مقاصد سورة الصف

تُعد سورة الصف من السور المسبحات السبع في القرآن الكريم والتي أشار إليها رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وسُميت بذلك لأنها تبدأ بتمجيد الله تعالى وتسبيحه، كما تُسمى سورة الصف بهذا الاسم للوصف الذي يجب أن يكون عليه المؤمنون أثناء استجابتهم لربهم قولاً وفعلاً حين يأمرهم بالعبادة والقتال في سبيله، وهو أن يكونوا صفاً واحداً كالبنيان المرصوص، وتعظم مقاصد سورة الصف وما تتضمنه من موضوعات.

مقاصد سورة الصف

مقاصد سورة الصف

تعنى سورة الصف بالأحكام التشريعية، وتتحدث عن موضوع اتحاد المسلمين لمجاهدة أعداء الله، وعن التجارة الرابحة التي بها سعادة المؤمن في الدنيا والآخرة، وقد جاءت مقاصد سورة الصف تفصيلًا كالتالي:

اقرأ أيضا: موضوعات ومضامين سورة البقرة

موضوعات ومضامين سورة الصف

تدور موضوعات ومضايمن سورة الصف حول نصرة دين الله وذلك من خلال أمرين:

البذل والحث على نصرة الدين: بعض المسلمين ممن يدعي حب الدين وحب الله وحب نصرته، مبرز في مجال العبادة والخشوع والصلاة والذكر وقراءة القرآن، بعبارة أخرى في مجال التعبد الفردي المحض، وهذا أمر مطلوب وضروري ولا شك، ولكن لا بد له من شيء يكمله، ألا وهو الاجتهاد في الذب عن حياض الدين ونصره ومقارعة أعداءه، إذ لا بد للدين من طائفة تحميه وتنصره وتذود عن حياضه، والله يحفظ هذا الدين ويؤيده بمثل هؤلاء.

الاجتماع في نصرة الدين: وراء الأكمة ما وراءها، ووراء ظاهر الحديث ما وراءه، فإن الباذلين ربما حدثتهم أنفسهم بما بذلوا ولربما طلبت أنفسهم مقابلا في سبيل هذا البذل وهنا يقع التنازع، نبهت السورة في هذه الجملة وفي اسم السورة إلى ضرورة التخلي التام عن حظ النفس وإلى ضرورة المحافظة على نقاء القلوب وصفاءها، إذ أن الصفوف لا ترتص ولا تكون بنيانا إلا إذا أعطى الباذلون فيها لأجل الله وحده لا لأجل شيء، فالاجتماع هو علامة الإخلاص، ويأتي هذا المعنى في عدة مواضع من السورة مثل قوله تعالى : في سبيله – في سبيل الله – أنصار الله – أنصاري إلى الله.

اقرأ أيضا: موضوعات ومضامين سورة المؤمنون

لطائف سورة الصف

افتتحت سورة الصف بالتسبيح لما خُتمت به سورة الممتحنة من قوله {لا تتولوا قوماً غضب الله عليهم (13)} وهم اليهود، وقد تقدم الإيماء إلى ما استوجبوا به هذا فأتبع بالتنزيه لما تقدم بيانه فإنه مما تعقب به ذكر جرائم المرتكبات ولا يرد في غير ذلك.

ثم أتبع ذلك بأمر العباد بالوفاء وهو الذي حد لهم في الممتحنة ليتنزهوا عن حال مستوجبي الغضب بنقيض الوفاء والمخالفة بالقلوب والألسنة فقيل للمؤمنين: {يا أيها الذين آمنوا لم تقولون مالا تفعلون (2)} أي احذروا أن تشبه أحوالكم حال من استحق المقت واللعنة والغضب، ثم أتبع بحسن الجزاء لمن وفى قولاً وعقداً ولساناً وضميراً، وثبت على ما أمر به فقال: {إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفاً (4)} لتناسج ما بعد.

ولما كان الوارد من هذا الغرض في سورة الممتحنة قد جاء على طريق الوصية وسبيل النصح والإشفاق، أتبع في سورة الصف بصريح العتب في ذلك والإنكار ليكون بعد ما تمهد في السورة قبل أوقع في الزجر، وتأمل كم بين قوله سبحانه {يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء (1)} الممتحنة، وما تضمنته من اللطف وبين قوله في سورة الصف {لم تقولون مالا تفعلون كبر مقتاً عند الله أن تقولوا مالا تفعلون (2)}.

اقرأ أيضا: أسباب نزول سورة الصف

المصادر:
مصدر 1
مصدر 2
مصدر 3

Exit mobile version