مقاصد سورة الحديد

أجمع المفسرون على أن سورة الحديد سورة مدنية؛ لأن طابع هذه السورة هو طابع مدني، وتدل مقاصد سورة الحديد وموضوعاتها على ذلك، حيث كان فيها حديث عن الفتح، وأحوال الناس قبل الفتح وبعده، وقد قيل إنّ هذا الفتح كان فتح مكة المكرمة، أو صلح الحديبية، كما وذُكر فيها أيضاً حديثٌ عن أحوال المنافقين.

مقاصد سورة الحديد

مقاصد سورة الحديد

من خلال التأمل في آيات هذه السورة الكريمة تتجلى لنا مقاصدها الرئيسة التي تتمثل في الموازنة بين الجانب المادي والروحاني، أما مقاصدها التفصيلية فقد جاءت وفق التالي:

اقرأ أيضاً: أسباب نزول سورة الحديد

موضوعات ومضامين سورة الحديد

خُتمت سورة الواقعة -وهي قبل سورة الحديد- بطلب التسبيح والتنزيه لله، قال تعالى: {فسبح باسم ربك العظيم} (الواقعة:96) وهذه السورة بُدئت بالتسبيح، قال سبحانه: {سبح لله ما في السماوات والأرض} (الحديد:1) فكان أول سورة الحديد واقع موقع التعليل لما في آخر سورة الواقعة، فكأنه قيل: {فسبح باسم ربك العظيم}؛ لأنه {سبح لله ما في السماوات والأرض}.

ويمكن إدراك موضوع ومضمون سورة الحديد من خلال الآية الأولى في السورة الكريمة بأنه سبح لله ما في السماوات والأرض، وهو العزيز خالق هذا الوجود كلّه، الحكيم الذي يدبر أمره بحكمته. وهذا هو مقصدها باعتبار ما أراده الله من مخلوقاته: إذ يُعْلمُنا الله سبحانه أن كل المخلوقات تسبّحه وتنزهه عما ليس فيه من النقص.

يدور موضوع السورة حول أن كل شيء في هذا الوجود هو ملك لله، الذي إليه ترجع الأمور، وقد أعطي الخيار في هذه الحياة الدنيا بأن يكون العبد مسؤولاً عن بعض أفعاله وهي الإيمان بالله وعبادته طواعية وقد أخذ عليه الميثاق بذلك.

يُعْلمُنا سبحانه أن هذه الحياة الدنيا جعلت ملعب يتسابقون فيه بالعمل الصالح إلى الفوز، كلّ يجزى بعمله، فإن آمن الإنسان بخالقه وأنفق وفعل ما طلب منه من العبادة والأخذ بأسباب السعادة، وانتهى عما نهي عنه من أسباب الشقاء، كان من الفائزين في الدارين. وإن كذّب وعبد غير الله وخالف أمره وفعل ما نهى عنه صار من الخاسرين في الدارين.

يتمثل مضمون سورة الحديد باعتبار رسالة الرسل في أن الله سبحانه يحب ويريد القسط بإقامة العدالة بين الناس، أرسل بذلك الرسل وأنزل معهم {الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط (25)}، وتكون العدالة بالميزان كما يلي:

أما بالنسبة لمضمون سورة الحديد باعتبار المطلوب أن يفعله الناس أولي الألباب فهو أن العاقل من يسابق في ملعب هذه الدنيا إلى الفوز بالمغفرة والجنّة، ولا يترك الفوز لغيره، بينما هو يلهو بحماقة عجيبة ويتفاخر ويتكاثر بدنيا هو على يقين بأنها زائلة، ويعميه لهوه وانشغاله بها عن النور الحقيقي فلا يرى ما هو فيه من الضلال والخسارة بالبعد عن طريق الحق إلى الخسارة بالخلود في النار.

اقرأ أيضاً: موضوعات ومضامين سورة الكهف

المصادر:
مصدر 1
مصدر 2
مصدر 3

Exit mobile version