فضل سورة الأنفال

لكل سورة من سور القرآن الكريم أسرار وفضائل عدة، وهدى ورحمة للمؤمنين، فتلاوة كتاب الله، عز وجل، تحث المؤمن على حفظه والارتباط الوثيق به، ويعظم فضل سورة الأنفال بسبب أنها تحتوي على عدد من الأمور الهامة والتي تتعلق بالسلم والحرب وتقسيم الغنائم.

فضل سورة الأنفال

فضل سورة الأنفال

عَنْ أبي أيوب الأنصاري أَنَّ النَّبِيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم كان يقرأ في المغرب سورةَ الأنفال. (( الراوي : أبو أيوب الأنصاري | المحدث : الهيثمي | المصدر : مجمع الزوائد، الصفحة أو الرقم: 2/121 | خلاصة حكم المحدث : رجاله رجال الصحيح ))

عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الْأَسْقَعِ أَنَّ النَّبِيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قَالَ: أُعْطِيتُ مَكَانَ التَّوْرَاةِ السَّبْعَ، وَأُعْطِيتُ مَكَانَ الزَّبُورِ الْمَئِينَ، وَأُعْطِيتُ مَكَانَ الْإِنْجِيلِ الْمَثَانِيَ، وَفُضِّلْتُ بِالْمُفَصَّلِ. (( الراوي : واثلة بن الأسقع الليثي أبو فسيلة | المحدث : الألباني | المصدر : السلسلة الصحيحة، الصفحة أو الرقم: 1480 | خلاصة حكم المحدث : صحيح بمجموع طرقه )) وسورة الأنفال من المثاني التي أوتيها النبي صلَّى اللهُ عليه وسلَّم مكان الإنجيل.

قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يومَ بدرٍ: مَن فعَلَ كذا وكذا، فله مِن النَّفَلِ كذا وكذا، قال: فتَقدَّمَ الفِتيانُ، ولَزِم المَشْيخةُ الراياتِ فلم يَبرَحوها، فلمَّا فتَحَ اللهُ عليهم، قال المَشيخةُ: كنَّا رِدْءًا لكم، لو انهَزَمتُم لَفِئتُم إلينا، فلا تَذهَبوا بالمَغنَمِ ونَبْقى، فأبى الفِتيانُ وقالوا: جعَلَه رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لنا، فأنزَلَ اللهُ عزَّ وجلَّ: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفَالِ قُلِ الْأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ} [الأنفال: 1]، إلى قولِه: {كَمَا أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِنْ بَيْتِكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ فَرِيقًا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ لَكَارِهُونَ} [الأنفال: 5]؛ يقول: فكان ذلك خيرًا لهم، فكذلك أيضًا، فأَطيعوني؛ فإنِّي أعلَمُ بعاقبةِ هذا منكم. (( الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : شعيب الأرناؤوط | المصدر : تخريج سنن أبي داود، الصفحة أو الرقم: 2737 | خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح ))

لمَّا كان يومُ بدرٍ ، وقُتل أخي عُمَيرٌ ، وقتلتُ سعيدَ بنَ العاصِ وأخذتُ سيفَه ، وكان يُسمَّى ذا الكَتيفةِ ، فأتيتُ به نبيَّ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم فقال : اذهبْ فاطرحْه في القبضِ . قال : فرجعتُ وبي ما لا يعلمُه إلَّا اللهُ من قتلِ أخي وأخذِ سلبي . قال : فما جاوزتُ إلَّا يسيرًا حتَّى نزلت سورةُ الأنفالِ ، فقال لي رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : اذهبْ فخذْ سلبَك. (( الراوي : سعد بن أبي وقاص | المحدث : أحمد شاكر | المصدر : عمدة التفسير، الصفحة أو الرقم: 2/97 | خلاصة حكم المحدث : [أشار في المقدمة إلى صحته] ))

استشَار رسولُ الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم في الأسَارَى أبا بكرٍ فقالَ: قومُك وعشيرتُك فخلِّ سبيلَهُم, فاستشَار عمرَ فقالَ: اقتلْهُم, قال: فَفَدَاهُم رسولُ الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فأنزلَ اللهُ عزَّ وجلَّ من سورة الأنفال: ما كان لنبيٍّ أن يكونَ له أسْرَى حتَّى يُثْخِنَ في الأرضِ إلى قوله: فَكُلُوا مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلالًا طَيِّبًا قالَ: فلقِيَ النبيُّ صلى الله عليه على آله وسلم عمرَ قالَ: كادَ أن يصيبَنا بلاءٌ في خلافِكَ. (( الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : الوادعي | المصدر : صحيح أسباب النزول، الصفحة أو الرقم: 117 | خلاصة حكم المحدث : صحيح الإسناد ))

عن سعيد بن جبير: قُلتُ لاِبْنِ عَبَّاسٍ: سُورَةُ التَّوْبَةِ، قالَ: آلتَّوْبَةِ؟ قالَ: بَلْ هي الفَاضِحَةُ ما زَالَتْ تَنْزِلُ، وَمِنْهُمْ وَمِنْهُمْ حتَّى ظَنُّوا أَنْ لا يَبْقَى مِنَّا أَحَدٌ، إلَّا ذُكِرَ فِيهَا، قالَ: قُلتُ: سُورَةُ الأنْفَالِ؟ قالَ: تِلكَ سُورَةُ بَدْرٍ قالَ: قُلتُ: فَالْحَشْرُ؟ قالَ: نَزَلَتْ في بَنِي النَّضِيرِ. (( الراوي : سعيد بن جبير | المحدث : مسلم | المصدر : صحيح مسلم، الصفحة أو الرقم: 3031 | خلاصة حكم المحدث : [صحيح] ))

كما ورد في فضل سورة الأنفال حديث ساقط لا يصح: فعن رسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم- أنه قال: “مَن قرأَ سورة الأَنفال وترًا فأَنا شفيع له، وشاهد يوم القيام أَنَّه برىءٌ من النفاق، وأُعطِىَ من الأَجر بعدد كلِّ منافق فى دار الدنيا عشر حسنات، ومُحى عنه عشرُ سيئات، ورُفع له عشرُ درجات، وكان العَرْش وحَمَلته يصلُّون عليه أَيّام حياته فى الدّنيا”. (( الراوي : أبي بن كعب | المحدث : ابن حجر العسقلاني | المصدر : الكافي الشاف، الصفحة أو الرقم: 122 | خلاصة حكم المحدث : موضوع  ))

اقرأ أيضًا: أسباب نزول سورة الأنفال

فضائل سورة الأنفال

فضل سورة الأنفال

تُقرأ سورة الأنفال في الحروب لتشجيع الجيوش على الجهاد في سبيل الله تعالى، وبث الروح المعنوية في الجيش وإنزال السكينة عليهم، وذلك لما ورد عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنّه كان يبث الروح المعنوية في جيوش المسلمين بقراءتها، وتسمى بسورة الجهاد لهذا السبب، واستن صحابة الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- هذه السنة، فيقرؤون سورة الأنفال في ساحات القتال لما لها من أثر إيماني وحماسي في صفوف الجيش الإسلامي كما فعل سعد بن أبي وقّاص -رضي الله عنه- وجيشه يوم القادسيّة.

لسورة الانفال العديد من الفضائل التي يمكن للمسلم تطبيقها على حياته ومنها:

  • الإدراك بأنّه مهما بالغ المسلم في تدبير أمور نفسه فيما يظن أنه الخير له، فإنّه لا خير إلا في ما يقدره الله -تعالى- لعباده.
  • التأكيد على القرآن الكريم دُستورًا للمسلم في جميع شؤون حياته، دقت أو عظمت، فيسعى المسلم قدر الإمكان لتطبيقه في كل مناحي حياته.
  • التوكل على الله -تعالى- يكون بعد أخذ المسلم للأسباب، وإلا فإنّ ذلك يعدُّ تواكلًا، وهو مذموم حتمًا.
  • تنازع المسلمين سبب قوي من أسباب تمكن الأعداء من المجتمع المسلم، ومن باب أولى التنازع في حالة الحرب، فيحرص الحاكم المسلم على نشر دواعي تآلف المسلمين وأسبابها في حالتي السلم والحرب.
  • خشوع القلوب عند تلاوة القرآن علامة من علامات الإيمان، فيحرص المسلم بتلاوته للقرآن الكريم بأن يفرغ قلبه من مشتتات الحياة لما لذلك من الأثر الكبير في استحضار الخشوع واستحضار المعاني أثناء تلاوة القرآن الكريم.
  • الإيمان الكامل بأن الإنفاق الذي حث عليه الله -تعالى شامل لكل مناح الرزق من الله تعالى، فالرزق منه ما هو مادي كزكاة الزروع والثمار، ومنه ما هو معنوي كبذل النفس في سبيل الله تعالى.

تمتاز سورة الأنفال ببعض الخواص والتي تتمثل في:

  • تُعد سورة الأنفال من أوائل ما نزل بالمدينة، والأصح أنها ثانية السور نزولًا بعد نزول بعض الآيات من سورة البقرة.
  • تُصنف سورة الأنفال بأنها أول سورة -بحسب ترتيب المصحف- تفتتح بالجملة الخبرية من أصل 21 سورة افتتحت بذلك.
  • تُعتبر هذه السورة هي أول سورة -بحسب ترتيب المصحف- من سور “المثاني” البالغة 30 سورة.
  • نزلت بعد غزوة بدر (رمضان 2 هـ) لتعقب على أحداثها.
  • اهتمت ببيان أحكام تشريع الجهاد في سبيل الله، وقواعد القتال، والإعداد له، وإيثار السِّلم على الحرب إذا جنح له العدو، وآثار الحرب في الأشخاص (الأسرى) والأموال (الغنائم).

اقرأ أيضًا: فوائد من سورة الأنفال

المصادر:
مصدر 1
مصدر 2
مصدر 3

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *