القلب السليم هو الذي يمتلئ ب

إنّ القلب هو المعيار الرئيسيّ لفلاح الإنسان ونجاحه في حياته، فإن كان قلبه سليماً صحيحاً، كانت حياته كذلك، فالقلب السليم هو أساس صلاح الإنسان، ومن صفات المسلمين أن قلوبهم سليمة ومحصّنة أمام ما يواجهونه في حياتهم من فتنٍ وشبهاتٍ، ولذلك يجب على المسلم معرفة أن القلب السليم هو الذي يمتلئ ب ماذا؟

القلب السليم هو الذي يمتلئ ب

القلب السليم هو الذي يمتلئ ب

إن القلب السليم هو الذي يمتلئ ب الإيمان بالله تعالى والتوكل عليه والرضا بقضائه إضافةً إلى حب الخير ويخلو من الشرك والشر.

وعلى المسلم أن يسعى لأن يكون قلبه سليماً، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (ألا وإنَّ في الجَسَدِ مُضْغَةً، إذا صَلَحَتْ صَلَحَ الجَسَدُ كُلُّهُ وإذَا فَسَدَتْ، فسدَ الجَسدُ كُلُّهُ، ألا وهِيَ القَلبُ). (( الراوي : النعمان بن بشير | المحدث : البخاري | المصدر : صحيح البخاري، الصفحة أو الرقم: 52 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] ))

يجب أن يكون القلب سليماً لإفادة المسلم عند لقاء الله تعالى، وحساب العبد يوم القيامة؛ لأن القلب هو محلّ مراقبة الله تعالى لعباده؛ فالله تعالى ينظر إلى قلب الإنسان وحاله، وبالقلب تَصلح أو تسوء نيّة الإنسان، وإخلاص النيّة لله تعالى هو دليل قبول عمل الإنسان.

اقرأ أيضا: أحاديث عن طهارة القلب

علامات القلب السليم

لكلّ شيءٍ ما يميّزه، والقلب السليم له علاماتٌ تميّزه عن غيره من القلوب، ومن علامات القلب السليم:

  • الإيمان بوجود يوم القيامة، وأنّه حقٌّ وهو آتٍ لا محالةٍ.
  • التوبة إلى الله تعالى.
  • الخلو من الأخلاق الذّميمة، وذلك بألّا يكون حاملاً في داخله البغض للآخرين.
  • دوام الرضا والقناعة لتقادير الله تعالى في أمور الإنسان.
  • معرفة حقيقة الدنيا، فيعلم أنّ الدنيا محطّةٌ وتنتهي، وأنّ قلبه معلّقٌ بالآخرة.
  • السعادة بالقرب من الله تعالى، وحبّه، والتوكّل عليه، والاطمئنان بقُربه.
  • المحافظة على ذكر الله تعالى، والاطمئنان بذكره.
  • الإصابة بالكدر والتعب والضيق إذا انقضى يومٌ من أيّامه دون قراءة ورده اليومي.
  • إرضاء الله تعالى، وأن تكون كلّ حياته لله تعالى.
  • الاطمئنان والسكينة عند أداء الصلوات اليوميّة.
  • التألّم إذا ارتكب ذنوباً ومعاصي، حتى ولو كانت صغيرةً.
  • عدم إيذاء الناس.
  • الاهتمام بإتقان العمل، والإحسان في أدائه.

اقرأ أيضا: نبذة عن كتاب طب القلوب

الوسائل المُعينة على سلامة القلب

القلب السليم

حتى يتحلّى المسلم بصفة القلب السليم، عليه الحرص على اتّباع بعض الوسائل التي تُعينه على ذلك، ومنها:

  • أن يحرص المسلم على أن يخلص نيّته لله تعالى في كلّ ما يفعله في حياته.
  • أن يتحلّى المسلم بالرضا والقناعة في كلّ ما يحصل له في حياته، وما يكتبه الله تعالى له.
  • أن يتدّبر المسلم آيات القرآن الكريم، ويحرص على قراءته في كلّ وقتٍ وكلّ حينٍ؛ لأنّ من فضائل القرآن الكريم أنّه شفاءٌ للناس من تلك الأمراض النفسيّة التي قد تصيب القلب.
  • أن يتصف المسلم بالأخلاق الكريمة، ومنها: أن يُحسن فهم مقصود الآخرين، والتماس الخير في كلامهم، وإحسان الظنّ بهم.
  • أن يسعى لنصح من حوله من الناس، وذلك بطريقةٍ حسنةٍ، وأسلوبٍ لا إيذاءٍ فيه.
  • أن يستعين المسلم بالدعاء، فيدعو الله تعالى أن يرزقه قلباً سليماً مؤمناً به، لا يحمل في داخله إلّا الحبّ والسلام والخير للناس.
  • أن يلقي المسلم تحيّة الإسلام على من حوله؛ لأنّ ذلك يولّد بين الناس المودّة والألفة، ويُبعد عنهم السوء والكره.
  • أن يقدّم المسلم الهدايا لمن يحبّه؛ فتقديم الهدايا بين الناس تعمل على تقوية العلاقات بينهم.
  • أن يحضر المسلم مجالس أهل العلم، لكي ينال العلم منهم.
  • أن يبقى المسلم مستحضراً فكرة الموت واليوم الآخر؛ لأنّ ذلك يؤدّي إلى رقّة القلب.
  • أن يُقلع المسلم عن الذنوب والمعاصي، ويستغفر الله تعالى، ويتوب إليه.
  • أن يختار الرفقة الحسنة الصالحة المحبّة للخير.
  • أن يمنح الخير للناس، ويعمل على قضاء حوائجهم، والإحسان إلى الفقراء والمحتاجين.

اقرأ أيضا: أحاديث عن جبر الخواطر

أنواع القلوب

أنواع القلوب

  • القلب الذي لا حياة فيه؛ وهو القلب الخالي من الحياة؛ أي الميّت، وتكون صفته كذلك؛ لأنّه قلبٌ غير مؤمنٍ بالله تعالى، بعيداً عنه، وهذا القلب هو قلب الكافر، الذي ينافق في عمله، والذي يتّصف بالتعالي على الناس.
  • القلب الذي فيه مرضٌ؛ فهو القلب المريضٌ؛ لأنّه مع وجود الإيمان في داخله، إلّا أنّ في داخله أيضاً ميلٌ للشهوات، والفتن، والأمراض النفسيّة الناتجة عن اتّباع ذلك، والإيمان الموجود في هذا القلب ليس إيماناً كبيراً وقويّاً، بل يشوبه حالةٌ من الضعف، ونتيجة ذلك يكون متّبعاً للشهوات.
  • القلب غير الثابت؛ وهو القلب المتقلّب؛ لأنّ في داخله شقّين؛ شقٌّ يحثّه على الإيمان بالله تعالى، واتّباع أوامره، والتزام دينه، وشقٌّ يحثّه على ارتكاب المعاصي والذنوب، فهذا القلب ليس بحالٍ ثابت؛ لأنّه في حال ازدياد منسوب الإيمان في قلبه يتجّه لأداء العبادات واتّباع أوامر الله تعالى، وفي حال الغفلة والبعد عن التقوى، يتجّه نحو اتّباع شهواته.
  • القلب السليم؛ ومن صفاته أنّه صالحٌ سالمٌ من الغلّ والحقد، مؤمنٌ بالله تعالى إيماناً صادقاً قويّاً، يسعى لإرضاء الله تعالى باتّباع أوامره واجتناب نواهيه، عامرٌ قلبه بالاطمئنان والرضا والتوكّل.

اقرأ أيضا: آيات قرآنية عن جبر القلوب

المصادر:
مصدر 1
مصدر 2
مصدر 3

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *