُصُونَأ

وَرَأينَا فَواتناً نابغاتٍ

ورَأينَا نَوَابِغاً فاتِنينَا

وَرَأينَا الشُّحرُورَ يُعدِ مُنَا شَد

واً فإِن رَدَّدَ الغِنَا يُحيينَا

وَجَمالُ الجَمالِ خِفَّةُ رُوحٍ

وَبتلكَ اتَّصَفتُمُ أجمَعينَا

ثم عبدُ العزيزِ فِي الذَّوقِ والت

تَنسِيقِ وَالتَّنظِيمِ الذي يَسبينَا

فِيهِ تُجلَى لَطافَةُ الذَّوقِ مِمَّا

يَترُكُ المَرءَ ذَاهِلاً مَفتُونَا.

يقول الإمام عبد الغني النابلسي:

الحمد لله لا جاه ولا مالُ

وإنما هو علم الله والحالُ

فلا أخاف على جاه يزول ولا

مال عليه يدٌ تبغي وتحتالُ

عندي علوم وما عندي لها أحد

في عصرنا اليوم بين الناس حمّال

أبثها بين أقوامٍ فيوهمني

بعضٌ بإيمانه والبعض نقال

وهم يلومون في إفشائها وأنا

أخاف تدركني بالكتم أنكال

لعنٌ من الله في القرآن جاء لمن

أخفى بياناً له في الذكرِ إنزال

وإنما أنا أبديها فيؤمن ذو

هدىً وينكرها من فيه إضلال

يا ويحهم كلما أصغوا لها وجدوا

قبولها فدهتهم منه أثقال

فيعرضون اكتفاءً بالذي فهموا

والفهم فيها بدون الذوق بطّال

وغاية الأمر أن البعض ليس له

منها على الجدّ إلا القيل والقال

عقدتي كلها القرآن جملتُهُ

وسنة المصطفى علم وأعمال

واللهُ لي منهما بالكشف يوضح ما

لم تستعدَّ له في القوم أبطال

ذوقٌ أكاد به أدري الغيوبَ بلا

درايةٍ لكنِ الإيمان فعّال

والذل والإنكسار القلب مشتمل

عليها دائماً ما فيه إخلال

وفي الأذيةِ لي صبرٌ ولي جلدٌ

وليس لي في انتظار النصر إهمال

عندي التفاصيل من علم الإله ترى

وغيرنا عنده في العلم إجمال

دينٌ هو الشرع بادي والحقيقة قد

دارت به فأحاطت وهي أحوال

برٌّ وبحرٌ هما دين الإله فلا

تكفر بواحدة منهن تغتال

كن مؤمناً بهما إن لم يكن لهما

فيك اقتدارٌ فللرحمن إقبال

بالشرع مؤمنهم لا بالحقيقة قل

أو بالحقيقة لا بالشرع دجال

ومؤمن بهما في جنة وعُلىً

لكن له عن تجلي الحق أشغال

لأنه ما له ذوق يحققه

بالحق والقلب منه فيه إغفال

وصاحب الذوق سرٌّ لا يباح به

ما عنده قط في الأشياء أشكال

الله أكبر هذا الدين فهتُ به

جميعه ولغيري فيه أقوال

فمن يجد عنده رشداً يدين به

أو لا فذلك للباغين تمثال.

يقول الإمام محيي الدين بن عربي:

إذا ما الشخص أظهر ما يراه

وما سبر الفهومَ ولا الزمانا

فإنَّ اللوم يلحقه عليه

ويسلب من إذاعته الأمانا

فمن شرط الأمانة أن يراه

بخيلا في أمانته عيانا

فغنَّ لها إذا فكرت أهلاً

وإنَّ لها المكانةَ والزمانا

لقد جاء الرسولُ به صريحاً

وقد كنا تلوناه قرانا

هوان الذوق من هذا وهذا

إذا كنا بحضرته قرانا

أراه مع الزمانِ بكلِّ وقتٍ

يدور بحكمةٍ وكذا يرانا

فنزه عن معارضةِ الليالي

كلامَك إن حكمَ الدهر بانا

به ربُّ البريّة قد تسمى

لذلك قد علا مجداً وشانا

لقد جاد الإله عليَّ إذ لم

أكن من أهله كرماً ودانا.

كما يقول في قصيدة أخرى:

علومُ الذوقِ ليس لها طريقٌ

تعينه الأدَّلة للعقول

سوى عملٍ بمشروعٍ وأخذٍ

بناموسٍ يكون مع القبولِ

وهمة صادقٍ جَلد شؤوس

أدلُّ من الدليل على ذلول.

اقرأ أيضا: شعر عربي عن الهدوء

أبيات شعر عربي عن الذوق

يَا أَدِيباً إِلَيْهِ كُلُّ أَدِيبٍ

رَاجِعٌ يَوْمَ حُجَّةٍ وَبَيَانِ

قِيلَ لِي إِنَّ فِي دِنَانِكَ خَمْراً

عُتِّقَتْ مُنْذُ حُقْبَةٍ فِي الدِّنَانِ

خَلُصَتْ مِنْ دَمٍ وَرُدَّتْ لِمَاءٍ

ثُمَّ أَضْحَتْ رُوحاً بِفِعْلِ الزَّمَانِ

عَرَقُ الذُّوقِ آيَةُ الذَّوقِ فِيمَا

وَصَفوُهُ وَغَايَةُ الإِتْقَانِ

فَإِذَا كَانَ مِنْهُ عِنْدَكَ فَضْلٌ

فَابْذُلِ الفَضْلَ وَاغْتَنِمْ شُكْرَانِي.

  • يقول حافظ إبراهيم:

إِني لتطربُني الخِلالُ كريمةً

طربَ الغريبِ بأوبةٍ وتلاقِ

ويَهُزُّني ذكْرُ المروءةِ والندى

بين الشمائلِ هزةَ المشتاقِ

فإِذا رُزقتَ خَليقةً محمودةً

فقد اصطفاكَ مقسِّمُ الأرزاقِ

والناسُ هذا حظُّه مالٌ وذا

علمٌ وذاكَ مكارمُ الأخلاقِ

عدوَّاك المكارمُ والكرامُ

وخلُّك دونَ خلَّتكِ اللئامُ

ونفسكَ نفسُ كلبٍ عندَ زورٍ

وعقبى زائرِ الكلبِ التدامُ

تهرُّ على الجليسِ بلا احترامٍ

لتحشمه إذا حضرَ الطعامُ

إذا ما كانتِ الهممُ المعالي

فهمُّكَ ما يكونُ به الملامُ

قبحتَ ولاَ سقاكَ الله غيثاً

وجانبكَ التحيَّة ُوالسَّلامُ.

يا صاحب الذوق السليم

ويا فتى الفتيان

لو قيل لي أقم الدليل

على رقي الشبان

لأقمت تيجان البيان

براحة التيجاني

مذ فيك عنوان النجابة

ساطع البرهان

لا نقص في ميزانه

والشعر بالميزان.

اقرأ أيضا: شعر عربي عن المروءة

المصادر:
مصدر 1
مصدر 2
مصدر 3
مصدر 4
مصدر 5
مصدر 6

Exit mobile version