شعر عربي فصيح عن الهجر
يقول ابن قلاقس في واحدة من أجمل قصائد شعر عربي فصيح عن الهجر :
هجرَ الحِبُّ وإن أصبحَ جارا
-
-
-
-
- وسطا الوجدُ على ضعفي وجارا
-
-
-
فضلوعي بينها نارُ أسًى
-
-
-
-
- من عُرامٍ ألهبَ الأحشاءَ نارا
-
-
-
إذا نجا العاذلُ نحوي في الهوى
-
-
-
-
- قلت قد صرّحت باللوم جهارا
-
-
-
لا تلم كل امرئٍ ذي صبوة
-
-
-
-
- في مهاةٍ تُخجِلُ الشمس نهارا
-
-
-
ومتى حاولتَ صبّاً في الهوى
-
-
-
-
- قد يقيم الحسن للصب اعتذارا
-
-
-
سيّما خَوْدٌ إذا قابلْتَها
-
-
-
-
- خِلْتَها ماءً وناراً وعُقارا
-
-
-
ومتى غازلتها عن لحظها
-
-
-
-
- خلتَ في أجفانها الوسْنى خُمارا
-
-
-
وإذا ألْمَحْتَ باللحظِ لها
-
-
-
-
- أثّر اللحظُ بخدّيْها احمرارا
-
-
-
أطلعَتْ صُبْحاً وليلاً فاحماً
-
-
-
-
- وحمَتْ في وجنتَيْها جُلّنارا
-
-
-
ذاتُ قدٍّ كقضيبٍ ناعمٍ
-
-
-
-
- أثمر البدرَ إذا البدرُ استدارا
-
-
-
جرّدَتْ من لحظِها سيفاً على
-
-
-
-
- وامقٍ قد شحذَتْ منه الغِرارا
-
-
-
آه قد ذُبْتُ غراماً وجوى
-
-
-
-
- وعدمت الصّبرَ وعداً وانتظارا
-
-
-
إن لي قلباً إذا قلبته
-
-
-
-
- لسُلوٍّ لم أجدْ منه اصطبارا
-
-
-
يا حُداةَ العيسِ مهلاً إنّ لي
-
-
-
-
- وسطَ الأحداجِ قلباً مُستطارا.
-
-
-
يقول الملك الأمجد:
أَلَمُ الفراقِ نَفَى الرُّقادَ وَنفَّرا
-
-
-
-
- فلذاكَ جَفْنِيَ لا يلائمُه الكرى
-
-
-
جسدٌ يذوبُ مِنَ الحنينِ ومقلةٌ
-
-
-
-
- حكمَ البعادُ وجَوْرُهُ أن تَسْهَرا
-
-
-
يا منزلاً أستافُ رَوْحَ صعيده
-
-
-
-
- فكأننَّي أستافُ مسكاً أذفَرا
-
-
-
وكأنَّني لمّا نشقتُ عبيرَهُ
-
-
-
-
- أودعتُ أسرابَ الخياشمِ عنبرا
-
-
-
جادَ القِطارُ ثرى ربوعِكَ وانثنى
-
-
-
-
- فيها السحابُ كماءِ دمعي مُمطِرا
-
-
-
وأما ودمعٍ كلَّما نهنهتُهُ
-
-
-
-
- جمَحَتْ بوادرُ غربِه فتحدَّرا
-
-
-
اِنّي أُجِلُّ ترابكنَّ بأنْ يُرى
-
-
-
-
- يوماً بغيرِ ملثهِّنَّ مُغرفَرا
-
-
-
ولقد شكرتُ الطيفَ لما زارني
-
-
-
-
- بعدَ الهُدُوِّ وحَقُّهُ أن يُشكَرا
-
-
-
أسرى اليَّ وقد نحلتُ فوالهوى
-
-
-
-
- لولا الأنينُ لكادَ بي أن يعثرا
-
-
-
ومن البليَّةِ أن صيِّبَ أدمعي
-
-
-
-
- أضحى عنِ السرِّ المصونِ مُعَبَّرا
-
-
-
ومولَّهٍ في الوجدِ حدَّثَ دمعُهُ
-
-
-
-
- بأليمِ ما يلقاهُ فيه وخبَّرا
-
-
-
ما أومضَ البرقُ اليمانِ على الغَضا
-
-
-
-
- اِلاّ تشوَّقَ عهدَهُ وتذكَّرا.
-
-
-
اقرأ أيضا: أجمل أبيات الشعر الفصيح
يقول ابن دنينير:
أما الفراق فإنّ موعده غد
-
-
-
-
- فإلآمَ يعذل عاذل ويفند
-
-
-
قد ازمعوا للبين حتى أنه
-
-
-
-
- قرب البعاد وحان منه الموعد
-
-
-
فدموع عيني ليس ترقأ منهم
-
-
-
-
- ولهيب قلبي في الهوى لا يخمد
-
-
-
أورثتموني بالنوى من عزكم
-
-
-
-
- ذلا ومثل الذل ما يتعوّد
-
-
-
يا جيرة العلمين قلّ تصبّر
-
-
-
-
- عن وصلكم حقا وعزّ تجلّد
-
-
-
أنى ذكرتكم فصبر غائر
-
-
-
-
- عنكم وقلب في هواكم منجد
-
-
-
أوشمت بارقة الشآم فإنما
-
-
-
-
- بين الأضالع زفرة تتوقّد
-
-
-
يا حبّذا ربع بمنبج إذ غدا
-
-
-
-
- فيه يغازلني الغزال الأغيد
-
-
-
ربع يروح القلب فيه مروحا
-
-
-
-
- والشوق نحو لقائه يتزيّد
-
-
-
ما لذّ لي عيش بغير ربوعه
-
-
-
-
- إلا به عيش ألذّ وأرغد
-
-
-
يا من نأوا والشوق يدنيهم إلى
-
-
-
-
- قلبي وإن بعدوا وإن لم يبعدوا
-
-
-
أصفيتكم في الحبّ محض مودمي
-
-
-
-
- ولها وليس لكم إلّ تودّد
-
-
-
ولربّ لاح في هواكم لم يبت
-
-
-
-
- والجفن منه للفراق مسهّد
-
-
-
قد زاد في عذ لي بكم فكأنّه
-
-
-
-
- سيف عليّ مع الزمان مجرّد
-
-
-
أيروم أن أسلو وسمعي لم يصح
-
-
-
-
- نحو الملام وسلوتي ما توجد
-
-
-
والشيب في رأسي يلوح ومفرقي
-
-
-
-
- والشمل من ريب الزمان مبدّد.
-
-
-
يقول إيليا ابو ماضي:
أَزَفَّ الرَحيلُ وَحانَ أَن نَتَفَرَّقا
-
-
-
-
- فَإِلى اللِقا يا صاحِبَيَّ إِلى اللِقا
-
-
-
إِن تَبكِيا فَلَقَد بَكَيتُ مِنَ الأَسى
-
-
-
-
- حَتّى لَكِدتُ بِأَدمُعي أَن أَغرَقا
-
-
-
وَتَسَعَّرَت عِندَ الوَداعِ أَضالِعي
-
-
-
-
- ناراً خَشيتُ بِحَرّها أَن أَحرَقا
-
-
-
ما زِلتُ أَخشى البَينَ قَبلَ وُقوعِهِ
-
-
-
-
- حَتّى غَدَوتُ وَلَيسَ لي أَن أُفرَقَ
-
-
-
يَومَ النَوى لِلَّهِ ما أَقسى النَوى
-
-
-
-
- لَولا النَوى ما أَبغَضَت نَفسي البَقا
-
-
-
رُحنا حَيارى صامِتينَ كَأَنَّما
-
-
-
-
- لِلهَولِ نَحذُرُ عِندَهُ أَن نَنطِقا
-
-
-
أَكبادُنا خَفّاقَةٌ وَعُيونُنا
-
-
-
-
- لا تَستَطيعُ مِنَ البُكا أَن تَرمُقا
-
-
-
تَتَجاذَبُ النَظَراتِ وَهيَ ضَعيفَةٌ
-
-
-
-
- وَنُغالِبُ الأَنفاسَ كَيلا تُزهَقا
-
-
-
لَو لَم نُعَلِّل بِاللِقاءِ نُفوسَنا
-
-
-
-
- كادَت مَعَ العَبَراتِ أَن تَتَدَفَّقا
-
-
-
يا صَحِبَيَّ تَصَبَّرا فَلَرُبَّما
-
-
-
-
- عُدنا وَعادَ الشَملُ أَبهى رَونَقا.
-
-
-
اقرأ أيضا: شعر عربي عن البعد
أبيات شعر عربي فصيح عن الهجر
- يقول ابن الرومي:
فقدتُكِ يا كنيزةُ كلَّ فقدٍ
-
-
-
-
- وذُقتِ الموت أولَ من يموتُ
-
-
-
فقد أوتيتِ رحبَ فمٍ وفرجٍ
-
-
-
-
- كأنك من كلا طَرَفَيكِ حُوتُ
-
-
-
ويابسةُ الأسافلِ والأعالي
-
-
-
-
- كأنكِ في المجالس عَنكبوتُ
-
-
-
عظامٌ قد براها السُّلُّ برياً
-
-
-
-
- فما فيها لبعض الطير قوتُ
-
-
-
وإن غنَّيتِ زنَّيت الندامى
-
-
-
-
- فلا عَمِرتْ بحضرتك البُيوتُ
-
-
-
رُزقتُك ليلةً فرُزقتُ رزقاً
-
-
-
-
- بوُدِّي أنه أبداً يفوتُ
-
-
-
سأقترحُ السكوتَ عليك دهري
-
-
-
-
- فأحسنُ ما تُغنينَ السكوتُ.
-
-
-
- يقول قيس بن الملوح:
وَحَدَّثتُ نَفسي بِـ الفِراقِ أَروضُها
-
-
-
-
- فَقالَت رُوَيداً لا أَغُرُّكَ مِن صَبري
-
-
-
فَقُلتُ لَها فَالهَجرُ وَالبَينُ واحِدٌ
-
-
-
-
- فَقالَت أَأُمنى بِالفِراقِ وَبِالهَجرِ.
-
-
-
- يقول ابن المعتز:
أَخطَأتَ يا دَهرُ في تَفَرُّقِنا
-
-
-
-
- وَيحَكَ تُب بَعدَها وَلا تَعُدِ
-
-
-
يا شُرُّ بِاللَهِ أَخِّري أَجَلي
-
-
-
-
- لا تَقتُليني بِالهَمِّ وَالكَمَدِ
-
-
-
ما لي أَرى اللَيلَ لا صَباحَ لَهُ
-
-
-
-
- ما الهَجرُ إِلّا لَيلٌ بِغَيرِ غَدِ
-
-
-
يا جامِعَ الهَجرِ وَالفِراقِ أَلا
-
-
-
-
- تَجمَعُ بَينَ الفوآدِ وَالجَسَدِ.
-
-
-
- يقول ابن الأبار البلنسي:
غَلَبَتْ عَلَيَّ لِبُعْدِكُمْ أَشْجانِي
-
-
-
-
- وَجَفا الكَرَى مِنْ بَعْدِكُمْ أَجْفانِي
-
-
-
وَتَضَرَّمَتْ بَيْنَ الجَوَانِحِ لَوْعَةٌ
-
-
-
-
- إِطْفاؤُها أَعْيَا عَلى الطُّوفانِ
-
-
-
هَيْهاتَ يَدْنُو الصّبْرُ مِنِّيَ بَعْدَهَا
-
-
-
-
- وأَنَا البَعيدُ الأَهْلِ والأَوْطَانِ
-
-
-
لَوْ أنَّ ثَهْلاناً تَحَمَّلَ بَعْضَ ما
-
-
-
-
- حُمِّلْتُهُ خَرَّتْ ذُرَى ثَهْلانِ
-
-
-
أَسْرٌ وقَسْرٌ لا قَرَارَ عَلَيْهِما
-
-
-
-
- وَتَغَرُّبٌ عَنْ أسْرَتِي ومَكَانِي
-
-
-
هَذا وَكَمْ أَثْناء هَذا مِنْ أَسىً
-
-
-
-
- فَضَح العَزَاء ومِنْ هَوىً وَهَوانِ
-
-
-
ويَهُونُ ذَلِكَ لِلْفِراقِ وطَعْمِهِ
-
-
-
-
- إنَّ الفِراق هُوَ الحِمامُ الثَّانِي.
-
-
-
اقرأ أيضا: كلام عن الرحيل