الحب من أجمل الأشياء في هذه الحياة، ولكن عندما يتعرض ذلك الحب لظروف قاسية توجب على أحد الطرفين الابتعاد، عندها يصبح الحزن سيد الموقف، فلا شيء أصعب من الابتعاد عمن نحب، وقد اعتنى الشعراء بتناول هذا الشعور، فكتبوا الكثير من قصائد شعر عربي عن البعد والافتراق.
شعر عربي عن البعد
- يقول الشاعر ريان عبد الرزاق الشققي في واحدة من أجمل قصائد شعر عربي عن البعد والافتراق:
أهرقتُ بنت العين بعد فراقكم
-
-
-
-
- سيلاً يموج وبحر روحي متعَبُ
-
-
-
والقلب يخفق في صراع بكائه
-
-
-
-
- والصدر ضج كطبل حرب يضرب
-
-
-
ما للنسائم في حياتي موضع
-
-
-
-
- ما للمناهل مسلك يتوثب
-
-
-
ما للضلوع جلادة كي تنكوي
-
-
-
-
- بلظى الفراق وكل يوم تثقب
-
-
-
النهر يلهث من جفاف سمائه
-
-
-
-
- والقلب يلوي إن جفاه المطلب
-
-
-
والنفس تذرف دمعها من عينها
-
-
-
-
- في ظل خطب بان منه المأرب
-
-
-
والروح ما للروح في كوني سما
-
-
-
-
- ضجرت فراحت للفضا تتحسب
-
-
-
طرقت دروب الشوق عند أحبة
-
-
-
-
- والشوق أين لظاه منها يهرب
-
-
-
فتعثرت كل الخطا وتذمرت
-
-
-
-
- وبدا الزمان إلى التخاذل أقرب
-
-
-
تاهت وضاعت في النجوم سبيلها
-
-
-
-
- كل الدروب على المدى تتشعب
-
-
-
أين الضواحك أين أين أحبتي
-
-
-
-
- أين المناهل أين مني المشرب
-
-
-
أين المنازل تنحني للقائنا
-
-
-
-
- أين النسائم تهتدي وتقرِّب
-
-
-
قد كان ظني أن قلبي باسل
-
-
-
-
- يقوى على الهجران لا يتعذب
-
-
-
قد كنت أحسب أنه ياليتني
-
-
-
-
- لا أعشق الأحباب لا أتحبب
-
-
-
فإذا أراني والحياة ذميمة
-
-
-
-
- ألتاع بالذكرى وحسبي أطرب
-
-
-
وإذا الورود مساقة عن سوقها
-
-
-
-
- تسقي الرحيق لنحلة تتورب
-
-
-
فالعطر ناء مع الأحبة عندما
-
-
-
-
- رحلوا وقمت إلى المدى أتصوب
-
-
-
جياشة في القلب عاطفتي التي
-
-
-
-
- قد أطلقتْ سهما يصيب ويثقب
-
-
-
أمري غريب يا أحبة خافقي
-
-
-
-
- لو أطلب الدنيا تعز وتنصب
-
-
-
مثل أنا في العشق أُضرب كلما
-
-
-
-
- رحل الحبيب وطيفه يتقرب
-
-
-
سأحبُّ مادام الفؤاد مرددا
-
-
-
-
- ضرباته فمراده لا ينضب
-
-
-
ولئن هنا قلبي فحسبي راحل
-
-
-
-
- إن ماد تحتي السطح لا تتعجبوا
-
-
-
- يقول الشاعر أبو الهدى الصيادي في قصيدته في حالة البعد روحي كنت أرسلها:
في حالة البعد روحي كنت أرسلها
-
-
-
-
- لحضرة عظمت فيها مراقبتي
-
-
-
حتى إذا وصلت أعتاب دولته
-
-
-
-
- تقبل الأرض عني فهي نائبتي
-
-
-
وهذه نوبة الأشباح قد حضرت
-
-
-
-
- حضور حاضرة في حال غائبة
-
-
-
تروم منك رسول الله مكرمة
-
-
-
-
- فامدد يمينك كي تحظى بها شفتي
-
-
-
- يقول الشاعر ياسر الأطرش في قصيدته قريبٌ منكِ حتى البُعد:
هي دورةٌ أخرى
ونصبح قادرين على اعتياد الحزنِ
نعشق يأسنا ونظلُّ خلف الباب ننتظر الغيابْ
أجسادنا رملٌ تكوّمه الرياح على الرصيفِ
فقبّليني.. قبل أن يطفو على أسمائنا جيلٌ جديدْ
البحر ليس لنا
ولكنّ ارتعاش وجوهنا في الماءِ.. آيه
والآن.. تبتعد الصلاة إلى مرافئها
وصوتكِ.. طاعنٌ بالخوف.. يكسرني
وأعرف أنّ هذا الليل- بعدكِ- صورةٌ للموتِ
يرسمها النعاس على العيونِ
لتطمئنّ إلى مذابحها
وأعرف أنني ضيّعتُ أمي فيكِ، وانتحرتْ بلادي
فامشي بقامتكِ القصيّة فوق أحلامي
ازرعيني في عيونكِ
كي أكون أنا.. أنا
أو كي أحاولْ..
أنا لا أحب الناس بعدكِ
لا أعيش ولا أموت ولا أحاولْ
إنْ غبتِ.. غبتُ
وإن طلعتِ أصيرُ خبزاً رائعاً
ما الماء يُحيينا إذاً
لكنّ حسنكِ حين يسقي الأرض
تخضرُّ السنابلْ.
اقرأ أيضا: أقوال مأثورة عن البعد والفراق
شعر عربي عن البعد لنزار قباني
لنفترق قليلاً
لخيرِ هذا الحُبِّ يا حبيبي
وخيرنا
لنفترق قليلاً
لأنّني أريدُ أن تزيدَ في محبتي
أريدُ أن تكرهني قليلاً
بحقِّ ما لدينا
من ذِكَرٍ غاليةٍ كانت على كِلَينا
بحقِّ حُبٍّ رائعٍ
ما زالَ منقوشاً على فمينا
ما زالَ محفوراً على يدينا
بحقِّ ما كتبتَهُ إليَّ من رسائلِ
ووجهُكَ المزروعُ مثلَ وردةٍ في داخلي
وحبّكَ الباقي على شَعري على أناملي
بحقِّ ذكرياتنا
وحزننا الجميلِ وابتسامنا
وحبّنا الذي غدا أكبرَ من كلامنا
أكبرَ من شفاهنا
بحقِّ أحلى قصةٍ للحبِّ في حياتنا
أسألكَ الرّحيلا
لنفترق أحباباً
فالطّيرُ في كلِّ موسمٍ
تفارقُ الهضابا
والشّمسُ يا حبيبي
تكونُ أحلى عندما تحاولُ الغيابا
كُن في حياتي الشكَّ والعذابا
كُن مرَّةً أسطورةً
كُن مرةً سراباً
وكُن سؤالاً في فمي
لا يعرفُ الجوابا
من أجلِ حبٍّ رائعٍ
يسكنُ منّا القلبَ والأهدابا
وكي أكونَ دائماً جميلةً
وكي تكونَ أكثر اقتراباً
أسألكَ الذّهابا
لنفترق ونحنُ عاشقان
لنفترق برغمِ كلِّ الحبِّ والحنان
فمن خلالِ الدّمعِ يا حبيبي
أريدُ أن تراني
ومن خلالِ النّارِ والدُّخانِ
أريدُ أن تراني
لنحترق، لنبكِ يا حبيبي
فقد نسينا
نعمةَ البكاءِ من زمانِ
لنفترق
كي لا يصيرَ حبُّنا اعتياداً
وشوقنا رماداً
وتذبلَ الأزهارُ في الأواني
كُن مطمئنَّ النّفسِ يا صغيري
فلم يزَل حُبُّكَ ملء العينِ والضّمير
ولم أزل مأخوذةً بحبّكَ الكبير
ولم أزل أحلمُ أن تكونَ لي
يا فارسي أنتَ ويا أميري
لكنّني، لكنّني
أخافُ من عاطفتي
أخافُ من شعوري
أخافُ أن نسأمَ من أشواقنا
أخاف من وِصالنا
أخافُ من عناقنا
فباسمِ حبٍّ رائعٍ
أزهرَ كالرّبيعِ في أعماقنا
أضاءَ مثلَ الشّمسِ في أحداقنا
وباسم أحلى قصةٍ للحبِّ في زماننا
أسألك الرّحيلا
حتّى يظلَّ حبنا جميلاً
حتىّ يكون عمرُهُ طويلاً
أسألكَ الرّحيلا.
اقرأ أيضا: خواطر عن البعد